أواه ..أواه ..أواه
بقلم : محمد يوسف جبارين (أبوسامح)..أم الفحم.فلسطين
ماذا أنت يا وطني بلا مطر من وفاء
ماذا أنت بلا شروق ابتسامة الضياء
ماذا أنت بلا شروق عز ونبل وهناء
اشرقي يا شمس الحياة شروق الفداء
وهات الحرية شروق عافية شيماء
وخذيني الى شروق حرية وارتواء
يا وطني يا حبا يتمزق أشلاء أشلاء
كيف يا قلب تغطت أرضك بالدماء
كيف نال الضعف من زنود البناء
كيف استراح على أرضك الغرباء
أواه من جهل لف الزمان بظلماء
أعمى البصائر فغام العقل والذكاء
بقينا على كل جهل ونياق في بيداء
نتلهى بقال وقيل ولعب يلفنا بشقاء
ننظر الى الطير ولا نركب الهواء
ويئن الطفل دامعا ولا نجد الدواء
فلا غير البكاء والمجهول والفناء
مشتاق أنا الى روابيك بلا الغرباء
وأمشي وأمشي واريح ولي رداء
فكل بواديك مطاردة تشقها أرزاء
حياتي في روابيك ليل دامس وجفاء
كيف يحيا الحياة من غام له الصفاء
لا الناي في الروابي يوحي بالبهاء
ولا شدو العصفور يخلو من البكاء
الأطيار تائهة مربوكة في الأجواء
محفوفة دياري بسوار من الظلماء
مقيدة ارادتها بعجز يأتيها بالأنواء
كل ارادة الحرية مطاردة بهوجاء
وشروق نهار الحياة مكلل بغبراء
كيف أصبح الفساد والنفاق غناء
كيف يا وطني يا تراب الشهداء
كيف بغير الحرية لياليك تضاء
قيودك يا وطني تقيد بالقيد الوفاء
تشل كل عزم بجهل وقلة حياء
تمزق في درب الحياة بكل غباء
..............................
قل ايها الغريب ما شاء لك أن تقول
قل بأني الوهم كلاما في كلام يقول
قل بأني لم أكن ولن أكون غير أفول
قل بأني الآفل من فعل يقيم ما أقول
قل بأني جهالة جهل مبني لمجهول
قل بأني سراب لا ماء فيه ولا عطور
لا رائحة مسك ولا شوك فيه ولا نور
وهم على وجه صحراء هائم يدور
حروف من يبس على جفاف منشور
ماء ولا ماء تيه صحراء وبؤس بور
ساقي الوهم ما تشاء فانا هنا النمور
...........................................
كيف سبيلي الى ذات كانت كالبدور
أضاعني زماني وما لي الا أن أثور
ضاعت بلادي وغاب منها السرور
أنين الناي بكاء يبكي بكاء الشحرور
والهواء يلطم حظه بحوله المبتور
والأرض انتحبت فلا غناء بها يدور
فكل دامع ولا يأس في وجوه النمور
في مخالبها ترى عيشها ومثلها النسور
طاعون جاب الأرض والزمان يجور
ظلمات أشرعت قبحها بكل السفور
فكل حرية مطاردة وكل فتح مغدور
أواه من زمن بكل عصف بنا يمور
............................................
مليء أنا بحب يجمعني كلما لاح بين عيني ظلام
يمدني بعزيمة وهمة أسند بها حقوقا تسام وتضام
ضاع في بلادي العقل وما عرف العز كيف يقام
أنهار من الدماء سالت على جنبات أمل يقهره لئام
ودموع ملأت بحارا ودرب الحريه تائه يكلله قتام
تيه على الدرب يشبع الوعي حيرة زادها سخام
سعت في الأرض أشباه خلق جاب وعيها زكام
لا قيمة لفهم يقيم عزا ولا بناء علم ووحدة تقام
ملهاة ركض وراء سراب كأنما العز بالجهل يقام
لولاك يا قلب ما عرفت كيف درب الحرية يرام
ولا سعت بي قدم لخير ولا لبيت نداء تراب يضام
ولا التزمت هويتي وسط نيران اكتوى بها الغمام