ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
عرض مشاركة واحدة
  #244  
قديم 22-08-2009, 17:01
الصورة الرمزية محمد يوسف جبارين
محمد يوسف جبارين
غير متواجد
فيزيائي نشط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: أم الفحم..فلسطين ...تحت الاحتلال الصهيوني
المشاركات: 51
افتراضي رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟

رؤيته..ضرورة صواب حسابات ، والعين وسيلة عقل لكي يرى

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

رؤيته .. كلمة وردت في النص القرآني ، ولا تزال تشكل سند الاصرار على أن ترى العين بذاتها ، وهذا جد مهم وغاية في الصواب وفي الدقة العلمية ، ذلك بأن الحسابات الفلكية ، قامت وتقوم ويتم تعديلها باستمرار ، بناء على رؤيته ، المشاهدة ، فالقياس ، وليس ثمة عالم فلك لا يعود دوما الى ضبط حسابات فلكية بناء على رؤيته ، المشاهدة ، فليست الحسابات الفلكية هي الاساس ، وانما رؤيته ، هي الاساس ، ذلك بأن عليها يقوم القياس ، وهذا هو موقف البحث العلمي ، واذن فليس ثمة تناقض بين رؤيته وحسابات فلكية ، بل الصواب بأن هذه الرؤيته هي الضرورة التي بلاها لا قيمة لحسابات فلكية ، وكذلك هذه بلا العودة الى رؤيته للتعديل أو التأكد من صوابها ، تغدو في رتبة الشك الذي لا يزول بغير رؤيته ،فليس ثمة تناقض ، بل هذه اساس هذه ، وهذه لا تقوم بلا هذه ، فأين التناقض ، انه كامن في سياق الوعي ، بصلة هذه بهذه ، فاذا تكامل الوعي زال التناقض ، ولقد تبدو غيبة الوعي في الفضاء العام وكأنها شبة تناقض بين رؤيته وبين علم فلك ، وهذا مؤسف ، ويمكن درء ذلك بالتوعية ، فوسائل توصيلها لكل الناس موجودة ، فليرتقي الكل الى مرتبة يتكامل فيها الوعي للكل ، وهي مهمة سهلة ، ولا تحتاج الى كثير من عناء .فالمسلمون كلما ازدادوا ارتباطا بقرآنهم فكلما تكامل لهم العلم والدين معا ، فدينهم هو بذاته دعوة الى العلم ، وهذه الدعوة في صلب وعيهم الديني كان لها أبلغ الأثر في ابداع العلوم ، فأبدعوا ما لم يبدعه أحد من قبلهم ، لكنهم ناموا بعد ذلك ومن دينهم لا يجب أن يغفلوا ويناموا ، بل أن يصحوا ويتألقوا ، ويكونوا رواد العلم على هذه الأرض ، فكيف لمثل هؤلاء أن تتناقض في وعيهم كلمة رؤيته مع حسابات فلكية ، فهو ما لا يصح ، فلا بد من مسح الجهل وذرايته ، فليس من سمات مسلم قارىء قرآن أن يجهل ، فالعلم بين يديه ، وهو جدير به فهو مسلم .
وبين كلمة رؤيته والحسابات الفلكية ، ليس ثمة فاصلة ، وانما رؤيته المستمرة ، هي ما أمكنت فهم مسار القمر ، في خلال العام ، وفي خلال سنيين ، وهي التي أمكنت من توفر قياسات وحسابات فلكية ، ما أتاح اكتشاف علاقات ، بين متغيرات فكانت معادلات ، أصبح بالامكان بناء دورة للقمر في أزمنة سابقة أو قادمة ، فالحسابات من بنات رؤيته ، ورؤيته دوما حاضرة للتأكد من الحسابات ، وهذه الحسابات جديرة بالاهتمام في علم قام على رؤيته ، فهي تتيح لنا المعرفة في الزمان القادم ، فأين يكون القمر ، بالنسبة لنا نحن الذين في الأرض ، او بالنسبة لمكان آخر في هذه المجموعة الشمسية .
فصواب الحسابات الفلكية من رؤيته ، وأما الحسابات الفلكية فلا بد من أن تتأيد برؤيته ، للتأكد من صوابها ، فثمة نسبة خطأ في المعادلات ولا بد من رؤيته ، للتعرف على كيفية تدارك نسبة الخطأ هذه .
وبالعودة الى العين ، لنتساءل عنها ، ما هي ، وهل هي بعينها كافية لكي يرى الانسان ، أليست هي بعينها ، واسطة ( وسيلة ) ، بين العقل وبين ما يمييزه هذا العقل ،فهل العين هي التي ترى أم العقل ، فانما الانسان يرى بعقله ، وليس بعينه ، وانما هذه العين لو فصلت عن العقل ما أمكنها أن تؤدي دور رؤية لشيء ، فالعين وسيلة عقل الى أن يرى ، فالرؤية محققة بالعقل ، وانما هذا العقل ، قد أدرك عبر الزمان حاجته الى تجاوز وسائطه أو وسائله الى الرؤية والى المعرفة ، بكل ما يحيط به في الطبيعة ، وذلك بحثا عن معاشه وبحثا عن أمنه وعن تطوير حياته ، لقد تجاوز العقل أدواته التي في جسمه ، فأبدع أدواته ، تجاوز عضلاته الى عضلات ميكانيكية ، وتجاوز خفته بالقفز الى أعلى فطار بطائرة ، وتجاوز عينيه ، الى رؤية الذرة وأدق التفاصيل في أصغر الاشياء ، فأنا رأيت ذرات الذهب عبر الميكوسكوب الالكتروني ، ورأيت المجرات البعيدة عبر التلسكوب ، ورأيت نشاطا مغناطيسيا يسبق انفجارا مغناطيسيا على سطح الشمس بواسطة الكرونوغراف ، فاذن العين دوما حاضرة في رؤيته لكن المضاف اليها في تجاوز قدرتها الى ما هو أبعد ، هو بعينه ما يجعل النظارات ، والتلسكوب ، اضافة تتوسع بها الرؤية ،وتصبح ممكنة ، وهي مقدرة عقل ، أدرك بأن عينيه بعينها ، لا يجب أن تستبقيه مقيدا في نطاق استعماله لأدواته التي في جسمه وفقط حين يرى أو يقوم بعمل ما .