
29-12-2009, 18:22
|
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 81
|
|
رد: تساؤلات حول نظرية الانفجار الأعظم
تضمن النظرية للكوازرات و غير ذلك لا يُسمى وجهة نظر معكوسة، بل توافق بين النظرية و الواقع، مما يدعم النظرية، بخصوص أن الكوازرات هي ثقوب سوداء فقد تم مؤخراً تصوير قرص ثقب أسود في قلب أحد الكوازرات فعلاً عبر تقنيات تشريح متعددة، لذا فالكوازر هو ثقب أسود بمنتصف مجرة، لكن ما يجعله كوازر -بعكس الثقب الأسود بقلب مجرتنا مثلاً- أن تلك المجرة نشطة و غير مستقرة بعد، أي أنها مجرة حديثة.
الإقتباس الذي وضعته يتحدث عن شكل المجرات المحيطة بالكوازرات، يقول "وجدوا أن نصف الكوازرات التي تم دراستها تستضيف مجرات غير منتظمة"، بالرغم من أن هذا يشير قليلاً إلى حداثة تلك المجرات، إلا أنني لا أرى للإقتباس علاقة بحديثنا.
لم أذكر أن لتصادم المجرات أي علاقة بالكوازرات، لم أذكر تصادم المجرات بالأساس، قلت أن المجرة ذاتها تغذي الثقب الأسود بقلبها.
المجرات الحديثة ليست الموجودة بإطراف الكون، المجرات الحديثة هنا هي ما تبعد عنا بشكل كبير يكفي لأن نراها عندما كانت ما زالت حديثة، منذ بلايين السنين، لأن الضوء يستغرق بلايين السنين ليصلنا، و لهذا لا نرى كوازرات بمجرات قريبة لأننا نراها كما كانت قبل 3 بليون سنة، أما الكوازرات فجميعها بعيدة، لذا نراها كما كانت منذ زمن أكبر من 3 بليون سنة، و هذا معناه أن الكوازرات لا تتواجد بالمجرات القديمة -تلك التي نراها كما كانت قبل 3 بليون سنة- لأن عمرها الذي نراها به حوالي 11 بليون سنة، أما أن نرى كوازر كما كان قبل 13 بليون سنة مثلاً لأننا نراه عندما كان عمر المجرة التي تحيطه بليون سنة، أتمنى أن أكون وفقت في شرح لمَ لا نرى كوازرات قريبة مننا و علاقة هذا بكونها توجد في المجرات الحديثة فقط.
لم أذكر كذلك أن الكوازر يموت، فقط تتناقص الطاقة التي يطلقها لعدم توافر مادة كافية على مدى بلايين الأعوام، مما يؤدي لأن يصبح ثقب أسود عادي بلا إشعاع قوي، لذا يظل كما هو الثقب الأسود، لكن لا يعود قادراً إلى إطلاق كل تلك الطاقة.
كما تفضلت أخي، دائماً هناك فرصة لظهور نظرية أخرى، لكن ما دامت النظرية الحالية مقنعة و وافية و متوافقة مع الأرصاد، لا يوجد داعي لنظرية أخرى، أعني مثلاً حتى القوانين الصلبة مثل قانون حفظ الطاقة، يمكننا دائماً التشكيك به بالقول أنه لا يمكننا قياس طاقة الكون ككل لكي نتأكد أنها لا تنقص أو تزيد، لكن هذا لا ينفي صلاحيته لوصف تجاربنا و مشاهدتنا و ما إلى ذلك، الحال ذاته لنظرية الإنفجار العظيم طالما لا يوجد مشاهدات أو أرصاد تنفيها بشكل قاطع.
أخيراً أود التطرق قليلاً للجانب الديني، بخلاف ما ذكره أخي أحمد اليافعي مع تأكيد أنني أدعمه، يمكننا أن ننظر لتلك المسألة من جانبين، إما أن يكون الكون مخلوق -نظرية الإنفجار العظيم- و إما أن يكون أبدي -نظرية الكون الأستاتيكي-، لا يوجد غير هاتين النظريتين بخصوص نشأة الكون، فجميع النظريات إما تشمل نظرية الإنفجار العظيم جزءاً منها -مثل نظرية الأوتار- أو تضم كون الكون أبدي، كيف يمكننا أن نرى الأمر من الجانب الديني ؟
نعلم جيداً أنه لا يوجد كيان أبدي إلا الله، و كل الكيانات الأخرى مخلوقة، أي أنها لم تتواجد منذ الأبد، لذا فالله أصطفى ذاته فقط لكي تكون أبدية، فمن ناحية الجانب الديني يجب بشكل حتمي أن يكون الكون مخلوق لأن الله لا يُشرك شيئاً بأبديته، و لأن القول بأني شيء ما أبدي غير الله يعني أن الله لم يخلقه، لكننا نعلم أن الله خلق كل شيء، و عملية الخلق معناها أنه بلحظة ما لم يكن هذا الشيء موجود -الكون بحالتنا هنا- و باللحظة التالية أصبح موجود، أي ليس أبدي، لذا فبإنتفاء إمكانية أن الكون أبدي من الجانب الديني يبقى أن الكون مخلوق، كم عمره و كم حجمه و ما إلى ذلك لا نستطيع أن نستنتجه هنا، لكن كونه مخلوق ينفي أن المجرات أبدية و ما إلى ذلك فبلحظة ما كانت المجرات و كل شيء بالكون حديث الخلق.
أشكرك أخي فراج على النقاش، و أشكر أخي أحمد اليافعي على المداخلة.
|