ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 11-11-2009, 15:16
الصورة الرمزية محمد يوسف جبارين
محمد يوسف جبارين
غير متواجد
فيزيائي نشط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: أم الفحم..فلسطين ...تحت الاحتلال الصهيوني
المشاركات: 51
افتراضي رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟

الكرة جامع فلا تفرقوا

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..ام الفحم..فلسطين


سألوني في أكثر من مرة ، قالوا : فمن تراه الغالب.. مصر أم الجزائر ، فكانت اجابتي مصر-- الجزائر ، قالوا: فمن منهما ، قلت : كلاهما ، قالوا : نعني على أي وجه تنتهي لعبة كرة القدم بينهما ..قلت : لصالح الجزائر ، قالوا فأنت مع الجزائر ، فلماذا لست مع مصر ، قلت بل أنا مع مصر ، فلتكن مصر هي التي تفوز ، وهل أنا من يقرر أيا من الفريقين يفوز ؟! ، فما أنا الا فلسطيني أحب مصر بمقدار حبي للجزائر ، وهي منافسة ، ومثلي لا يملك أن يناقش لقاء قمة بهذا المستوى الرفيع ، وانما الذي أضيق به ، هو هذا التردي بجملة القيم الى ما لا يليق بالرياضة . فعلى وجه العموم ، فان الرياضة على اطلاقها تضيف في نمو القيم وترفع من شأنها ، فما هذا السقوط في الدلالة على كل ما لا يطاق ، من لغة محنطة بكل ما لا ترضى به نفس عربية كريمة فاضلة ، فاذا الجزائر فازت أو كانت مصر هي الفائزة ، تنتقل بموجبها الى تمثيل مصر والجزائر وكل العرب في تلك المنافسة العالمية ... فمع نهاية اللعبة على أرض مصر ، يغدو تلقائيا فريق مصر أو الجزائر ممثلا لكل العرب ، فاذن لا بد من الاحتفال به ولتصدح مصر والجزائر عندها بكل الاقرار بأنه يمثلها ، ولتعبر عن ذلك بكل الفرح الذي تريد ، وليشاركهما العرب كلهم بالتضامن مع من أصبح ممثلا لكل العرب ، فاذا الفائز هو الأقدر والأجدر بأن يكون ممثلا للعرب ، وكل العرب يريدون تمثيلا بارعا في المنافسة العالمية ، فاذن الأولى لهم أن ينحازوا الى الأقدر على هذا التمثيل ، فثمة منافسة في انتظاره ، ونريد جميعا أن يصل الى الفوز بالكأس أو بأن يكون أكثر اقترابا منه ، لا أن يخرج مع بدايات التصفيات وقت المنافسة ، فثمة فرح نريد أن نناله ، وثمة مرارة نريد أن نستبعدها ، وثمة ثقة نريد أن نعززها ، وعلى ذلك ، وبالنظر الى ماذا سوف يجري في المنافسة العالمية ، فلا بد من انحيازنا الى المنافس الأجدر بتمثيلنا ، والأقدر على سقايتنا فرحا ، وقت المنافسات الكبرى ، فاذن يتوجب الآن أن نقول في انفسنا دعوا المنافسة بين مصر والجزائر تسفر عن الأقدر ولنعانق الفائز بكل دفء الانتماء للعروبة .. فهو ممثلنا ، فهو الأكثر قدرة على استجلاب فرح لنا ، فهو فرحنا القادم ، فلنؤيده بكل عاطفة وبكل دعم يشدد من أزره فهو الذي سوف ننتظر منه فرحا نرغب ، وهو الذي نريده أن يأتينا بهذا الفرح ، وهو فرح بحكم التجربة مراد ومرغوب به ، ونريده ، فلنعانقه من الآن ، ولتكن