اخى اننى لحقا مندهش من قمة البراعة فى هذه القصة الجميلة والتى تخفى ورائها مؤلفا عرف كيف يصور الاشياء وانى حقا قد وجدت فيها بعض مبتغاى من معرفة اننا يجب ان نفرغ انفسنا تماما من كل دنية وان الصلة بالله تمكن العالم من يصل الى ما يريد وانه اذا صفت النفس فقد صفا العقل واننى لا اعتقد ان هذه القصة لا تصدر عن كاتب مبتدئ لما فيها من كلمات وجمل اعجبتنى مثل:
"واعتدلت في جلستي ثم أخذت نفساً عميقاً"
"تحرك العم برهان في مجلسه وقال .. "
مما فيها من تحويل الاساليب الحركية الجسدية الى كلام سهل يجعل من العقل يستدرك صورا خيالية من عقله وبالتالى يدخل فى القصة والجملة الاولى ليست جديدة والثانية مخترعة وحديثة الاستخدام مما يدل على تمكن الكاتب
"وقد خلت نفسي في نهاية هذه الفترة كأنما ولدت من جديد "
دليل اخر على ان ما يعطال العقل البشرى عن التقدم هو تصديقه لبعض الثوابت الغير المنطقية وانشغاله باشياء يعلم الطفل بحقيقة تفاهتها وان العقل الاولى هو الاصل والخاصة والجوهر والخام النقى
"الهدف الأول من هذه الجلسات هو تصفية الروح والقلب "
وما اعجبنى جدا فى هذه القصة هو خروجها عن النمط المتكرر للقصص الخيالية العلمية وان اكثرها من الواقع وان كنت اخالفك فى اشياء قليلة منها فى الجزء الاول هو ان العارف بالله لا يكون معروفا بدليل قوله تعالى
"فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً {65} " سورة الكهف
فلم يذكر الخضر باسمه وغيرها من الاحاديث
واخيا اشيد بالقصة ووفقك الله الى ان ترفع بمستوى القصة فى الامة الاسلامية واذكر ان فيها الكثير من اساليب البراعة التى ليس هذا موضعا لذكرها