ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 24-09-2009, 22:18
الصورة الرمزية محمد يوسف جبارين
محمد يوسف جبارين
غير متواجد
فيزيائي نشط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: أم الفحم..فلسطين ...تحت الاحتلال الصهيوني
المشاركات: 51
افتراضي رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟

بأي حزن ألقاك يا عيد

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

أهلا وسهلا بك يا عيد ، على الرحب والسعة ، فأبي في السجن ، وأخي مصاب بنار غدر ، وأمي وأريتها التراب البارحة.. أهلا بك ، فزيتوننا وتيننا ، قد مزقته جرفات الاحتلال ، وبيتنا تمزق بقصف مدفعي ، وأولادي تمزقوا كما زيتونهم ، أهلا بك يا عيد .. بين القبور ، فكما ترى ، كان يفترض أن تكون أسرتي في الحياة ، لكن الغدر أحالنا الى تحت التراب ، وفوق التراب ، يتأنس بدموعه ، مع من هم تحت التراب .. أهلا بك يا عيد ، فمن شهور ، ,أنا لا أعرف كيف أبيع جهدي من أجل خبزي ، أهلا بك .. على الرغم من كل غم ، ومن كل قلق ، ومن كل قهر وجوع الى الحرية ، فأنت عيد ، أتيت ، فاشرب قلقا معي ، وهموما ، فان لم ترتو ، فلدي من كل ما يشبع مقهورا ، من رغبة في الخلاص من قهره ، فهو الهم الذي يسألني ، كيف أتخلص من غمي ، وهو القلق الوجودي الذي يحاورني ، فكيف أريح نفسي من احتلال ، لا يدع لي الا كل ما يمزقني .
أريد أن تشاركني ، يا عيد فرحتي ، بأحزاني التي أطلت بي ، على مكنون ذاتي ، فوعيت ضرورة أن أظل متعلقا بحلمي ، بأملي ، باستوائي على درب خلاصي ، من بعثرتي وتفتتي ، فأحوال حالي استحالت الى ما لا طوق لي على حالي ، فشيء في داخلي يلح علي ، كفى صبرا ومصابرة ، فلا صبر أجدى نفعا ، ولا مصابرة أضافت ، غير ضيق مضاف ، الى ضيق تضيق به أحوالي ، فلا حال يطربك ، يا عيد من أحوالي ، فكل حال قبضت عليه تحولية ، راحت تحيله ، الى ما يسقني فوق اغتمامي ، مرارة ، تسيل في حلقي كل آن ، فكل تذوق أحاوله يرتد على حسي بما يمرمره ، ويشربه غثيانا ، يجوب أرجائي ، فهذه الأحوال أحوالي ، وجئتني يا عيد ، وأنت أدرى مني ، بأن اسمك مشتق ، من عين ترى ، ويد تمتد لتأخذ بيدي ، فلماذا لم تر مني غير أن تصدمني بك دفعة واحدة ، فاذا أنت أمامي ، تقول أنا عيد ، ولا يد منك جاءتني ، تقلل مما أنا به ، مما حل بي من مصائب ، فاذ لا عين لك رأت ، ولا تر ، ولا يد امتدت لي ، ولا هي عازمة ، أن تمتد لتأخذ بيدي ، فما أنت ؟ ، ألا ترى الى ، أن في نفسي حس بأنك تجاهلتني ، فاذ جئتني ، فلا أعرف ما مجيئك ، وما سره ، ولماذا ، أحقا هو أنت عيد ، يا ويلتاه كيف أنت هو أنت ، وأنا لا أعرف لك لونا ولا طعما ، ولا بي درب الى تذوق فهم لما أنت هو ، فهذه أحوالي يا عيد ، فلا هي تريحني ولا تطرب عصفورا على شجرة ، بل العكس من ذلك تسقيه ، بدلا عن جرعة من هواء طلق ، رياحا من اغتمام ، تمر بي من سجن ، الى زنزانة ، الى عذاب ، الى فقر ، الى دمعة في عيون طفل في حصار ، لا يجد له من يقول له ، أنت أبن شعبي ، فأبوه قد اغتالوه ، بسبب وجهه البشوش العاشق للحرية ، وأمه اغتالوها ، لأنها الحرية بذاتها ، وبيته زرعوا فيه القنابل ، وتطاير شظايا وبقي هو وحده ، وبقايا دالة على ماذا يفعل ، من كان أخا ، بأخيه ، حين تفارقه كل قيمة ، بغير تبعية لوجه كرسي ، يتلقى منه الأوامر ، وهذا مسجد بجانبنا ، كان الناس فيه يصلون ، ويحلمون ، ويصدحون بأمل لهم في استنساخ أمجاد خلت ، واذا بنار اخوة لهم ، يهيجون عليهم ، بكل موت ، فتحوا فوهات بنادقهم عليهم ، من كل جانب ، كانت الرصاصة تخترق المصحف ، الذي في جيب القميص ، قبل أن تدخل صدر البرىء ، وتمزق قلبه الذي يحفظ القرآن ، ويحب انتصار هذه الأمة على أعدائها ، فظيع هذا المشهد يا عيد ، نيران غزيرة ، ومن كل اتجاه ، تصفع المسجد والمصلين ، وأخرى قنابل ، متفجرات تنسف بيتا ، لجأ اليه من كان يذكر الله ، ويجأر بحلمه ، بحبه لدينه والناس ، نسفوا البيت عليهم ، ماتوا ، قتل الأخ أخاه بغير ذنب ، والقاتل يجأر بأنه ممثل الله في الأرض ، لم نسمع في ديننا ، بأن ثمة شيء من هذا مستساغ ايمانيا ، فمن يزعم هذا، يستغفل الناس ، ولا صلة لما يقوله بدين ، بل له كل صلة بسلطة ، وبتبعية تستدر مالا ، لتغذية أعمدة هذه السلطة ، أصبحت التبعية في مرتبة متقدمة على القضية ، أو أن القضية ناءت بها نفوس عاشقة للانتفاخ بزهو فارغ ، بلا أدنى قيمة تاريخية ، وأحلت محلها فضيتها النابعة من أمعائها وضيق فكرها ، فأحلت قضيتها محل القضية ، وظلت القضية في المخيال ، الوهم الذي تتخفى داخله قضية ، هي ليست في حقيقتها القضية ، فرسم درب النار ، والفتنة ، لم يأت من القضية ، فمن يعلو مراتبها تعلو به ، ويكون فارسها ، لكنها قضية ليست بالقضية ، قضت سفك دم الأبرياء ، واستباحت دم المسجد ، هل ترتضي نفس مسلم رصاصا يخترق مصحفا ، ويقتل صوتا يجأر بحب الله ، ويحلم حلم خلافة ، فالخلافة ، مشروع وحدة أمة بحالها ، ويا ليت أن العرب وتركيا يرتقون الى مراتب ارتقى اليها ، من كانوا مع صلاح الدين يتصدون للغزو الصليبي .. لعكا ويافا ، فماذا يقول ابن تيمية ، عن مذبحة أحباب له ، أحبوه وحلموا حلمه ، وآه لو يدري هذا الشيخ الجليل ، بأن القتلة هم أكثر الناس قراءة لكتبه ، فماذا أفادوا من كتبه .. لا بد الكثير ، لكن كلماته انزوت في ركن معتم ، في الذاكرة ، حين قرقرت البطون ، والتمعت هالة الكرسي بين رموش العيون ، أصبحت القضية عند هذه الطائفة ، أن تأكل بالقضية ، فلذلك التبعية نطاق نفعية ، يتاح بها ما لم يكن متاحا في الوفاء للقضية .. انكفاء وعي ، أفضى الى تحولية أحالت الذي لم يخطر على البال ، بأن يكون متحولا ، عن صدقه الى بارع في كذبه ، على نفسه ، وعلى الناس ، وعلى الله ، فبأي حزن ألقاك يا عيد ، فانظر الى التمزق الذي زرعه هذا المتحول ، من صدق الى لا