أخافُ من حياة ٍ بلا ألوان ٍ مشرقة ٍ,وتراني أصنعُ ألواني بيدي, فإن عجزتُ عن ذلك, خشيتُ من سكون ٍ يقودني إلى موت ٍبطىء ٍ ,فأفزع ُ إلى مولاي راجيةً, أن يمُنّ عليّ بالأنس ِ من سياج ِ وحشة ٍ قد هجمتْ هجوماً على نفسي, فأبعدتْ بها عن كلِّ أنس ٍ.
تُنعّمُ القلوب ُوتُعذّبُ ,وتذوقُ من هذا وذاك ,لِتعلمَ حقيقةَ النّعيم ِ والعذابِ والأنسِ والوحشة ِوتُعاينهُ في دار الفناءِ قبلَ دار البقاءِ,فتبذلُ كلَّ سبب ٍ لجلب ِ أسبابِ النعيمِ ومدافعةُ نقيضهِ.
لكن يبقى سؤالٌ يدورُ في الذهنِ :
هل لقلوب ٍ لم تذُقْ من الأنس ِإلاّ مُرورَ طيفٍ, أن تدركَ حقيقةَ الأنس ِ والوحشةِ!؟ أم أنّ الأمرَ يستوي عندها إذ أنّ حالها كحالِ َمريضٍ سقيمَ الفمِ لايُميزُ بينَ ملوحةَ الماء وعذوبته, فمرارةُ فيه ِالسقيم ِ, قتلتْ كلّ الطُعوم ِوالمذاقات؟!
للداعية عطاء ..