
18-12-2009, 14:02
|
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 81
|
|
رد: "الحقيقة الكمية هي حقيقة من بدع الراصد"
بداية لم تثقلي علي فالنقاش يسعدني.
الفوتون عندما يكون وحيد بلا رصد و لا أي شيء يتصرف كموجة و هذا هو الغريب في الموضوع، وجهة نظرك من أنه بمفرده يتصرف كجسيم و من ضمن مجموعة يتصرف كموجة يصف بالحقيقة أحد أنواع الأمواج و هي الموجات المادية مثل موجات الصوت أو الماء.
فموجة الصوت مثلاً تتصرف كموجة، لها الخصائص الموجية من التداخل و التراكب و كل هذا، لكن خصائصها الموجية تلك ناتجة عن أنها مكونة من ملايين جزيئات هواء تكونها، لكن إن أخذنا جزيء هواء واحد فلن نجد له طبيعة موجية، لن يمر من كلا الشقين في تجربة الشق المزدوج، بينما تمر موجة الصوت من كلا الشقين لأن بعض جزيئاتها تمر يميناً و البقية تمر يساراً.
أما بالجسيمات فالأمر مختلف، شعاع الضوء المكون من ملايين الفوتونات يتصرف كموجة، و الفوتون المفرد الوحيد يتصرف كموجة أيضاً، لكن رداً على سؤالك، كيف علمنا أنه يتصرف كموجة ؟ هل درسنا سلوك فوتون وحيد و رأينا موجته نصفها ينعكس و نصفها يمر ؟، بالتأكيد لم يحدث هذا فكما تعلمين أي رصد للفوتون يحوله إلى جسيم، و مهما كانت التجربة معقدة و متراكبة فإن علم الفوتون أنه سيرصد أياً كان تعقيد التجربة يلغي طبيعته الموجية، تجربة الـ Delayed Choice بسيطة التركيب بالنسبة لتجارب أخرى حاولنا بها خداع الفوتون كي نرصد طبيعته الموجية كتجربة الـ Quantum Eraser أو حتى تجارب أعقد منها، لكن الدرس الذي خرجنا به أن الكمومية تفعل كل ما بإستطاعتها لحماية رؤية أو رصد تلك الطبيعة.
إذاً كيف علمنا أنه يتصرف كموجة ؟، لأننا حين نطلق فوتون وحيد، و نرى على الحاجز نمط تداخل، فهذا له معنى واحد و واحد فقط و هو أن الفوتون تداخل مع نفسه، و أن يتداخل الفوتون مع نفسه له معنى واحد أيضاً، و هو أن الفوتون الوحيد تصرف بشكل موجي و عبر كلا الشقين أو إنعكس و لم ينعكس عند المرآة أو أياً كانت التجربة التي تُنتج مسارين مختلفين، لذا فدليلنا على أن الفوتون أو أي جسيم آخر يتصرف بشكل موجي بحالة عدم الرصد هو نمط التداخل الناتج عند الحاجز.
أقوم حالياً بكتابة مقالين أتناول بهما التجارب الكمومية المختلفة حول الطبيعة الموجية، حال إكتمالهما بإذن الله ستجدين بالمقال الثاني أغلب تلك التجارب.
أدامكِ الله بخير.
|