
13-12-2009, 01:08
|
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 81
|
|
رد: "الحقيقة الكمية هي حقيقة من بدع الراصد"
السلام عليكم و رحمة الله،..
نعلم جيداً أن الجسيم بالحالة الكمومية يتخذ عدة مواضع، و عدة قيم لخصائصه، و يمكن تمثيل هذا بموجة إحتمالية منتشرة بمساحة معينة من الفراغ، فك الترابط هو أي فعل فيزيائي يؤثر الألكترون بشكل يجب معه أن يكون الألكترون بحالة جسيمية لا موجية، فتنخفض جميع قمم الموجة الإحتمالية إلى ما يقارب الصفر، و تبقى قمة واحدة ترتفع إلى نسبة تقارب الـ 100%، بشكل مختصر : يخرج الألكترون -أو الجسيم- من طبيعته الموجية للطبيعة الجسيمية، و السبب هو زوال عزله عن التأثيرات الفيزيائية.
الفرق بين ما أقوله و التفسير الشائع هو أن ما أقوله هو تأثير فك الترابط، بينما يبدو لي أن هذا التفسير يتحدث عن مبدأ عدم اليقين.
ردي فعلاً يشتمل على مثل هذا المعنى الضمني، لكنني لا أقول أن للجسيمات وعي، بل بالأصح أن بعض تصرفات الجسيمات لا نفهمها إطلاقاً و لا نستطيع حالياً تصور ميكانكية حدوثها، فـ نتحدث عنها كما لو أن للجسيمات وعي، و من مثل تلك التصرفات ما نراه هنا من إختيار الألكترون لقيمة و موقع محدد، و كذلك "إدراك" الجسيمات أن هناك جهاز رصد ستمر به بعد فترة من الزمن في تجربة الـ Delayed Choice
.
لكن أؤكد أنني لا أقول أن للجسيمات وعي، هي فقط اللغة قاصرة عن وصف العالم الكمومي بدون إستخدام مثل تلك الكلمات.
بخصوص الجسيمات غير الكمية أتعنين بها الأجسام الكبيرة مثل أجسادنا مثلاً ؟، إن كان هذا قصدكِ فتلك ليست أجسام غير كمية، بل هي كمية، كوننا كله كون كمومي، لكن نظراً لظاهرة فك الترابط فإن الطبيعة الكمومية لا نراها بالأجسام الكبيرة بشكل كافي للتعرض للتأثيرات الفيزيائية طوال الوقت، كأجسادنا، أي أن أجسادناَ أيضاً كمية، لكن موجتها الإحتمالية مركزة بشكل كبير يقارب جداً جداً الـ 100% في مكان واحد.
و لهذا فما أعنيه تحديداً بالحالة الكمومية هي الحالة التي يكون بها الجسم معزولاً عن التأثيرات الفيزيائية حتى بين الجسيمات التي تكونه، فيصبح الجسم أو الجسيم -أياً كان ما قُمنا بعزله- في حالة مشوشة متراكبة من كل القيم و المواقع الممكن إتخاذها، و هدفي من ذكر تلك التجارب إيضاح أن الحالة الكمومية تلك لا تقتصر على الجسيمات الضئيلة، و كذلك تأكيد أنها ليست نابعة من متغيرات تُخفي موقع الجسيم الحقيقي الذي طالما كان به، بل أن الجسيم حقاً يكون بأكثر من مكان بنفس اللحظة.
لزيادة التوضيح لنفترض أنكِ بغرفتكِ، و بطريقة ما أستطعنا عزل كل جسيماتكِ تماماً عن أي تأثير فيزيائي، فستصبحين وقتها مثلاً تكتبين ردكِ هنا، و نائمة هناك، و ترسمين بنصف الغرفة، و إلخ من كل الـ Pasts -التواريخ ؟- الممكنة، كل هذا بنفس اللحظة لا بشكل متتابع فعل تلو فعل، و حين نفتح باب الغرفة سامحين للضوء بالسقوط على جسدكِ -الذي كان قبل تلك اللحظة متواجد بأكثر من مكان بنفس اللحظة- يحدث فك الترابط لموجتكِ الإحتمالية فـ تتضاءل كل قيمها إلى ما يقرب الصفر و تبقى قيمة وحيدة تقارب الـ 100%.
و بخصوص ظاهرة الإرتباط التراكمي فدعيني أقدم لكِ ما أفترضه أينشتين أولاً، ثم ما وجدته التجربة و معناه.
