14-12-2009, 15:05
|
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 81
|
|
رد: العالم الأمريكي هالتون آرب نظرية : «الانفجار الكبير» (بيغ بانغ) تساوي خطأً كبير
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،..
بما أن محور المقال هو ظاهرة الإنزياح الأحمر للمجرات، فسأركز حديثي على تلك الظاهرة،..
تخيل أنك واقف بمحطة قطار، و القطار قادم بإتجاهك و هو يطلق صفارته، ثم مر من أمامك و بدأ بالإبتعاد عنه و ما زالت صفارته تعمل، أليس صوت صفارته و هو يقترب مختلف عن صوت صفارته و هو يبتعد ؟
هذا بسبب الطول الموجي لموجات الصوت الآتية إليك، فخلال تحركه مقترباً منك يجعل موجات الصوت بإتجاهك ذات طول موجي قصير، و خلال إبتعاده عنك يجعلها بطول موجي طويل.
تلك الظاهرة بسيطة جداً حتى أنه لا يوجد بها مجال للتشكيك في تفسيرها، خلال إقترابه يسبب طول موجي قصير نظراً لإقترابه كل لحظة عن اللحظة السابقة لها، كل موجة صوت يكون موقع إطلاقها أقرب من الموجة السابقة لها، أما خلال إبتعاده فبكل لحظة يطلق موجة صوت من موقع أبعد عنك، فتكون المسافة بين الموجات أكبر، مسبباً طول موجي طويل.
الطول الموجي القصير أو الطويل بالصوت يساويان حدة الصوت، بينما بالضوء يعنيان لون الضوء، الطول الموجي الطويل يعبر عن اللون الأحمر، لذا فأياً كان مدى إنزياح ضوء المجرات تجاه الأحمر فإن إنزياحها تجاه الأحمر و لو قليلاً يثبت أنها تبتعد عننا، أما مدى إنزياحها تعبر عن سرعة إبتعادها، لكن لا يهمنا هنا سرعة إبتعادها فـ ما دامت المجرات التي أكتشفها هالتون آرب ذات إنزياح أحمر -حتى إن كان ضئيل جداً- فهي إذاً مجرات مبتعدة عننا، و بالرغم من محاولته في كتابه إثبات أن ظاهرة إزدياد الطول الموجي للأجسام المبتعدة هي ظاهرة خاطئة، إلا أن تلك الظاهرة كما أوضحت بسيطة جداً، بسيطة بشكل لا يجعل بها تعقيدات قابلة للتشكيك أو سوء التفسير.
أما عن كتاب كوننا المتمدد، أملك هذا الكتاب بمكتبتي، و هو بالحقيقة كتاب يدعم نظرية الإنفجار العظيم لا ينفيها، لذا فظني أن تلك الفقرة التي أقتبستها منه هي جزء من سعي الكاتب لإثبات أن الإنزياح الأحمر لا يعني أي شيء إلا الأجسام المبتعدة، أي أن الكاتب ببقية حديثه يرفض "التفاعلات الفرضية بين الفوتونات"، ما زلت أتذكر إستخدام الكاتب لمثال النهر لإثبات أن الأجسام ذات الإنزياح الأحمر تبتعد عننا بسرعة تساوي مدى إنزياحها، لذا أسألك أن تضع الفقرة كاملة و أتمنى ألا يرهقك هذا، فيبدو واضحاً من الجزء الموضوع أن الكاتب يعرض للآراء المخالفة له لا لرأيه هو.
و أخيراً أود توضيح أحد خصائص المجتمع العلمي، فالمجتمع العلمي ليس مجتمع متآمر -على عكس الكنيسة- يحاول إضطهاد العلم الصحيح و منع ظهوره، فإن نظرنا لتاريخ العلم خلال المائة سنة السابقة نجد عدة علماء ظهروا بنظريات ذات تأثير هادم على البناء العلمي السابق لها أعنف كثيراً مما سيفعله رأي آرب إن صح، كنظرية النسبية حين هدمت الفيزياء الكلاسيكية، و نظرية الكمومية حين زادت من هدم الفيزياء الكلاسيكية، فنظرية الكم و النسبية معا هدما تماماً الفيزياء الكلاسيكية، و يوجد نظريات أخرى عديدة هدمت أجزاء كبيرة مما سبقها في القرن السابق أذكر منها نظرية الأوتار بعام 1980 و نظرية التضخم بعام 1970 و نظرية M بعام 1990.
و لهذا فرفض المجتمع العلمي لهالتون آرب ليس لأنه الخطر القادم على صرحهم العلمي، بل لأنه بدأ بنشر الخرافات العلمية التي تدفع العامة للظن أنها صحيحة بينما العلم هو الخاطيء، و إن كان هالتون آرب محق فيما ذكره لما رفضه المجتمع العلمي كما لم يرفض غيره من النظريات التي كان لها أثر قوي، فتلك النظريات في الحقيقة تفيد المجتمع العلمي أكثر مما تضره، لأنه مجتمع يسعى إلى الحقيقة و لا تأتي به نظرية تهدم ما سبقها إلا و يأتي معها إكتشافات عديدة مهمة تقربنا من الحقيقة أكثر, أي أن كل هدم ينتج عنه بناء أكثر من ما هُدم.
|