ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟
عرض مشاركة واحدة
  #321  
قديم 25-11-2009, 03:34
الصورة الرمزية محمد يوسف جبارين
محمد يوسف جبارين
غير متواجد
فيزيائي نشط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: أم الفحم..فلسطين ...تحت الاحتلال الصهيوني
المشاركات: 51
افتراضي رد: يا [you]،، هل تريد تكون العضو المميز؟

لا أخطر من سلاح نووي بيد اسرائيل

بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم..فلسطين

كلمة سلاح نووي تعني قنابل نووية ، أو رؤوس نووية ، تحملها طائرات ، أو صواريخ ، الى المواقع التي يراد انزال كارثة بها ، ، وكلمة قنبلة نووية أو رأس نووي ، تعني جهازا معقد التركيب ، يحمل مادة نووية انشطارية ( يورانيوم ٢٣٥ أو بلوتونيوم ٢٣٩ ) ، وهو مزود بتقنية ( هي كلها مع القنبلة ) ، تتسبب في لحظة محددة بتفجير القنبلة ، ما يترتب عليه تحرير طاقة هائلة (نووية) .. من هذه المادة الانشطارية ، وتتسبب في ضوء ذلك بدمار كبير جدا ، وتترك آثارا في الطبيعة يمتد تأثيرها الى سنين طويلة ، فهي مؤثرة في خلخلة البيئة والانسان معا ، فصحته تظل معرضة للمخاطر بسبب من تنفس أو أكل ، وانتقال بالوراثة للجينات المشوهة من جيل الى آخر . وأما بالنسبة للقنبلة حين انفجارها ، فانها تتسبب في موجات رعدية شديدة جدا ، وحرارة عالية جدا ، وتأيين كبير جدا للهواء ، وكل هذه معا تتسبب بدمار هائل ، فان عمود كهرباء من حديد أو ألومنيوم على بعد كيلومتر واحد أو اثنين ، مثلا ، من موقع الانفجار يغدو فحما ، ولذلك كله ، فكلمة قنبلة نووية تشيع الرعب ، فاستعمالها في حرب يعني بوضوح دمارا شاملا ، ويتبعه الى سنين طويل تشويه في خليقة الانسان ، وليس ثمة من دواء يوقف هذا التشويه ، فعلى ذلك ثمة مصداقية لاستبعاد القنابل النووية عن النزاعات ، وثمة مصداقية أيضا لامتلاك سلاح نووي ، فلأنه بهذه القدرة على انتاج الدمار ، فيمكنه أن يكون سلاح ردع ، يرتدع به من يسعى بعدوان على من يمتلك هذا السلاح ، فهو يخشى من أن يتم استعمال السلاح النووي ضده .
وفيما يتصل بايران ، فهي دولة تسعى بنشاطات نووية لأغراض سلمية ، والى انتاج وقود نووي ، هي بحاجة اليه من أجل مشروعاتها النووية ، ولم تنتج قنابل نووية ، وتصر على أنها لا تتجه الى ذلك ، لكن الواضح بأنها لا ينقصها القدرة على انتاج القنبلة ، سوى أن تنتج الوقود النووي بتثرية تقارب ال%95 ، وهي التثرية المطلوبة لانتاج القنبلة النووية ، فمثلا خمسة كيلوغرامات من مادة يورانيوم ٢٣٥ ، بتثرية كهذه ( الكلمة الشائعة هي تخصيب واني لا استسيغها على صحتها ، واني أرى كلمة تثرية هي الأصح ) ، كافية لانتاج قنبلة نووية .( أو بلوتونيوم ٢٣٩ بنفس نسبة التثرية ) ، وهب أن ايران تحولت الى دولة نووية ، أي أصبحت تمتلك اسلحة نووية ، فهي ايران النووية ، فسوف تنتفع بذلك بأن تبني هيبة دولة نووية ، وتلقي بظلالها على مساحات واسعة من المنطقة التي تريد أن تؤثر عليها ، لكن هناك باكستان ، فهي دولة نووية ومن سنيين ، فأين هيبة باكستان ، أين الهيبة ؟ ، فهي في حال لا يسر قادتها ولا يسر أصدقاء لها ، فالهيبة ليست مستمدة من القنبلة النووية ، ولا من القدرة على انتاجها ، وانما من تكامل عدة أمور معا ، الاقتصاد ، والسياسة ، والتماسك الاجتماعي ، والدور السياسي البارع في العلاقات الدولية ، فالى كل هذا تنضاف القدرة العسكرية بما فيها القنبلة النووية ، وتصنع الهيبة ، وأحسب بأن ايران تحتاج الى تعديل في بنيوية نظامها السياسي ، في جعله ولاية فقيه ، في سياقات نظام الحرية ، فليس أن تلغي نظام فقيه ، وانما أن يكون نظام الحرية هو الوعاء الذي يتحقق فيه نظام الفقيه ، فثمة ضرورة