[عمر الريسوني]

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

تحياتي الخالصة الى الأخ العزيز هولمز

كلما ازداد المعارف لدى الانسان انقشعت له الحجب والغيوم ووصل بوعيه وادراكاته الى الأسمى والأرقى
وكم من نظربة حطمتها نظرية أخرى أكثر دقة وحكمة
فالانسان كان ينظر الى الكون المخلوق أنه أزلي ولكن بحل معادلات النسبية لأينشتاين تبث أن الكون في حالة غير ساكنة
وهذا حال المخلوق المفتقر المحدود بمكانه وزمانه ونسبيته ، وتبث علميا أن الكون له بداية ، وللكون عمر يمكن حسابه
في سنة 1989 م كتب محرر مجلة nature العلمية مقالا قائلا فيه : الموت لنظرية الانفجار العظيم -فتق الرتق- لأن هذه النظرية تعطي للمؤمنين
بالله برهانا قويا على أفكارهم .. لقد توقع محرر المقال خلال عقد من الزمان أن هذه النظرية ستفقد التأييد لكن ما حدث هو العكس بتحليل الخلفية الاشعاعية
فالكون الأزلي كان مستندا قويا بين الملحدين ، وتبث أيضا أن العلم يجري وفق ما بينه الدين .
والمعارف تسمو بالانسان وتهذب كيانه فتصحح تصوراته عن الكون والانسان وقراره في الأرض بسماواتها ما يضفي عليه سكينة على سماته السيكولوجية والعقلية
فيواكب مسارات الحياة بتعقل وبصيرة ومميزا وله علم بأن ما وراء هذه الأبعاد المادية حقيقة تسمو عن المحدود ، فقد يتفوق الذكاء أحيانا متجاوزا كل منطق أو رسوم
اذا تحقق الوعي المدرك لدى العبد المفتقر خضوعا وخنوعا لله عز وجل .
وهذا الكون زاخر بعجيب الآيات وعجيب الخلق وهو معمار مشيد بعلم مكين وقدرة خارقة لنراها من أرض القرار آية عظيمة وزينة للناظرين وما وراء هول هذه المسافات نار ونحاس وقد لا تفيد هذه المسافات الا بتحصيل أسمى المعارف التي تقربنا الى استلهام حقائق يتبدد فيها الزمان والمكان والمسافات .
وكلما ازداد العبد علما ازداد وجلا.

مع تحياتي الخالصة
عمر الريسوني