ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
عرض مشاركة واحدة
  #207  
قديم 05-08-2009, 12:50
الصورة الرمزية محمد يوسف جبارين
محمد يوسف جبارين
غير متواجد
فيزيائي نشط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: أم الفحم..فلسطين ...تحت الاحتلال الصهيوني
المشاركات: 51
افتراضي رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟

قلب

بقلم : محمد يوسف جبارين( ابوسامح).. أم الفحم ..فلسطين

قلب مفعم بالنور ، تنامت قواه ، تسامت وهاجت ، تدافعت وسط الأحزان ، على بحار من الأسى ، وتحت سحب تمطر هموما وشقاء .ضاجعه الهم الثقيل الكالح ، وكشر له عن أنيابه وجالسه ، فجالد الجفاف ، وما انقطع عنه الرجاء . عركته المرارة ، وعلمته كيف يحيل الضيق والمقاساة الى مكاسب انسانية ، استمرأ الصبر فصيرته المصابرة ، وسط حرارة المقلاة، تحت المطارق ، راسيا على مكنون صدره ، مثل الرواسي الجبال . يسره عسر الحال لرآفة أصارته صرخة منبثة من تحت ضلوع الفقراء . انبقرت له خبايا الدنيا ، واستمنحته بين جنبيه مكانا . داخلته الحقيقة ، فأنجبته ، اتخذت منه لها ضلعا ولسانا . مشى في بحر الأيام ، يزايل حلكة الليل عن كاهل النهار . يميس نبض فؤاده ، حياة في عروق البقاء . يداني الأمل الى أزاهير الحياة ، يتألفها على نور يضيء لها آفاقا . يملس بين القلوب املاسا ، يثري التأهب تنبها وانبعاثا ، يقول : أديل لنا لما كنا أنفسنا ، وكان لنا الحق منشأ ورباطا وأزوادا . تعالى الوفاء بالأفعال نابضا ، يثري الثرى نقاوة ، يمحو عنه قفرا بلقعا وأدرانا . نكون للصدق مرابضا ، ومن مضاء العزم السنان . فما فرح أبن أنثى بفجر ، الا اذا المحن والبلايا صقلته وأروته أنوارا . وما تهلل المجد بقلب في ساحة ، الا اذا منه سال الفجر أنهارا . وما دولة الا بنت أمل وارادة وطاقة ، اذا تلاقت ماجت الأرض أفراحا . ليس للطين في الطين حياة ، ان لم يكن الطين للطين زنادا . يا طين ، أنت نطاق فيه بركان حالم ، ان قام يقيم الدنيا وأقواما . صحوة اذا هي بك هدهدت ، شد الفجر اليك ركابا . انه فلب تخضل بالراية ، فسلخ من عمره الحياة ، وأعطاها لها أكنافا . احتوته واحتواها..كلما ضمها بين رموشه ، رفت نياط قلبه . حسها تودع في وليجة نفسه فجرا يشبه لؤلؤة تتخللها أشعة الشمس ، فتملأ بالنور اهابه . تسري بين خلجات نفسه ربيعا أخضر دافقا بشرا، وشروقا وحرارة ناعمة . ينشرح صدره وينسرح فكره . يتراءى له المستقبل صافيا يوسوس : تلك هي بشارة اللون الأبيض ، وما يلبث هنيهة حتى يتخطفه اللون الأسود .. سحب سوداء ، تسكب سموما على جلده ، تعتصر مرارة قطرانا في حلقه . يفور الرفض في أوداجه ، يحتل مزاجه . تشيع في ملامحه يقظة . تلتمع عيناه . تنشط موجات من السخط ، في بدنه . تعلو به على نفسه ، تنبهه بأنه أكبر من الظروف الموضوعية المحيطة به ، فهو حر بأن يحتمل أعباء موقفه حيالها ، انها على مخزون طاقتها السالبة ، وان شاءت تنغيصه وتركيعه وتنحيته عن موقفه ، فانه لا يأتمر بأمرها ، لأن موقفه ايجاب انتماء عنوانه الراية الى أعلى . تنبس شفتاه ، ان السالب ناقص ، عمى ، جهل وتيه حيرة ..ذبابة زرقاء ونفاية ..فكر لا يثمر ، وعمل سياسي أعمى ..أصفار زائدة ، مثل النعال البالية .. أصفار غارقة في نصفها السفلي . قنوات هضمية ، بلا قلب . قطط مسمنة . نفي النفاية نقاوة ونظافة ، طهارة ، سلامة ، نقاهة .
فكرة تجوب ذهنه ، تتقلب بين جنبيه ، يستلين الذوبان في نارها ..تستنهضه الفكرة من مكانه . يتماثل دماءه تجري في نهر خالد ، يشق سواد الليل بهديره ويرغي ويزبد . تمد الراية أكنافها ، يأخذها ، تأخذه ، ينفلت من مكانه ، ينبعث مليئا بالهمة ، في نقل خطاه ميلاد البر والنهر والبحر . في أنفاسه بشائر الفجر ، في مواجهته الأسود قاتما ، في عروقه الأحمر هائجا ، في وجدانه ، في انتظاره الأخضر باسما ، لارادته هما ونية وسائقا ، في أصلابه الأبيض دافقا زرعا زارعا زرعا زروعا أشجارا ، أطفالا ، بقاء في تراب العائدين يتدلى هناءة وشروقا ، يدندن ..أنا صيرورة الزمان والمكان والحق في ركاب الفجر ..أنا أرادة الديمومة في نبض الحياة .