ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
عرض مشاركة واحدة
  #296  
قديم 20-10-2009, 16:20
الصورة الرمزية محمد يوسف جبارين
محمد يوسف جبارين
غير متواجد
فيزيائي نشط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: أم الفحم..فلسطين ...تحت الاحتلال الصهيوني
المشاركات: 51
افتراضي رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟

دجاجة

بقلم : محمد يوسف جبارين( أبوسامح ).. ام الفحم..فلسطين

دجاجتنا خروج من دائرة الانتماء ، بالسقوط في صحن طعام على موائد اللئام . فهي في نطاق انتماء يثري الحركة الفاعلة ضد موجبات انتمائنا ، وقد سقطت في هذا النطاق ، بعدما لاشت من ذاتها ، صلات كان يمكنها أن تنمو ، على غير حال نمت عليه ، فتمدها بدفء وواجب حيال فكرة تجمعنا ، في مسيرة حياة ممتدة بامتداد الزمان هنا ، قد ورثناها أمانة ، نستبقيها ريانة بالعزة ، فواحة بالحكمة وقوة الاستمرار، لكن دجاجتنا أبت بتشرنقها الا أن تكون بانتماء متناف مع انتمائنا ، فابتئاس نفسها وبؤس فكرتها ، دارا بها فاستدارت ، فانكفأت على اقتيات من لا انتماء لنا .
في النشأة الأولى لدجاجتنا ، دلالات وعلامات واشارات وفواصل ، ونقاط تتهافت كلها ، على قلة حياء ، وسوء قيل ، وانزواء ونفور ، من كل من كانوا حولها منها، فلا بها صفة تعبر بها الى جماعة ، ولا بها حس يجمعها ، بعمل لا يضر الآخر . صفات اجتمعت لها في مطلع خطوها ، فغيبتها عن ذاتها ، حتى كاد اغترابها ، كل آن ، أن يجمع لها مقتا يضيق به المجال ، من حولها عليها . فأين تفر ، والى أين تذهب ، وأين هم هؤلاء الذين بهم ملاحة ، فيستملحون شيئا ما بها .
تمرغت الدجاجة ، بسوء الحال الذي ابتنته ، هي وظروفها لها ، فعششت الكراهية ، فأعمت البصيرة ، وهرأت الشعور ، ففسدت الحركة ، فالكراهية عمياء ، وذلك لأنها تصد كل فكرة ، يمكنها أن تعيد التفاعل ، بين من كانت فصلت الكراهية بينهم ، فتغرب الذات بذلك ، عن كل نوع يمكنه أن يأتيها ، فيعينها على الانعتاق مما هي فيه ، من استنقاع ، في رؤية سوداوية ، تبتئس النفس بها ، ويتشتت الفكر ، ويتوه الاختيار ، فتضل المقاييس . هذا الاغتراب ، قد هيأ لها ، أن تبرع ، في توظيف غل أترعها ، وكراهية احتوتها ، وذلك بقطع صلات لها ، بما يحيط بها ، فلا الزام يلزمها ، حيال من هم حولها ، ولا غير غيظ يترسب بها ، كلما لاحظت حياة تدب حولها . اهترأت همزات وصلها ، بانتماء ، يفاخر به محيط كامل ، يحيط بها . فتهاوت هي بها ، فهوت ، فانزوى كل امكان ، أن تعود اليها ذرة من احساس بانتماء .. من ذاك الانتماء .
يمكنها الآن أن تتهيكل ، في الانسلاخ ، من هيكل ومضمون ، كانا يتصفان ، بالمعاني التي لم يعد لها أي مفهوم ، في سياق انتماء ، أو شبه انتماء كانت عليه . أصبحت الآن مسلوخة ، من ذاك الانتماء ، بعدما مرت بحال ، كانت فيه ممعوطة ، من كل الصفات التي كان يمكنها ، أن تسهم في تمييزها ، بالوجود في النطاق الذي كان لها فيه وجود . غادرت الانتماء الى سقوط في نطاق ، الساقط فيه يتحول بقسريات وغواية ، الى ما يجعله قادرا ، على خدمة أغراض الأفاعي والثعالب في ذاك النطاق . . سقوط بيع وشراء ، فهذا يريد أن يكنز مالا ، أو يستوي على حقد ، عشش له تحت جلده ، وهذا يريد بعد سقوطه ، أن يسقط الى أعلى ، استوى على حال ، فيه نفاية تنادي النفايات كلها ، أن تعالي ، فلعلها رائحة المسك تختنق في البلد ، وهو حال ، حين تشكله ، يبدو وكأنه صرخة تنادي ، ها هنا موطن من مواطن الداء فهاتوا الدواء ، فلعله يأتي الشفاء ، وياما استجابات من مناطق النبل والكرامة والايمان، فكانت سببا في حركة تدعو الى ما هو أزكى وأطهر ، فلعلها رائحة المسك تعمر البلد.
وهنا في الركن دجاحة تغمغم وتهمهم ، ثم تقول : أنا الخروج ، من الذات الى لا ذمة ، ولا همة ، ولا عفة ..
أنا الانسلاخ ، من كل ما يسمونه قيما ، ومعايير واتجاهات سامية ..أنا أحط الخلائق ، فدعني أبيض ، أفرخ ، أضيف عافية في زنودك . .أنا أذى ، لا تملك أن ترسيه ، في جسد الخلائق بدوني ..أنا الخبر الذي لن تبلغه ، من دون ذهني وآذاني وعيوني .. أنا مفتاح البلاد .. البلاء الذي تود لو تنشره في جنون ..أزرع الفتنة ، والقوة أبعثرها ، فقد أتيتك من دنيا ، فيما لو دامت في الزمان ، لخرجت أنت من الزمان .. فأتركني أركن في زاوية من دنياك ، في جانب من نعليك ، تجدني كلما شئت ، أفعل لك ما تريد .
الى هذا كان مآل دجاجتنا ، فلقد ذبحوها ، ثم وضعوها في داخل ماء ، في أناء من تحته نار ، حتى اذا ارتفعت درجة حرارة الماء ، وأصبحت صلة ريشها بجلدها واهية ، أخرجوها من الماء ونتفوا ريشها ، ثم تناولوا سكينا وبقروا بطنها ، فأخرجوا منه الأمعاء والكبد وما الى ذلك ، وأودعوها وعاء الزبالة ، ثم استمروا في التعامل معها ، الى أن أصبحت جاهزة للأكل ، تستدر الشهية ، فوضعوها في صحن ، أمامه وقد جاء وجلس في مكانه ، الذي اعتاد أن يأتي أليه ، من أجل أن يأكل دجاجة.