لتعديل في الفهم لبعض النصوص التي قال بها امام ايران الأوحد روح الله موسوي الخميني ، فبذلك تزداد تماسكا ، ومع ذلك ، هب أن ايران امتلكت سلاحا نوويا ، فهل تستعمل ايران النووية سلاحها النووي ، وضد من ، فيكفي انذار واحد من روسيا أو من بريطانيا أو أميركا الى ايران ، بأنه اذا استعملت قنابلها النووية ضد اسرائيل ، فسوف يتم مسحها من الوجود بقنابل نووية أميركية ، فأميركا بما هي عليه من قدرات ، تمتلك من السلاح النووي ما به تستطيع أن تدمر العالم أكثر من مرة واحدة ، يكفي انذار كهذا ويكون جادا جدا ، لينام سلاح ايران النووي في مكانه ، فاذن من وجهة نظر عملية لا تستطع ايران استعمال هذا السلاح ضد اسرائيل ، طالما أن هناك علاقات القوة كهذه القائمة الآن في العالم ، فأميركا حامي حمى اسرائيل ، فأما أن تستعمل ايران سلاحها النووي ضد بلد عربي أو مسلم فهذا خارج الوعي وخارج العقل وخارج كل فهم ، فما حاجة ايران الى سلاح نووي اذن ؟، ومن هنا فان كل ما تقوله اسرائيل ، وما تقوم به من تحريض على خطورة امتلاك ايران لسلاح نووي ، انما هو كلام فارغ من كل معنى ، اذ لن يكون هناك من يجرؤ على التفكير باستعماله ضد اسرائيل ، الا أن يكون قد اتفق له استدعاء كارثة ، لتنزل بايران مع اتخاذه قرارا كهذا ، وذلك لأن رد الفعل الأميركي سوف يكون كارثيا على ايران ، ومن هنا فمقولات اسرائيل في هذا الجانب ، تندرج في سياقات رغبتها الدائمة بأن تلحق الضرر ، بكل قدرة اسلامية أو عربية ، ومن هنا يطل السؤال ، فلماذا يفزع بعض العرب ويقلقون من امتلاك ايران لأسلحة نووية ، فلتمتلك ، فان لم ينتفعوا بذلك فلن يلحق بهم من هذا ضرر ، سوى في داخل الصراع على الهيمنة التي تصر عليه ايران ، وهو الصراع الذي يشكل بذاته لب الخطأ الذي يلحق الضرر بها في الساحة العربية ، فلتكن الصديق والأخ ، لا المشتق من عقلية غائرة في القدم ، والساعي الى أن تكون له الهيمنة بوهم ماض ينخر في الوعي ، ويدفع الى فكرة امبراطورية اسلامية فارسية . فدرس التاريخ الأفيد هو التعاون لا التناحر ، والعمل المشترك ، في اعلاء ينيان الأمة العربية والاسلامية ، بدلا عن التحادد والتنافر المنتج بالضرورة ضعفا في القدرة الجماعية ، بصرف لامكانيات كبيرة ، الأجدى لها أن تكون موظفة في البناء والتعمير ، وانتاج العلم وتوظيفه في بناء حضارة اسلامية جديدة .
وعلى أية حال فان قدرة نووية ايرانية يمكنها ، أن تفيد ايران في كل اتجاه في الجوانب السلمية ، في الطب والزراعة والصناعة والأبحاث .
وفي الجانب التكتيكي العسكري ، فان سعيها في مستقبل الأيام ، الى انتاج قنابل نيوترون مثلا ، لربما يكون ذا فائدة استراتيجية في مواجهات مع جيوش في ساحات قتال ، ولربما هذا هو ما يرعب اسرائيل ، فسلاح كهذا يمكن استعماله ضد حشود من جيوش ، بابادتها دون أن يلحق ضرر بممتلكات .
وبالنسبة لاسرائيل فان امتلاكها سلاحا نوويا ، لا يعني أن تستعمله ، في كل نزاع ، فهو ضد الفدائيين لا فائدة منه ، وضد الفلسطينيين على أرض فلسطين لا قيمة له ، ولكنه ضد الدول العربية والاسلامية يمكنه أن يكون كارثيا ، فهو خطر على كل قياس ، فصاروخ يحط برأس نووي على القاهرة وآخر على مكة أو الرياض ، أو على قم أو طهران و...، وذلك ساعة اسرائيل تختار بين أن تكون أو لا تكون ، فهنا اسرئيل بسلاح نووي تشكل خطرا وجوديا على العرب والمسلمين ، وعلى ايران، فامتلاك ايران لسلاح نووي يمكنه ساعة الحسم فقط مع اسرائيل، بين أن توجد أو لا توجد فتنتهي ، بأن يستبق الى شل وجودها ، وبتضحية بحياة أبناء فلسطين بأرضهم ، فضرب اسرائيل بسلاح نووي يعني ضرب الفلسطينين ، بحكم الجغرافيا ، وهذا تصور أقرب الى الحافة بين الممكن واللاممكن .