صدق يصدقه ، أرهقنا بتبعية تغذيه وتردفه ، مزقتنا هذه التحولية التي أرست لنا تبعية تطلق النار على مسجد ابن تيمية . أواه يا عيد .. أواه .. من وعي غارق في التيه ، أواه من وعي مراهق ، لا يعي بأن نظام الحرية ، انما هو الأساس الذي يضمن التماسك الاجتماعي ، ويوفر السلم الاجتماعي ، ويصرف كل الطاقات ، في مواجهة مشكلات النمو والتطور ، ويقيم الأمن ، ويحفظ بالقوة حدود الحياة ، فيا ليتهم يا عيد يفقهون ، ويبدلون ، ويتبعون ما أقول ، فهي الحرية التي لا سواها ، فلتكن هي الأساس ، ومنها وبها يصاغ البناء التنظيمي للحزب ، وأيضا النظام السياسي لدولة نرنو اليها ، فلا تبعية بعد ذلك تنسجم مع حرية ، ولا سفك دم أو قهر أخ لأخيه ، يتفق له أن يكون بتألق الحرية ..نحن نحتاج الى أنفسنا ..نحتاج أن نكون أحرارا من أجل حريتنا ، فأرضنا ، ومستقبلنا عليها ، فهذا حاضرنا تموج به الجراحات ، والغرباء طامعون في كل شبر ، فلماذا نتمزق ، أمن أجل أن نريحهم من سطوتنا ، من قدرتنا على فرض ارادتنا عليهم ، أليس خروجهم من أرضنا يقتضينا ، أن نبلغ مرتبة في قدرتنا ، نستطيع بها ، أن نقول لهم ، مكانك قف ، وخلفا در ، والى خارج أرضنا سر .
حزين أنا يا عيد ، لأني أحدثك بكل مصابي ، فانظر حولي ، تجدني على أكف جراحاتي ، وهذه كعكة عيدي صنعتها من أحزاني ، ولم أجد عجوة سوى أحلامي وآمالي ، فخذ نصيبك ، مما تيسر من موج يتلاطم بي ، فأنت مسافر ، وأقبلت من نافذة الزمان ، وبكل ما أنت تعنيه من معان ، وجئت ، تقول لي بأنك عيد ، وأنا أعرف هذا الاسم ، لمثل يوم كذا ، قد قيل لي بأنه كان يمر في زمان الأجداد ، ويمر على أناس آخرين غيري ، انها كلمة عيد ، وكما يقولون ، هي كلمة جميلة ، ويظلون في انتظارها طويلا ، لكني أنا ، لم يحصل لي أن انتظرت يوما كهذا ، بكل هالة الفرح التي بها الآخرون يتكللون ، فهو الأسم الذي ، يمر في الوعي ، ولم أعرف كيف هو في مجرى أيامي ، فلا أنتظر يوما مثل هذا الذي هو أنت .. هو هو .. عيد ، فماذا يدعوني الى ذلك ، ولماذا ، هل يمكنك أن تقول لي ، فماذا يعني عندي ، هذا الذي هو أنت ، فالمصائب تتدافع بي ، وأنت الكلمة التي اقترنت براحة ، بفرح ، ببعد عن غم وهم وحزن ، فكيف أسلخ ذاتي من ظروفي ، لكي أعرف كيف أتهيأ لفهم تريدني أن أفهمه عنك ، فأعرفك أنت ، بما أنت كائنه وتكونه ، فأكون ما تريدني أن أكون ، فكيف أتذوق ما تعنيه أنت .. أنت معنى ، يمكني أن أدركه بالعقل ، وأفهمه ، ككلمة ، في القاموس ، في مجرى سلوك بشر غيري ، أما أن أدرك المعنى في سياق حياتي ، فيا ليت أحسك كمعنى ، وعلى أقل ممكن ، فكيف ؟ ويا ليت حسا كهذا يحصل في مشاعري ، فكيف تحصيله ؛ فلو يحصل ، فلن أكون خاسرا شيئا ، فلعلها استراحة مشاعر من مغالبة صعوبات ، وآلام ، فهذا وبحق رائع ، ولكن ؛ لو يحصل ، ويا ليته يحصل ، فأنا بحق أريده أن يحصل ، فتحصيله شيء جميل ، ولكن كيف يا عيد ، قل كيف .