1- فقد كان إفتراض أينشتين هو أن الجسيم متواجد طوال الوقت بموقع محدد و سرعة محددة، و تبعاً لهذا فإن كان بإمكاننا بلحظة ما أن نحدد خاصية متواجدة بجسيم عبر إجراء قياس على جسيم آخر منفصل عنه مكانياً -أي أن الجسيمين بموقعين مختلفين، و عبر إجراء قياس على أحدهما نستطيع تحديد خاصية متواجدة بالجسيم الآخر البعيد- فإنه لابد من أن الجسيم الآخر البعيد كان يحمل تلك الخاصية طوال الوقت، و هو ما يخبرنا به الحدس التقليدي.
و إفتراض أينشتين بسيط حقاً، فنحن نجري قياس "هنا"، بينما الجسيم الآخر "هناك"، فلا يستطيع إجرائنا للقياس التأثير على الجسيم الآخر "هناك" إلا بعد على الأقل مرور وقت مساوي للوقت الذي سيأخذه الضوء في قطع المسافة إليه، لأن لا يوجد أي تأثير ينتقل بأسرع من الضوء، و لما كانت التجربة تجرى بوجود جهازين كشف يفحصان الجسيمين بنفس اللحظة، فلا يوجد وقت لإنتقال تأثير ما من الجسيم الأول للجسيم الثاني، مما يعني بالتالي أن الجسيم الثاني أو الآخر كما أشرت له سابقاً كان يحمل تلك الخاصية التي يلتقطها جهاز الكشف طوال الطريق، من لحظة إنفصاله عن الجسيم الأول، بإختصار : جسيماً هناك لن يتأثر بأية حال بأياً كان ما نفعله لجسيم هنا.
2- ثم جاء جون بيل و وجد أن مثل هذا الفرض -فرض وجود قيم محدد و موقع محدد موقع الجسيم- أو ما نستطيع تسميته إختصاراً بفرض الحتمية ينتج عنه أن جهازين الكشف لابد أن يظهران نتائج متماثلة لأكثر من 50% من أزواج الجسيمات التي تُستخدم بالتجربة، لكن ما كشفت عنه التجربة أن جهازين الكشف لم يظهرا نتائج متماثلة بنسبة أكبر من 50%، و هو بالتالي ما يؤكد خطأ إفتراض أينشتين بأكمله.
التجربة التي أعرض لها هنا بشكل مبسط هي تجربة الإرتباط التراكمي، و الجسيمين اللذان يوجد بينها إرتباط تركمي يمكنهما التأثير على بعضهما بشكل مباشر، حتى لو كان الفاصل بين الجسيمين بلايين السنين الضوئية، يبقى التأثير بينهما بذات اللحظة، آني، و فرض أينشتين أن تلك الظاهرة تحدث فقط لأن الجسيمين كانا يحملان الخاصية التي تم الكشف عنها طوال الطريق من لحظة إنفصالهما، لكن ما وجده بيل و ما تلاه من فحص إقتراحه بشكل عملي لا نظري أثبت أن الجسيمين لم يكونا يحملان الخاصية طوال الطريق، بل أن التأثير حقاً لحظي و لا يحتاج إلى أي وقت للإنتقال أياً كانت المسافة بين الجسيمين، فحين يدخل أحد الجسيمين جهاز الكشف "يجبر" زميله البعيد على إتخاذ خاصية ما.
ظاهرة الإرتباط التراكمي مازالت تتسبب لي بدوار خلال شرحها، أعلم أن شرحي بالأعلى غير منتظم و محير و معقد، لكني لم أستطع يوماً شرحها بشكل أستطيع أنا حتى -كاتب الشرح- فهمه بسهولة!
بقى نقطتين أود ذكرهما، قمت بالبحث بخصوص عكوسية الزمن من وجهة نظر الكمومية -Time Symmetry- و وجدت أن غالبية التفسيرات المختلفة للرابط بين المقاييس الكمومية و المقاييس التقليدية تدعم الـ Time Symmetry، و معادلة شرودنجر ذاتها تدعمه أيضاً، و أيضاً فك الترابط، أما بعض التفسيرات الأخرى مثل تفسير ويبر -Ghirardi,Rimini,Weber Propsal- تدعم لاعكوسية زمنية -Time Asymmetry- أي إتجاه واحد للزمن، و لأني من مؤيدي فك الترابط فهذا يجعل الزمن برأيي متماثل، بلا سهم، لا فرق بين الماضي و المستقبل به.
و النقطة الثانية هي أن القانون الثاني للديناميكا الحرارية لا يدعم زمن غير عكوسي، فصيغة القانون التالية : أن فوضى أي نظام فيزيائي تزيد بإتجاه المستقبل، هي مجرد صيغة شائعة، و الصيغة الحقيقية هي : أن فوضى أي نظام فيزيائي تزيد بإتجاه المستقبل و الماضي، و لهذا فهو يدعم زمن عكوسي.
سأعتذر للإطالة مرة أخرى و أعتبري هذا الإعتذار لكل إطالاتي القادمة أيضاً =D
|