مذكرات حاج فلسطيني
قبل أكثر من عشرين عاما أدى أبى فريضة الحج
و لطالما حدثنا عن زيارته للديار المقدسة و كيف كان هذا التجمع الرائع للمسلمين من كل أنحاء المعمورة،
و من ذلك ما حدث معه في أحد الأيام
و هو ما أحببت أن أنقله لكم اليوم في هذه الأيام الفضيلة أعادها الله عليكم و علينا بالخير و اليمن و البركة
يقول أبي
"كنا أنا و زميل لي نتدارس سورة الحشر و نتأمل في معانيها في ظهيرة أحد الأيام،
فمر بنا مجموعة من أهل الجزائر و شدهم حدينا، فتوقفوا و عندما سمعوا بعض ما كنا نقول سألونا عن معنى كلمة سبح
يقول أبي
"فحدثتهم عن معاني هذه الكلمة و دلالاتها في تمجيد و تعظيم الذات الإلهيه
ثم تعجبت قائلا: أنتم من بلد عربي و تتحدثون العربية أليس من الغريب أن تسألوا حول معني كلمة من كلمات القرآن الكريم
فأجابوا قائلين
لا تستغرب، ففي بلادنا للأسف نتعلم باللغة الفرنسية،
أما اللغة العربية فيعلمونها لنا كما لو كانت لغة أجنبية،
بل إن الوضع أسوأ من ذلك بكثير
.
.
.
فعدد حصص اللغة العربية حصتان اسبوعيا،
تماما كما تدرسون المواد المهمشة في بلادكم،
و يا ليت الأمر يقتصر على هذه الدرجة من السوء
و لكن الأسوأ من هذا أننا لا نتعلم اللغة العربية الفصحى بل نتعلم اللغة العامية!!!!"
يقول أبي
و عندما سألتهم و ماذا هي مهنتكم
قالوا إن معظمنا يعمل خارج الجزائر و لكننا نرجع إلى بلادنا فترة محددة كل سنة
و عندما سألت من كان يحدثني
ما هو عملك تحديدا
أجاب: قاضي
قلت :تعمل قاضيا و تسأل عن معنى كلمة سبح فما هو العلم الذي درسته لتنال هذا المنصب
فأجاب نعم أنا قاضي و لكننا للأسف ندرس القضاء الفرنسي"
يتبــع