ولكن هل تمتلك اسرائيل سلاحا نوويا ، فالجواب ، ليس ثمة دليل قطعي واحد على ذلك ، فمن لديه فليقل لي ، فأنا لا أرى ولا أجد ، وما أقصده هو الدليل الذي لا لبس فيه ، فلا يسردن أحد لي القصة البائسة لفعنونو ، ولا يأتين لي بتصريحات في صحافة ، ولا بأن هناك من قال وأكد على ذلك ، فالدليل القطعي ، ما قامت به مثلا الهند أو باكستان لتدلل على وجود سلاح نووي بيدها ، وفي كل الأحوال فان اسرائيل في الحضن الأميركي ، ونتذكر هنا الانذار لصدام حسين وقت حرب الخليج الأولى ، فلقد أنذرت أميركا العراق ، بأن استعماله لسلاح غير تقليدي ضد اسرائيل ، يعني استعمال أميركا لأسلحة نووية في ضرب بغداد ، وكذلك الشأن كان من جانب هيلاري كلينتون في خلال منافستها على رئاسة أميركا ، فقد أنذرت ايران بأن أميركا سوف تمحوها عن الوجود ، اذا هي وجهت ضربات الى اسرئيل ، فعلى ذلك فان امتلاك اسرائيل لسلاح نووي من عدمه ، لا يعني غيبة سلاح نووي يتحرك ساعة الضرورة لحماية اسرائيل .
فاسرائيل من أواخر الستينيات من القرن الماضي تمضي في سياسة ضبابية ( وهو درس في الاستراتيجية النووية استقته من الادارة الاميركية آنذاك ) ، فلا تدع لأحد امكانية أن ينفي وجود هذا السلاح لديها ، ويملك في نفس الوقت ما يبرهن به على صدق نفيه ، ولا بأن يجزم بالدليل بوجوده ومعه ما يدلل به على صدق جزمه ، وهذا هو حال السياسة النووية في اسرائيل الى الآن ، وهي سياسة برهنت على فاعليتها في انتاج هيبة نووية لاسرائيل ، بل وتعدت بهذه الهيبة ، الى منتوج انضاف لها ، وتجلى في التأثير على السياسات العربية التي أملاها الصراع الذي فرضته – بوجودها - اسرائيل ، فهل هذه الضبابية كانت لانتاج المضاف هذا مع الاستبقاء لامكانية ، لربما تستحيل ضرورة أمن ، وهي النزوع الى اتفاق يجعل منطقة الشرق الأوسط برمتها خالية من السلاح النووي ، وذلك حين يصبح هذا الاتفاق ، هو عين ضرورة ، لايقاف طموحات دول في المنطقة الى امتلاك سلاح نووي ، فعلى ذلك ها هو الواقع الذي كان محتملا قد أصبح الآن حقيقة واقعة ، فهذه ايران بينها وبين السلاح النووي ، أن لا تعترضها قوى عظمى على ذلك ، ومثلها مصر التي لم يتوقف العائق الدولي يوما ، عن اعتراض دربها ، فهل حكمة مصر التي جعلتها تلح دوما ، على جعل هذه المنطقة خالية من السلاح النووي ، هو ما يعني بأن هذا هو ما سوف تمليه ضرورات الأمن لدول المنطقة ؟ ، وهل خلو العرب والمسلمين في هذه المنطقة من سلاح ردع ترتدع به أوروبا وأميركا معا ، هو في صالح ميزان الردع الذي هو في حقيقته مختلا ، وليس في صالح العرب والمسلمين ، أليس في هذا الخلو بذاته استبقاء لخلل لا يمكنه بحال أن يضيف في أمن شعوب الأمة العربية والاسلامية ، أم تراه الخلو أو الاخلاء املاء واقع وظروف وحاجة تكيف ، للتزود بما يعين على استبدال هذه الظروف ، واعادة تشكيل الواقع على ما يسمح بالانتقال من خلل في توازن في الأمن ، الى دنو من توازن ، فالى ما يحقق توازنا استراتيجيا في مستقبل الأيام ، فليس بالسلاح وحدة يتحقق الأمن ، فثمة وضع اقتصادي واجتماعي وعلمي ، ولا مفر من اعادة تشكيله ، على ما يمكن به تحصيل محصلة لجملة من امكانيات ، تمكن من تحقيق تمكين للأمن ، على ركائز ذات قابلية للنمو ، والتدافع بها ، في عملية تقدم ، يتوفر بها الممكن الضرورة ، لتمكين لامكان يمكن موضوعيا أن يكون ممكنا ، فالخلو أو الاخلاء ، ليس بذاته اختيار وانما هو موقف منبثق من املاء موضوعية أوضاع لا فكاك من املاءاتها .
.................................................. .................................................. .....................................
24/11/2009 الثلاثاء astrosameh@Gmail.com