ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - ●●●«« ســورة الكـهــف » »●●●
عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 26-05-2006, 21:27
الصورة الرمزية ناصر اللحياني
ناصر اللحياني
غير متواجد
المُشـــرف العـــام
أبو صــالح وجُمــانة وراشــد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 14,476
افتراضي مشاركة: ســورة الكـهــف

تفسير الآية الثانية من سورة الكهف

من تفسير السعدي

"لينذر بأسا شديدا من لدنه "

أي : لينذر بهذا القرآن الكريم ، عقابه الذي عنده ، أي : قدره وقضاءه ، على من خالف أمره ،

وهذا يشمل عقاب الدنيا ، وعقاب الآخرة ، وهذا أيضا ، من نعمه أن خوف عباده ،

وأنذرهم ، ما يضرهم ويهلكهم .

كما قال تعالى ـ لما ذكر في هذا القرآن وصف النار ، قال :

" ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون "

. فمن رحمته بعباده ، أن قيض العقوبات الغليظة على من خالف أمره ،

وبينها لهم ، وبين لهم الأسباب الموصلة إليها .

" ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا "

أي : وأنزل الله على عبده الكتاب ، ليبشر المؤمنين به ، وبرسله ، وكتبه ، الذين كمل إيمانهم ،

فأوجب لهم عمل الصالحات ، وهي : الأعمال الصالحة ، من واجب ، ومستحب ،

التي جمعت الإخلاص والمتابعة .

" أن لهم أجرا حسنا "

وهو : الثواب الذي رتبه الله على الإيمان والعمل الصالح ، وأعظمه وأجله ،

الفوز برضا الله ودخول الجنة ،

التي فيها ، ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .

وفي وصفه بالحسن ، دلالة على أنه لا مكدر فيه ، ولا منغص ، بوجه من الوجوه ،

إذ لو وجد فيه شيء من ذلك ، لم يكن حسنه تاما . ومع ذلك فهذا الأجر الحسن

" ماكثين فيه أبدا "

لا يزول عنهم ، ولا يزولون عنه ، بل نعيمهم في كل وقت متزايد ، وفي ذكر التبشير ،

ما يقتضي ذكر الأعمال الموجبة للمبشر به .

وهو : أن هذا القرآن ، قد اشتمل على كل عمل صالح ،

موصل لما تستبشر به النفوس ، وتفرح به الأرواح .
رد مع اقتباس