أيامي يا عيد ، بين هم وغم وقتام ، وتواثب بارادتي ، وعقلي ،على خلاص لي من اغتمامي ، خلاصا مشتقا أبدا من مأساتي ، التي انحدرت من ضعفي الذي استهوى أضداضي ، فتكالبوا على استعمار بلادي ، فكان شتاتي ، وكانت غربتي ، وكانت مأساتي ، وأظلمت الدنيا ، وغدوت مثل فرقد في السماء متوهجا أبدا ، أشق الظلام ، بفكري ، بفعلي ، بكل قدرة أوتيتها ، فلا شاغل لي سوى هذا الظلام ، أريده أن يتلاشى ، لأرى النهار بكل نوره الوضيء في أيام وطني ، وقد عادت اليه كل القلوب ، عامرة بالآمال ، بأن تعيد بناء صرح حياة ، يتندى منها عطر الأمل في كل الأوقات .. فاذا أطل يوم عيد ، فهو مثل كل الأيام في روعتها ، الا أن به مائز يميزه ، فهو عيد ، كلمة يا طالما عرفتها في جملة في قصيدة ، أو نص ، أو سالت من لسان ، وقرت في أذني .
فكل عام والكفاح من أجل الحرية لا يفارق الأفعال ، ولا يغادر الأقوال ، بل يبقى هو الراسم الرسام النازل بالأحلام والآمال ، من نطاق الفكرة الى الحركة الفاعلة في الحياة ..فكذلك الأحرار ، بين الحرية التي لا تفارق لهم المخيال ، ينزلون بها ، بكل العقل الفاعل ، والفعل الجامح ، من مراتب الخيال الى أوراق ربيع الحياة ، حقائق وجود تتكلم ، بما يمكنها الحرية أن تفعله في تغيير مجرى الأيام .
فكل عام واللعنة على التشرذم والانقسام ، ولعنة الله على قصور الفكر والمراهقة الفكرية ، والعقلية التي تتقاصر بالقضية ، وتنزل بها من عليائها ، الى بوتقة المصالح العمياء التي توفر العماء ، وتلغي البصيرة وتوفر كل ظروف السقوط ..
كل عام وارادة الحرية بألف خير .. كل عام والعودة ، من الغربة والشتات ، الى الديار ، تعلو بالأمل ، وبحث السير بالفعل السياسي ، الى ما يجعل العودة حقيقة تاريخية ، تتلألأ في جبين الحرية .. كل عام والأقلام الحرة تأخذ دورها في اذكاء الوعي بالحرية .. لازمة الوفاء للوطن وأبناء الوطن ، الأحياء منهم والأموات .. كل عام وأرواح الشهداء توقد العزيمة اصرارا ، على تحصيل حقوقنا الوطنية ، في ربوع أرضنا .. كل عام والعزم يتنامى في حركة جماهيرية فاعلة لتحرير السجناء من سجنهم .. كل عام والحرية لأسارى الحرية صوتا يجلجل داويا في كل واد .. كل عام ولعنة الدم الفلسطيني ، تنزل غضبا ، وفضحا ، ونارا حامية على رؤوس ، من أهدروا هذا الدم العزيز الغالي .. كل عام وبريق الأمل بالحرية ، يشع من عيون أبناء الوطن .. كل عام والعهد هو العهد والقسم هو القسم ، ورحم الله ، كل من سار على درب الحرية ، حرا أبيا ساعيا ، بكل بذل ، من أجل شروق شمس الحرية .

.................................................. .................................................. ......................................