السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وتحية الى الأخ المحترم nr-omar
وكل الاخوة الكرام
لعل هناك من المفردات السائدة في الساحة العلمية
ليست دقيقة بالقدر الكافي مقارنة بالمصطلحات القرآنية والتي تعبر عن الحقائق المطلقة للأشياء والتي لم ير الناس نشأتها وخلقها كما تصحح للعلماء كل أوجه الاختلاف في ميادين علمية عدة وحقائق عديدة في مجالات المعرفة ومن أعماق الخطاب يقودنا البحث الى
دلالة الاشارة وهي ما يؤخذ من اشارة اللفظ لا من اللفظ نفسه ، فقد يستخرج من الكلام ما ليس مقصودا ، فكم من اشارات جلية ذات دلالات قوية وتعتبر من الظواهر الكونية وعدد لا يحصى من الدقائق العميقة والنفائس النادرة ، ولا يجب الاقتصار في البحث على الجانب الشرعي بل حتى الجانب اللغوي والعلمي .
فعندما تكون الدقة العلمية في الوصف تتجلى في اشارات قوية ونابضة بعميق الدلالة ما يبهر العقول ويدهش الخواطر وترتاح لها العقول وتخرجه من الجمود الى أبعاد أخرى لا حدود لها أكثر دقة وعلم وبرهان ولا يدركها الا المتخصصون ، وهذا في حد ذاته علم أصيل يستنهض العقول ويرتقي بالمناهج والمفاهيم بعمق التحليل والاستقراء المحكم، كما أن النص القرآني يسمو في علوه عن كل ما نعتبره اليوم من حقائق العلم لأنه نهاية على كل العلوم وبه يتم التمييز والتوجيه السليم والفهم الدقيق في كل صنوف المعرفة
ومن الأمثلة العميقة في هذا الشأن ما ذكرته الآية في قوله تعالى :
*كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ * الآية .
فالتعمق في دلالة هذه الاشارة تبين أنها تعرض حقيقة علمية ثابتة بأسلوب بلاغي دقيق في أوجز عبارة وأدق اشارة ، فالارتفاع في الجو لمسافة عالية يسبب ضيقاً في التنفس و شعوراً بالاختناق يزيد كلما زاد الارتفاع ( يصّعد) ، حتى يصل الضيق إلى درجةٍ حرجةٍ وتحليل هذه الظاهرة علميا تؤكد انخفاض نسبة الأوكسجين في الارتفاعات العالية ، فهي تعادل 21% تقريباً من الهواء فوق سطح الأرض ، و تنعدم نهائياَ في علو 67 ميلاً ، و يبلغ توتر الأوكسجين في الاسناخ الرئوية عند سطح البحر 100 مم ، و لا يزيد عن 25 مم في ارتفاع 8000 متر حيث يفقد الإنسان وعيه بعد 2ـ 3 دقائق ثم يموت .
يقول عز من قائل : (انه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) الآية .
فالخطاب لا تتبين خيوطه وأبعاده الا برسوخ علمي متميز والاستقراء العميق لهذه الآية ومثيلاثها يؤدي بنا الى فهم أعمق بعد تطور العلوم في مجالات مختلفة عبر العصور وهنا تكمن معجزة القرآن ، فهذه الآية تبين أن للفكر براهين استقرائية ودلالات عيقة من الاشارات الواضحة التي تحتاج الى العلم والتدبر واعمال العقل ومنطقه السديد لاكتشافها ومنها ظواهر كونية عديدة ما بلغناها بعلومنا أو لم نبلغها وهناك جملة من الخصائص مرتبطة بالذرة لم نفهم أبعادها بعد ، وهذا حقا يدل على علم نافذ ومهيمن ومعجزة محققة .
ولقد وردت اشارة عميقة ما نحن بصدده في قوله تعالى
*فاطر السماوات والأرض * الآية . وهذه اللفظة تبين بوضوح أن هذا الخلق متفرد ولم يسبقه أي مثال ، وهو
أكبر من خلق الناس وهو بعلم الله العليم الحكيم وفيه من العجائب ما يحصيها الا الله وما
العروج الا شيء يسير عند الله الذي يزيد في الخلق ما يشاء بما شاء .
ألم يقل سبحانه في كتابه العزيز
* وما أوتيتم من العلم الا قليلا * الآية .