ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - يا ليت قومي يعلمون
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 23-02-2010, 18:19
الصورة الرمزية تغريـد
تغريـد
غير متواجد
فيزيائي عبقري
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 873
افتراضي رد: يا ليت قومي يعلمون

الشيعة قوم يتميزون بقابلية لا تضاهى على رفد الميدان بألوان وأشكال،
تبدو في ظاهرها مختلفة، لكنها في الباطن متحدة.
فإذا انكشف حال أحدهم، أو احترقت ورقته،
جاءوك بآخر يلعن سابقه، ويتبرأ من سابقته.
وجماعتنا لـ(طيبتهم) - بل لغفلتهم – لا يدركون اللعبة؛
فيظلون يدورون ويدورون، لا يبرحون أماكنهم.

وهكذا في كل يوم يخرج لنا (وطني) جديد! و(معتدل) غير القديم!
والحقيقة أن اللعبة قديمة، وأنه ليس من جديد ولا فرق بين الكشواني والكاشاني
– كما يقول الأستاذ الملاح رحمه الله تعالى -
الدعوى هي الدعوى، والعمامة والكالوش هما هما.
وما تغير إلا الشاخص.




ويحضرني هنا واقعة حقيقية لأحد العارفين من أهل الأحواز العربية السليبة.
عند أول مجيء الخميني، والناس قد افتتنوا به، في الأحواز وغيرها، يظنونه المنقذ الذي جاء به القدر في ليالي اليأس وأيام القنوط!
يومها جمع ذلك العارف الحكيم أقاربه وقال لهم:
" يا جماعة! إياكم والانخداع بالخميني وأمثاله!
ما هذا الرجل إلا دجال من دجاجلة الفرس، لا علاقة له بالدين ".
وما إن سمع أقاربه كلامه حتى ثاروا في وجهه منكرين مستنكرين.
فسكت الرجل ربع قرن.
حتى إذا ظهر كل شيء على ما هو عليه،
وصار الناس يئنون ويصرخون من ظلم آيات الدجل في قم وطهران.
جمع ذلك الرجل أقاربه مرة أخرى وخاطبهم بقوله:
" هل تذكرون ما قلت لكم قبل كذا وكذا من السنين، وماذا كان ردكم علي؟ "
قالوا: "نعم!"
قال: " هل كنت صائباً فيما قلت يومها، وكنتم مخطئين؟ "
قالوا: " نعم! والله " قال: "
فالآن أقول لكم حقيقة أخرى:
ليس الخميني وزمرته على باطل لفساد تدينهم، وعدم التزامهم، لا،
وإنما لفساد دينهم من الأساس.
فالتشيع مذهب باطل، والحق مع أهل السنة "

فثار الحاضرون في وجهه كما ثاروا في المرة الأولى!
فقال لهم: " يا جماعة الخير! ارحموني وارحموا أنفسكم،
لقد عشت ربع قرن على أمل أن أراكم يوماً من الدهر تصدقون ما قلت لكم.
وها قد حقق الله تعالى لي أملي. وجعلني أعيش حتى أرى بعيني أمنيتي.
فهل تظنون أن لي عمراً كعمر نوح لأعيش ربع قرن آخر حتى أراكم تصدقون ما قلته لكم الآن؟

أفكلما أخبرتكم بحقيقة أحتاج إلى ربع قرن آخر لتصدقوها؟!
استحيوا من أنفسكم، فالذي صدق في تلك يصدق في هذه،
وما من داع للتجارب وخسارة الأعمار " !


وأقول: الاعتبار تجربة من دون تجريب.
وقول العارف يضاعف العمر،
ويختصر الجهد.
والعاقل من اعتبر بغيره، لا بسيره.
فلماذا يأبى أكثر الناس إلا أن يمر بجسده على مبضع التشريح؟
ألا ما أكثر العبر! وأقل المعتبرين!
رد مع اقتباس