الرغبة جارفة من جانب هذا العربي في مصر الى جانب أن يكون ممثل العرب هو فريق مصر ، ولتكن الرغبة جارفة مثلها لدى العربي في الجزائر بأن يكون ممثل العرب هو فريق الجزائر ، ولينقسم العرب الى جانب هذا وجانب ذاك ، فليس في التعبير عن الرغبة في اطار من التمني هو بعينه الذي يمكن أن يقال برفضه بل هو المرغوب ، وهو الذي لا يصح أن يقال فيه بأنه لا يصح ، ولكن أن يتجاوز التمني حدوده بالنزول الى ما يسيء الى هذا العربي الذي هوالأخ ، وليس لسبب سوى أنه يتمنى خلاف ما يتمناه هو ، انما هو الحجر على التمني ، والعدوانية على الحس الآخر ، وعلى استقلالية الآخر في رؤيته وتقديره لما يرى ويرغب ، وهي مسألة عنف كلامي يتصبب بغير سند من منطق ولا من وعي حصيف ، فثمة رغبة لدى هذا خلاف رغبة لدى ذاك ، وهي بعينها لن تكون بذات قيمة ساعة المنافسة على ساحة الملعب ، حين تكون المنافسة بين فريق مصر والجزائر ، في استاد القاهرة ، لا قيمة للتحادد الكلامي العنيف في مجرى اللعب بين الاخوة ، فنتيجة اللعبة تحسم على ساحة الملعب ، ولا يمكنه الحسم أن يكون محسوما على شفاه شتيمة أو سباب ، على أي لون جرى أو يجري بلا أدنى سبب ، ويندلق بغير وعي وبلا أدنى فهم لحقيقة موضوعية لمنافسة بين فريقين ، لكن على ما يبدو من استشراف ، لكل اشكال العنف الكلامي الذي جرى الى الآن على الألسن وتصبب من الأقلام أو افترش مساحات من شبكة الانترنت ، من جانب عرب في الجزائر وفي مصر ، فكل ينهش في لحم الآخر وفي كرامته ، فكل هذا لا يساوي وقت اللعبة على ملعب كرة القدم شيئا ، فلا قيمة له في تقرير من يكون الغالب ومن يكون المغلوب ، فالقدرات لا تقام بنيل من كرامة ولا بنهش لحم ، فالفن الكروي أبعد ما يكون عن جراحات متبادلة من سباب أو شتيمة ، لكن على ما يبدو بأن فراغ الوعي بحقائق الأشياء وفراغ القيم ، وفراغ الأهداف النبيلة التي تتشكل بها كرامة الانسان العربي ،انما يتبدى في النفس كمنطقة منخفضة تستدرج التمني في وعي جاهل الى الففز الى ما يظن بأن به يحصل ما يتمناه بعنف كلامي ، مفرغا بذلك معاناته من آلامه أو من شقاوة تضغط على أعصابه ، يفرغها في عنف من كلام ينصب به على من لم يكن يوما سببا في شقائه ولا سببا في معاناته ، فترى الى الشحناء في مجراها ، في تهيكلها في مضامين تريد أن تنطق بها ، فلا تجد بها أية دلالة على سببية ، تدل على اقتران لها بمنافسة كروية تحكم نتيجتها قدرات تنافس بما بها على ملعب كرة قدم ، وأكثر من ذلك فمجرى السباب واللعنات التي تتساقط من هذا الجانب على الجانب الآخر ، انما تدل على انفصالية وعي عن مجرى روابط دم وتاريخ ولغة ومصير مشترك ، ولو أن السؤال أطل على هذه الانفصالية قائلا لها ما صلاتك بالمنافسة الكروية ونتيجتها المرتقبة ، فلا تجد بها جواب به ثمة عقلانية ،بل الحيرة والارتباك بازاء السؤال ، فكأنما الرغبة في الفوز وجدت في جملة اللاقيم وجملة اللاخلاق فرصتها