ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - منير نايفة عالم الفيزياء
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-10-2005, 03:02
الصورة الرمزية محمد ابوزيد
محمد ابوزيد
غير متواجد
مُحاضــر في الدورة الثانية لتعليم الفيزياء
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
الدولة: مصر
المشاركات: 4,283
افتراضي مشاركة: منير نايفة عالم الفيزياء

رؤية الذرات

الذرات التي يتكون منها كل شيء في الكون، من الغيوم ومياه البحر إلى صخور الجبال ورمال الصحراء وجسم الإنسان صعقت عندما رأيتها أول مرة في مختبر منير نايفة. فالتساؤل عن حقيقة الذرات قديم ومحير كالتساؤل عن حقيقة الوجود ومعنى الحياة. ومع أن العلماء الأقدمين حدسوا قبل آلاف الأعوام أن كل المواد في الطبيعة تتكون من ذرات، فإن أحدا لم ير الذرات، حتى عندما استطاع العلم في القرن العشرين أن يفجرها ويطلق الطاقة الجبارة الكامنة داخلها. هذا سبب انفعالي العميق عندما أراني نايفة الذرات المكبرة على شاشة الكمبيوتر في مختبره في جامعة إيلينوي. الذرات التي تتكون منها مواد يقال عنها ميتة، كالصخور والمعادن كانت تومض وتهتز كأنها كائن حي، يقتنصها نايفة بواسطة المجهر الالكتروني ويشرع في تحريكها ذرة فذرة. لم أصدق عيني آنذاك، ورجعت محموما إلى غرفتي في فندق جامعة إيلينوي أبحث داخل حقيبة السفر عن الوثائق التي حملتها معي من لندن حول نايفة . وعثرت على تقرير سنوي للعلوم والتكنولوجيا صادر عام 1979 عن الموسوعة العلمية الامريكية "ماغروهيل"، ووجدته يذكر أن التقنية، التي وضعها نايفة واثنان من زملائه الامريكيين استطاعت لأول مرة في تاريخ العلم رصد ذرة منفردة من بين 10 آلاف مليون ذرة والتعرف على هويتها. ووجدت في الكتاب السنوي الصادر عن الموسوعة البريطانية "بريتانيكا" صورة نايفة أمام ادواته، مع شروح عن تقنية كشف فائقة ابتكرها تزيد ما بين 100 مليون و 10 آلاف مليون مرة على الطرق التقليدية، لم أفهم تفاصيل التقنية التي طورها نايفة وتسمى "طريقة التأين الرنيني" ولم أتبين كيف تحقق الحد الأقصى في الكشف التحليلي، لكنني أدركت معناها عندما قرأت في قصاصة ورق محفوظة عندي عن صحيفة "واشنطن بوست" أنها تؤسس فرعاً جديداً في علم الكيمياء يدعى "كيمياء الذرة المنفردة". وذكرت "واشنطن بوست" أن بعض العلماء الأمريكيين يتوقع أن تطور التقنية المبتكرة أجهزة رصد جوية لاستكشاف مكامن الذهب واليورانيوم والمعادن الثمينة الأخرى، وأنها يمكن أن تستحدث وسائل لتشخيص الألغام الأرضية ورصد عمليات تلوث المياه الجوفية. ويعلق بعض العلماء الآمال عليها في رصد جسيمات خفية محيرة في الكون تدعى "كوارك" يعتقد أن العثور عليه ا قد يقدم المفتاح النهائي لفهم حقيقة المادة والكون. قصاصات أخرى في حقيبة سفر "سندباد علمي" تتحدث عن تفاصيل التقنية التي ابتكرها نايفة في مختلف الاختصاصات من الفيزياء والليزر والكيمياء التحليلية والهندسة الصناعية والعسكرية وحتى الصناعات النووية. وقصاصة تذكر أن نايفة نال جائزة البحث التصنيعي في الولايات المتحدة عام 1979 وتم تأسيس مؤتمر سنوي لعرض آخر التطورات والتطبيقات في ابتكاره.

سلالة العلماء

لماذا لم يسمع "سندباد علمي" بكل هذا إلا في العقد الأخير من القرن العشرين؟ لماذا لم يقرأ عن هذا الاكتشاف، الذي أفردت له صفحات في الموسوعات العلمية العالمية؟ ولماذا،لماذا،لماذا لم يراجع القصاصات التي جمعها سنوات قبل أن يأتي إلى هذا الفندق في قلب حرم جامعة إيلينوي إربانا شامبين". الاسم الكامل للجامعة تمييزا لها عن جامعة إيلينوي الأخرى في شيكاغو صدح بغواية في أذن "سندباد علمي". الرياض المحيطة التي تطل عليها نافذته والصبايا بالشورت يلعبن التنس أو مستغرقات بالنوم على الأعشاب جعله يقف حائرا ما بين الحياة والعلم. ما بين التمتع بفردوس "إيلينوي" والتلذذ باكتشاف الطريق الذي قطعه منير نايفة وأشقاؤه من قرية مغمورة اسمها شويكة في قضاء طولكرم في فلسطين المحتلة. قرية شويكة التي لا يزيد عدد سكانها على ألفي نسمة أنتجت 22 دكتورا في العلوم، بينهم أربعة أبناء لتاجر زيت الزيتون حسن نايفة وزوجته خضرة. الابن الأكبر علي نايفة ، الذي شق لأخوته طريق العلم يشغل الان منصب استاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة فرجينيا، وعدنان استاذ الهندسة الميكانيكية والطيران في جامعة سينسيناتي في اوهاويو، ومنير أستاذ الفيزياء التجريبية في جامعة إيلينوي، وتيسير استاذ الهندسة الصناعية في جامعة كليفلاند.
رد مع اقتباس