ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - الانفجار العظيم.. "خرافة مستحدثة" لقصة الخلق
عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 14-12-2009, 14:02
الصورة الرمزية FAR...CRY
FAR...CRY
غير متواجد
فيزيائي نشيط جداً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 81
افتراضي رد: الانفجار العظيم.. "خرافة مستحدثة" لقصة الخلق

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،..

أخي أود الرد على بعض الإنتقادات التي وردت بالمقال الأساسي و ما تلاه من ردود، ابدأ أولاً بالمقال.

ذُكر بالمقال إستنكار للحجم الإبتدائي للكون، لم لا يكون بحجم بطيخة مثلاً بدل من حجم صغير جداً، و السبب بسيط، و هو أن تجتمع كتلة كبيرة من المادة في حيز صغير، تنهار تحت تأثير جاذبيتها و تستمر في التجمع في حيز أصغر، و كونها كتلة ما في حيز أصغر يزيد جاذبيتها، فـ تتجمع في حيز أصغر من الأول، و هكذا حتى تصل لنقطة شديدة الصغر، فإذا كان الأمر كذلك بالنسبة لمادة نجم أكبر من الشمس قليلاً، فما بالك بكتلة الكون بأكمله، إن أفترضنا مثلاً أننا قمنا بتجميع كل المادة بالكون بحيز نصف قطره هو نصف قطر المجموعة الشمسية، فـ خلال أجزاء ضئيلة من الثانية ستنهار تلك المادة بتأثير جاذبيتها إلى نقطة شديدة الصغر، أصغر ما يمكنها الوصول له، و حسب نظرية الأوتار فهذا يبلغ 10 أس -33 سم، لا يمكنها فجأة التوقف عن الإنهيار تحت تأثير الجاذبية بحجم مساوي للكرة الأرضية أو البطيخة أو أي حجم آخر.

نقطة أخرى و هي ما يتعلق بأنه لم يكن يوجد فضاء قبل ظهور المادة، و هذا حقيقي، فالنظرية النسبية العامة أوضحت بشكل لا يقبل الشك أن المادة و الكتلة تسبب إنحناء الفضاء، لذا فمادة كوننا بأكمله تجعل الكون يشبه البيضة، تخيل تلك المادة تقترب من بعضها، و تذكر خلال تخيلك أن تلك المادة هي ما تحدد مدى إنحناء الفضاء، لذا خلال إقترابها ستنكمش البيضة، و تظل تنكمش، و تنكمش، حتى تجتمع جميع المادة في نقطة شديدة الصغر يحيطها فضاء شديد الصغر أيضاً، أي أنه بسبب عدم وجود أي مادة بالفضاء غير تلك التي بتلك النقطة، ينكمش الفضاء إلى نفس النقطة التي تنكمش لها المادة، بإختصار فحسب النسبية العامة فإن المادة هي ما "تكوي" الفضاء و تفرده خلال إنتشارها، و تضمه خلال تجمعها، و قد تم إثبات تأثير المادة على إنحناء الفضاء بشكل عملي و بالتجارب مرات عديدة، و خصوصاً حين تم رصد شعاع ضوء أنحنى بسبب كتلة الشمس.

النقطة الثالثة هي ما يقوله كاتب المقال عن وجوب وجود فراغ داخلي و ما إلى ذلك، لا أعلم على أية نظرية يعتمد لكن لا يوجد أية نظرية تقول ما يقول، لا يوجد ضرورة لبقاء "فراغ داخلي"، حين ينكمش الكون كله لنقطة شديدة الصغر فإن كثافته تصبح عالية جداً، لكنها ليست لا نهائية، و لا غرابة بالأمر إن علمنا أن كثافة نواة اليورانيوم مثلاً تبلغ حوالي 10 أس 27 جرام لكل سم مكعب، ها هي كثافة عالية جداً، و كثافة جسيم الكوارك مثلاً أعلى من تلك الكثافة بكثير، تلك جسيمات موجودة بكل مكان حولنا و تحمل كثافة عالية جداً، الكون مثلها، سيحمل كثافة عالية، و لا يجب أن يوجد به فراغ فـ ليس بالكوارك ولا الألكترون مثلاً فقاعة فراغ بمنتصفهم!، تخيل الكاتب لضرورة وجود فراغ هو فقط عجز من العقل البشري على تخيل تلك الأمور التي تخرج عن قدرته على التخيل، أما التساؤل التالي للكاتب عن سبب إفتراض إنكماش الكون لتلك النقطة فقد أجبت عنه في الفقرة الأولى.

أظن كاتب المقال مطلع فقط على نظرية الإنفجار العظيم التي ظهرت بالخمسينات و لم يطلع على أياً من التعديلات التالية لها و خصوصاً تعديل نظرية الأوتار في التسعينات، فأهم ما يشمله هذا التعديل أن المكان و الزمان الخاصين بالكون سبقهما مكان و زمان من نفس النوع، و التعديلات الأخرى مثل تعديل نظرية التضخم العشوائي أو نظرية حقول التضخم يشملان على أن المكان و الزمان الخاصين بكوننا مختلفين عن المكان و الزمان خارجه، لذا فبالرغم من كون تلك النقطة الشديدة الصغر إلا أنها كانت عديمة المكان و الزمان الخاصين بكوننا فقط، لا المكان و الزمان الخارجيين.

هذا بخصوص المقال، أتمنى منك أخي أن تعطيني مصدره، ردي التالي سيكون لتساؤلاتك أو إنتقاداتك للنظرية.
رد مع اقتباس