لصناعة هذا الفوز ولو بالوهم ، فالتوهم بعض اقناع واهم يزيح عن النفس ولو للحظة تصورها عدم الفوز ، ولعل التوهم في حال كهذا بمثابة استبعاد لمخاوف من خسارة تطل على العقل ، فهذه كرة قدم والفريقان ممتازان ، وهذه حقيقة تقر بها النفس ، فتبدو الخسارة مزعجة ومرفوضة على كل قياس ولا تريد النفس أن تتصورها ولا بأية حال فتلجأ الى استبعادها بالتوهم ، فتسوق كل ذريعة الى استحالة التمكين لهذه الخسارة وتنتقل النفس من اقناع ذاتها بذلك الى اقناع غيرها ، بكل معقول تتمكن منه وتنداح الى اللامعقول ، ولا يعنيها من ذلك سوى استوائها على قناعتها بالفوز ، فاذا بلغت مرتبة قصوى من تلك القناعة التي لا تتزحزح ، وقابلها من يزحزح عنها هذه القناع ، بكل ما لدية من قناعات بفوزه الذي يرغب فيه ، فهو مثل هذه النفس التي تقبض بالجمر على قناعتها ، انداح كل منهما الى التقليل من قيمة ما لدى الآخر من قناعات ، والى أن يصل الى التقليل من قيمة الآخر نفسه ، وتبلغ الأمور في عنفها الى محاولة هذا الطرف الى مسح الطرف الآخر من كل قيمة تذكر ، لكي يفلح بازاء نفسه أن يتفرد بزهوه بانتصار الوهم الذي استوت عليه نفسه ، وهذا نطاق عنف كلامي ، وساحته انما هي ساحة استباقية تستبق في موجوديتها وجودا يدنو ويقترب ليعلن عن حقيقته ، ليجد بالتالي هذا الذي خسر توهمه بما أفاضت عليه حقيقة أتت بها في آخر الأمر نهاية المباراة بين الفريقين ، بأنه في نهاية المطاف أمام فريق عربي يمثل العرب كلهم ، وشاء أم أبى فهو في قرارة نفسه يريد للعربي أن يبدع وأن يكون هو الفائز في خلال التنافس مع الآخرين الذين هم ليسوا عربا ، فمن تراه الفائز ، ليكن هذا أو ذاك ، أو يكن ذاك أو هذا ، فهذا أو ذاك .. فمن يدري ، فمصر مهمتها صعبة ، ومهمة الجزائر أسهل ، والفريقان فريقا قمة وليس معقولا التقليل من شأن أي منهما فكلاهما مفخرة لكل عربي ، وبالتالي سوف يمثل العرب فريق واحد فقط ، فأو هذا أو ذاك ، والى جانب من تكون ، ومن تريد أن يكون ممثل العرب ، فتلك مسألة انسانية وحق لكل انسان عربي في الوطن العربي ، وفي مصر أو الجزائر أن يتمنى ما يريد ، فذلك حقه وليس لأحد أن ينكر عليه حقه في حسه ورغبته ، ومن جانبي ، فلربما الذي دعاني الى كتابة هذا المقال هو ما فوجئت به ، على غير ميعاد مني ولا من غيري ، وذلك في جلسة صاخبة جرت في بيت كنت في زيارته في أم الفحم ، فلقد كانت أسماء اللاعبين في مصر والجزائر تمر على أذني ، بصفات كل لاعب وماذا يمكنه أن يفعل في الملعب ، ومرت ثلاث ساعات ، وأنا الذي لا أفهم في كرة القدم أجد نفسي استمع الى تفاصيل دقيقة مما يمكنه أن يجري في لعبة القمة ، فهذا مع الجزائر ويؤكد على فوزها ، وهذا مع مصر ، وأغرب ما رن في أذني جواب على سؤال سألته ، اذ قلت ماذا يدعوكم الى الجزم في صالح هذا الفريق أو ذاك ولماذا الانحياز الى هذا دون ذاك ، فاذا هذا يريد مصر أن تفوز لأن نانسي عجرم تريد