أحبائي أعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب
الى كل من يحمل لي في قلبه حبا كبيرا ,,, بناه على الصداقة والأخوة
الى كل من لم يراني ولم يلتقى بي ,,, الا في هذا الملتقى المبارك
الى كل عاقل عاش تلك اللحضات , ودخل في تفاصيلها
إليهم أقول ( أرأيتم كم هي مؤلمة تلك الكلمات )
فيا الله كم هي مؤلمة
يا ألله كم هي مؤلمة تلك الكلمات ,,, يا ألله كم هي مؤثرة تلك العبارات ,,, يا ألله كم قطعت وأدمت القلب تلك العبرات ,,,
إنها عبارات الوداع ,,,,
كان " ,,,,, " من الأصدقاء الذين يندر أن تجد مثلهم ,, علاقتي به لم تكن طويلة فهي بالكاد اربع سنوات ,, لكنها سنوات اتصفت بالود والمحبة , اتصفت بالتضحية والأخوة
علاقة لم تجمعها المصالح الخاصة , أو الجنسية أو العرق أوحتى القرابة
كان " ,,,,, " من أحد الأخوة الأشقاء من الجالية العربية , وكان فارق العمر كبير بيني وبينه , إلا أنه يحمل قلبا يصغر قلبي بكثير
قدر الله أن ينتقل الى دولته ,,, وأن يرحل عنا من دون رجعه
قمنا أنا وزملائي بالواجب , وأقمنا له وليمة وداع .... وكأننا بتلك الوليمة نحاول أن لانفرط بكل ثانية لنقضيها معه
وكنا كعادتنا ,, نتسلى ونرمي بالكلمات على بعضنا البعض ,,, ولكن في تلك الليلة رأيت,,,,
رأيت في عيون الجميع دموعا أعياها سجن المحاجر فلم تستطع الخروج
كنا ندفع ألم الفراق ,, بعبارات المزح الثقيلة ..... حتى انه عندما حان وقت الأكل قلت بالعامية " سموا الله يحييكم على مفارقة فلان "
-لكن -
أنا أعلم,,,,,, وهو يعلم ,,,,,,وزملائي يعلمون
أنها كلمات هروب من لحظات الوداع ,,, ولأول مرة أتمنى أن تصدق تلك العبارة ولكن هيهات هيهات
بعدها , ذهبت أنا وأثنان من زملائي ورافقناه الى راحلتة التي ستفرقنا , ولما أعلن عن الرحلة ,,, قام ووقف أمامنا , ثم قال
أخواني , سامحوني سأرحل من دون رجعة أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه ,
ثم تقدم الى زملائي وودعهم بطريقتنا مصافحة فقبلة على الخد مع هزة يد
بعدها أستدار الى ونظر الي لحظة ,, ثم تقدم خطوة خطوة ,
- والله يأحبتي – إن كل خطوة من خطواته تصاحبها رجفة أحسها في قلبي ,,
ثلاث خطوات وأذا بيدي أمدها لأصافحه فلم يعرها أهتماما ,
نظراته متوجهه مباشرة الى عيوني
, ولم أشعر الا به يظمني , وبقوة ,
بعدها سمعت صوت زفراته , وبدأ ينتفض كأنتفاضت عصفور بلله الماء
ياالله ياأحبتي
هذا الرجل الكبير , يبكي ,,,,,,,, نعم والله كبكاء الطفل ,,, لم أكن أعلم أن الرجال يبكون لحظة الوداع وبهذا الشكل!
.
وداعا أبا ,,,,
وسأذكرك ماحييت
.
.
.
.
أحبتي ,,,
لقد عرفت من هذا الموقف أن الوداع هو معيار الحب
فلا تعرف من تحب الا لحظة الوداع أي حين تستعد لفقد ذلك الحب !!!
عندها لاتنفعك المعرفة
وتذكرت أنواع البشر وطريقة حبهم على اختلاف اجناسهم ,,,, وكيف هي المفارقات الكبيرة بين هذه الأنواع على تشابهها
فنوع
يجعلك تندم على معرفته .. فيسقيك الإحساس بالألم والندم معا .. مواقفه تخذلك , وتصرفاته تخجلك
ونوع
يطيل الانتظار أمام بوابة أحلامك .. وإذا سمحت له بالدخول عاث في مدينة أحلامك وشوه أجمل الأشياء بقلبك وتركك نادما على معرفته
ونوع
يحبك بجنون , ويسعى جاهدا لإصابتك بهذا الجنون , ولا يستوعب رفضك لمشاعره بهذه السهولة
فيحاصرك بسيل من المشاعر اللامرغوبة ويمارس عليك الغيرة غير المباحة فيكتفي بحبه لك ويحملك جميل هذا الحب ويجب لزاما عليك أن تحبه
وإلا
نعتك بصفات مرفوضة إنسانيا
ونوع
تحبه أنت بجنون فيكون مصيبتك العظمى حين يدرك حجم هذا الجنون فيتفنن في إيذائك وكأنه ينتقم منك لأنك أحببته فيتمادى في إيذائك ليذيقك مرارة حبك وافتقاده
فيسقيك من كأس الهجر والصد
ونوع
تحبه أنت وتبادله شعوره .. فيضمك إلى ممتلكاته باسم الحب .. يحاصرك بغيرته فيسجنك بدائرة الممنوعات.. يحصي عليك أنفاسك , يحاسبك على أحلامك , ويسلبك حتى ابسط حقوقك وهي التعبير عن شعورك تجاه الآخرين
فتعيش في صراع دائم
ونوع
يحبك بصدق فيعاملك معامله الود يحبك بصمت .. ويحترمك بصمت.. ويتمناك بينه وبين نفسه يمنعه اعتزازه بنفسه من الاقتراب منك إذا كنت مشغولا بغيره .. فيكتفي بالحب من اجل الحب..
ويحتفظ بك صوره جميله في ذاكرته
ونوع
يغادر حياتك .. فيترك ورائه فراغا باتساع السماء .. فتحاول جاهدا ملئ الفراغ .. فتتعرف على من يستحق ومن لا يستحق
ونوع
هو من يدخل حياتك بلا استئذان .. يقدم لك الحب فوق أوراق الورد.. يحملك الي عالم الأحلام يحول حياتك إلى عالم الخرافات والأساطير.. يشعرك بمسؤليته تجاهك وانك مسوؤل منه.. يعلمك الصدق والحب والإخلاص
يحول سوادك إلى بياض
وليلك إلى نهار
وظلمتك إلى شمس
يصبح قلبك الذي تعشق به وعينك التي ترى بها
هذا الإنسان ,,,
إذا ضاع بحق نبكيه بحرقه
ولقد بكيناه
.... البالود....