ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - هل يخشى علماؤنا الله؟ - الإلحاد الخفي
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 17-11-2009, 04:24
الصورة الرمزية nuha1423
nuha1423
غير متواجد
مـــــراقبة عــــامة
محاضرة في الدورة الثانية لتعليم الفيزياء
 
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: السعودية - الرياض
المشاركات: 14,946
افتراضي رد: هل يخشى علماؤنا الله؟ - الإلحاد الخفي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكرك


جريمة تعليمية في بلاد المسلمين
تفكرت كثيراً في موقعي أنا وأقراني ذوي العلم والفكر وتفكرت في خشيتنا لله والتي ينبغي أن تكون لها علامات ظاهرة لكي تدل على وجودها حقيقيةً كما قال الله تعالى في كتابه الكريم:

قال تعالى في سورة الزمر 23
"اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ "
صدق الله العظيم

فوجدت عجباً أنني عن نفسي لم أجد هذا الاقشعرار في جلدي من خشية الله إلا نادراً ويكون هذا النادر غالباً عندما أرى أو اسمع عن شئ لا أعرف عنه ولم أدرسه ويدل على قدرة الله!
فجلست أفكر! لماذا نحن هكذا؟ لسنا كما وصف القرءان الكريم من خشيتنا لله على الرغم من "علمنا" الذي تعلمناه!
فتيقنت أنه ما من حل لهذه المسألة إلا أننا لم نتعلم حقاً!! ولكن كيف هذا ونحن متفوقون عن أقراننا وحتى أعمالنا مغموسة في العلم ليل نهار!

وبعد تفكير عميق وجدت الخلل: وهو أننا تعلمنا العلوم في مدارسنا وجامعاتنتا على الطريقة الإلحادية !


ولكن ما هي الطريقة الإلحادية في تدريس العلوم؟
هي إقصاء ذكر الله عن أي محاضرة في العلوم!, وهل مطلوبُ ذكر الله في محاضرة علوم؟ أهي محاضرة علوم أم دين؟!

توجد هنا مغالطتان عظيمتان:
1-أننا دُرسنا أن قوانين نيوتن واينشتين وشرودنجر وديراك وبلانك وغيرهم من العلماء هي سبب حدوث أحداث الكون وبالتالي فأين مجال ذكر الله إن كانت قوانين نيوتن على سبيل المثال هي التي تحكم ظاهرة طبيعية !!!! ياله من تجاهل أحمق لله عز وجل وقلب للأمور رأساً على عقب وهذه هي بالذات ما قصدت أنها الطريقة الإلحادية في التعليم: فالأصل في قوانين الطبيعة أنها تدوين رياضي لما يحدث من أحداث الكون التي يفعلها ربنا أنى شاء وكيف شاء, فهي أبعد ما تكون عن كونها سبباً للأحداث وإنما هي بالكاد وصفُ تقريبي لها.

وحيث أن طريقة الملحدين في التعامل مع الطبيعة وقوانين الله التي تسيرها أنهم يستبدلون القوانين بالله عز وجل ويجعلون من القوانين أسباباً لما يحدث, وياللحسرة أن أعلن أن شبابنا قد التقم الطُعم الإلحادي وفكرنا بنفس طريقتهم فاعتقدنا أن القوانين هي سبب الأحداث , وليست إرادة الله, وأن إرادة الله تكون فقط هي السبب عندما لا نجد قانوناً يفسر ما يحدث!! ولذلك تتردد كلمة ,سبحان الله, حتى بين علمائنا فقط عندما يرون شيئاً لا يستطيعون "تفسيره" (والصحيح وصفه) بالقوانين التي درسوها على أنها "أسباباً". ولا استطيع وصف مدى خطورة هذا الموقف, فمعنى ذلك أنه كلما زاد العالم المسلم , حسب التعليم الإلحادي الحديث, قل ذكره لله وقلت خشيته له وقل تسبيحه وتعظيمه وإجلاله له حتى يصل به الأمر أن يقتصر وجود الله في حاته في أركان الإسلام وحسب!!

2- استقرار الفكر العلماني في تفكيرنا المعاصر حتى أننا أضحينا نفصل الدين عن كل شئ ومن ضمن هذه الأشياء العلم, ولذلك فمن أين لنا بفهم الآية الكريمة:

"اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ "

ماذا ينبغي علينا فعله

1- أن نتنبه للمشكلة الخطيرة المطروحة في المقال والتي تهدف بخبث إلى ألحدة علماء المسلمين حتى يستقر في العقول أن الدين للعوام والإلحاد والعلمانية للعلماء
2-أن نبدأ مع أولادنا أن نعلمهم أن إرادة الله هي سبب كل شئ وإنما جعل نواميسه ثابتة, تسخيراً منه لكونه لنا, حتى ييسر علينا استخدام هذا النعمة العظيمة ألا وهي التسخير.
3- أن نغير في مناهج تعليمنا بحيث نأقلم المناهج الغربية الإلحادية مع مفاهيمنا الإسلامية ونزيل مفهومنا الإلحادي للعلم الذي نمارسه فكرياً من غير قصد.
4-أن نطرح هذا الأمر الحرج في دروس العقيدة الإسلامية حيث أن مثل هذا الأمر ولا ريب أهم من الرد على أطروحات وشبهات لم تعد تُثار في زمننا, وننسى أموراً خطيرة قد تؤدي إلى ما أسميه الإلحاد الخفي.


والله أعلم

بارك الله فيك وجزاك خيراً
__________________

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم


رد مع اقتباس