مصر أن تفوز ، وآخر لأن مصر أم العرب ويجب أن تفوز ، وآخر لأن مصر بلد عبد الناصر ، وآخر يريد للجزائر أن تفوز لأنها بلد أحلام مستغانمي ولا يطيق أن يخطر على باله أنها تزعل وهي التي أتحفته بالثلاثية الرائعة على حد تعبيره ، وآخر لأن الجزائر بلد المليون شهيد ، وآخر لأن الجزائر بلد أحمد بن بلا وجميلة بوحيرد ، وبازاء كل ذلك صدعت بقولي ، بأني لا أدري ما علاقة الأماني بمستوى قدرات سوف تفرض نفسها في ساحة المنافسة الكروية بين الاخوة على استاد القاهرة ، فالانتماء للاسلام والعروبة هو خير باب تكون من خلالة الاطلاله على التاريخ وعلى الواقع ومجرياته ،وعلى أدق التفاصيل في مجرى حياتنا ، وأيضا على هذه المنافسة الكروية ، فالمنافسة غالبا ما تكون فرصة نمو في وعي ، وفرصة نمو في انتباه الى تطور يجب تحصيله ، وفرصة تعاون وتساند واقبال على عمل مشترك ، وذلك بالاستواء على منطق تناول يسهم في البحث عن الصالح العام وما يمليه من ضرورات تعاون ، لتحقيق تقدم في كل مجال نحب أن نحصل تقدم فيه ، وهنا سؤال يلح لماذا لا نفكر سويا بأن نتفق على أن يأتي يوم يحصل فيه العرب على كأس العالم في كرة القدم ، ونجيب على ماذا يجب فعله من أجل تحصيل ذلك ، ومع ذلك ، فلماذا كل تلك الملفوظات التي لا تليق بشعب مصر والجزائر جرت على ألسنة عربية اسلامية ، هي في طبيعة انتمائها الأحق بالاستواء على كل نبل وكل شهامة وكل كلمة طيبة ، على كل ما تضغط به المنافسة الكروية على النفس ، بما بها من الحاحها الجارف الى رؤية هذا أو ذاك هو الفائز ، فلا بد أن ثمة خلال في التربية ممتد في كل اتجاه في الجموع الشعبية ، من تلك التي تقدم كل دليل على انحرافها عن جملة القيم الاسلامية والعربية التي يتوجب أن تكون خصيصتها ، في كل متناول تتناوله عقولها أو مشاعرها ، فما مدعاة الانزلاق والتهافت الى كل هذا الذي لا يليق بانسان عربي ، فماذا عن جملة القيم ؟؟؟ هو سؤال يحتاج الى توقف عنده والاجابة عليه ، فثمة فراغ وثمة تشكل لقيم يسهم بها هذا الفراغ ، فلا بد من وعي يقيم قيامة جديدة ، وهذا يحتاج الى سياقات من تأصيل القيم الرفيعة السامية لتمتد في كل مجال ، فنحن هنا بازاء أمة وما يجمعها ، ولعلها فرصة يعطيها هذا التنافس بين الاخوة فنرى ما يتخفى من جملة من اخلاق لا تليق ، فلا بد من التجدد ، فكيف يتأتى ، هو سؤال ملحاح ولا يصح أن يفارق وعي مسئول في أي مكان وفي أي وضع كان فيه ، فهي أمة يجب أن تحرص على ما يجمعها ، فحركة التاريخ لم تزل ناطقة بأن كل الجزائر خير سند لمصر وكل مصر السند للجزائر ، وأحسب بأن نبض القلب في العربي في الجزائر يقول ذاك أخي ومثل ذلك النبض في مصر ، ولقد دل هذا النبض على ذاته بأكثر من فرصة في التاريخ ، ومع ذلك فثمة ضرورة للتطهر من جديد فثمة شوائب لا بد من التطهر منها ، وهذه كرة القدم دللت على وجود هذه الشوائب فهيا الى كل ما يجمع والى كل ما يحفظ لنا وحدة وجودنا .