
15-12-2009, 03:45
|
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 81
|
|
رد: الانفجار العظيم.. "خرافة مستحدثة" لقصة الخلق
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،..
أخي، هل تستطيع تخيل قدرة الله كاملة ؟، هل تستطيع تخيل الروح، العقل، أو الملائكة ؟، كذلك هل تستطيع تخيل جسم له أربعة أبعاد تستطيع رؤيتها ؟، كل ما سبق لا يستطيع أي عقل بشري تخيله، حتى الأخير منها و هو جسم بأربعة أبعاد بالرغم من أننا نعيش بكون من أربعة أبعاد!
أتعني عدم قدرتنا على تخيل تلك الأمور أنها أمور غير موجودة ؟ بالتأكيد لا، فعجز عقلك عن تخيل نجم ينهار إلى حجم نصف قطره 10 أس -33 سم لا يُمثل دليلاً علمياً أو غير علمياً على عدم وجود مثل هذا الأمر، لاحظت بردك أنك تذكر أن النجم يتحول إلى لا شيء و هو أمر غير صحيح، فكتلة النجم و مادته كلها تظل باقية، كما ذكرت، في حجم نصف قطره 10 أس -33 سم.
النسبية العامة ليست "مجرد" نظرية، فعندما يتم إثبات النظرية بالتجارب و المشاهدات الفلكية لا تعود "مجرد" نظرية، بل تصبح فعلاً حجة دامغة.
إنحناء الفضاء كذلك ليس أمر ميتافيزيقي، فحين تم رصد ضوء قادم من النجوم التي تقع خلف الشمس فنجد مساره قد أنحنى بسبب ما تصنعه الشمس من إنحناء حولها، الأمر تخطى مجرد نظرية و تفسيرات فلسفية، هذا واقع، واقع صلب، حين تم رصد هذا بالتليسكوبات لا بالمعادلات الرياضياتية، تخطى الأمر مرحلة التشكيك، و اليوم لا يوجد أياً من أعداء العلم أو أنصاره أو ما غير ذلك من يستطيع التشكيك في أن الفضاء ينحني، فالأمر مرصود، مريء، التليسكوبات تعرض لنا ما هو حقيقي فعلاً و ما هو بحق موجود.
بخصوص تمدد الكون، أشعر أنك لم تستوعب كيف تمنع الجاذبية الأجسام القريبة من بعضها من الإنسياق مع التمدد، لذا سأضرب لك مثال بسيط، تخيل أن تمدد الكون كالنهر، و أن الأرض هي مركب أجلس أنا فيه، و أن الشمس هي مركب تجلس أنت فيه، و قد مددنا حبلاً بيني و بينك هذا الحبل هو ما يُمثل الجاذبية، و الأن تيار النهر يسحبني بعيداً عنك، لكنني لا أبتعد عنك، لأن الحبل أقوى من تيار النهر، إذاً متى يمكنني الإبتعاد عنك ؟ حين يكون تيار النهر أقوى من الحبل، فينقطع الحبل و يسوقني النهر بعيداً، الأن أين الغرابة في أن الحبل يبقيني قريباً منك في حالة أن التيار ليس أقوى منه ؟ ألأن الحبل يبقيني قريباً منك فهذا يعني عدم وجود التيار بالأساس ؟، بالطبع لا توجد أية غرابة، و بالطبع لا يعني هذا عدم وجود تيار بالأساس خصوصاً إن كنا نرى مركب بعيد ينساق مع التيار، التمدد الكوني و الجاذبية تماماً مثل هذا المثال، أتمنى أن تكون الفكرة قد وصلتك.
النسبية العامة لها العديد من الأدلة الأخرى، أذكر دليلين آخرين لك، أحد الأدلة هو معضلة مدار كوكب عطارد، فكوكب عطارد له مدار شاذ لا يمكن تفسيره فنظرية نيوتن، لكن النسبية و إنحناء الفضاء يفسران مسار الكوكب، دليل آخر هو أن مجموع زوايا مثلث مقام حول الشمس مثلاً تزيد قليلاً عن 180 درجة، و تزيد أكثر إن كان المثلث مقام حول جسم له كتلة أكبر من الشمس، ما الذي يعنيه هذا ؟ نعلم أن مجموع زوايا أي مثلث يساوي 180 درجة لا أكثر و لا أقل، لكن هذا فقط بحالة الفضاء المسطح، و لأن الفضاء حول الشمس غير مسطح و منحني، فمجموع زوايا المثلث تم إيجادها أنها تساوي أكثر من 180 درجة.
أما عن الدليل السابق الذي ذكرته فلا أخي، لا يوجد أي تفسير فيزيائي قد يسبب إنحناء الضوء بهذا الشكل سوى إنحناء الفضاء ذاته، و هذا يشمل جميع التأثيرات الفيزيائية التي تم إكتشافها و لم يتم إكتشافها، فالضوء كان يمر بفضاء، أي أنه كان يمر بفراغ خالي من المادة، أي أن التأثير الفيزيائي الوحيد الممكن أن يكون قد أثر على الضوء هو تأثير موجود بهذا الفراغ أو الفضاء ذاته، و الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يؤثر بها الفضاء على الضوء بهذه الطريقة هي أن يكون الفضاء ذاته منحني، كما ترى، هو التفسير الوحيد، و الوحيد تماماً، إن كنت تفترض تأثير غيره أتمنى ذكره، لأن تعميم الحديث بأنه قد يكون تأثير غيره غير مفيد و غير منتج، و لا يصلح لإضعاف هذا الدليل.
العلماء ليسوا منقسمين كما تفضلت أنت، العلماء جميعاً يؤكدون نظرية الإنفجار العظيم، اللاعلميين ممن تدفعهم بالأساس إتجاهات عقائدية تهدف إلى معارضة العلم بكل الأحوال ليسوا علماء، لكن ربما هناك عالم يعارض نظرية الإنفجار العظيم لا أعلمه، فتتفضل بذكر أسمه كي أبحث عن آراءه.
و أخيراً و بخصوص ما قاله علي بن أبي طالب، فـ سبحان الله، نظرية الأوتار و هي أحدث النظريات العلمية تقول الأمر ذاته، أن الإنفجار متكرر، لا أظن أن بحديثه ذكر كم من الوقت يمر قبل إنفجار و آخر، و لـ مخلوق بحجم الكون عمر النجوم فيه يصل لبلايين الأعوام، فإن مرور حوالي 15 بليون سنة على حدوث الإنفجار ليس حقاً زمن طويل بالنسبة للكون، فبالنسبة للكون هذا يجعله ما زال كون صغير العمر، الكون يشيخ حين يكون عمره 100 تريليون سنة، و إن كان هذا الزمن صغير بالنسبة لمقاييسنا البشرية فقط، كما ترى أخي، هو ليس إنفجار وحيد فريد في الماضي.
|