ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - ثمانيه مرات ..كذبت أمي علي..
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-04-2010, 01:13
الصورة الرمزية عاشقه علم الفيزياء
عاشقه علم الفيزياء
غير متواجد
فيزيائي متميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: السعودية
المشاركات: 270
افتراضي ثمانيه مرات ..كذبت أمي علي..

ثماني مرات : كذبت أمي عليّ

الدكتور مصطفى العقاد

ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة


ثماني مرات : كذبت أمي عليّ !!!
تبدأ القصة عند ولادتي ، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر

فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا ....

و إذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله

و يسد جوعنا :

كانت أمي تعطيني نصيبها ..

و بينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى

طبقي كانت تقول : يا ولدي تناول هذا الأرز ، فأنا لست جائعة ..

وكانت هذه كذبتها الأولى

وعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من شئون المنزل وتذهب

للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا ، وكان عندها أمل أن أتناول

سمكة قد تساعدني على أن أتغذى و أنمو ،

و في مرة من المرات استطاعت بفضل

الله أن تصطاد سمكتين ، أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعت

السمكتين أمامي فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا ، وكانت أمي

تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك ، فاهتز قلبي لذلك ،

وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها ، فأعادتها أمامي فورا وقالت :

يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا ،

ألا تعرف أني لا أحب السمك

وكانت هذه كذبتها الثانية

وعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة ،

ولم يكن معنا من المال

ما يكفي مصروفات الدراسة ،

ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد

محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل

وتعرض الملابس على السيدات ،

وفي ليلة شتاء ممطرة ،

تأخرت أمي في العمل وكنت أنتظرها بالمنزل ،

فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة ،

ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت ،

فناديتها : أمي ، هيا نعود

إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد

و بإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح ،

فابتسمت أمي وقالت لي : يا ولدي.. أنا لست مرهقة ..

وكانت هذه كذبتها الثالثة

وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة ،

أصرت أمي على الذهاب معي ،

ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي

في حرارة الشمس المحرقة ،

وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان

خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء

وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى ،

و وجدت معها كوبا فيه مشروب كانت

قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي ،

فشربته من شدة العطش حتى ارتويت ،

بالرغم من أن احتضان أمي لي :

كان أكثر بردا وسلاما ، وفجأة نظرت

إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه ،

فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها :

اشربي يا أمي ، فردت :

يا ولدي اشرب أنت ، أنا لست عطشانة ..

و كانت هذه كذبتها الرابعة

وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش

حياة الأم الأرملة الوحيدة ،

وأصبحت مسئولية البيت تقع عليها وحدها ،

ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات ،

فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع ،

كان عمي رجلا طيبا

وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا ،

وعندما رأى الجيران حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ ،

نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق

علينا فهي لازالت صغيرة ،

ولكن أمي رفضت الزواج قائلة :

أنا لست بحاجة إلى الحب ..

وكانت هذه كذبتها الخامسة

وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة ،

حصلت على وظيفة إلى حد ما جيدة ،

واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي

وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل ،

وكانت في ذلك الوقت لم يعد

لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل ،

فكانت تفرش فرشا في السوق وتبيع الخضروات كل صباح ،

فلما رفضت أن تترك العمل خصصت لها جزءا من راتبي ،

فرفضت أن تأخذه قائلة :

يا ولدي احتفظ بمالك ، إن معي من المال ما يكفيني ..

وكانت هذه كذبتها السادسة

وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير ،

وبالفعل نجحت وارتفع راتبي ،

ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها

الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا ،

فشعرت بسعادة بالغة ،

وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة ،

وبعدما سافرت وهيأت الظروف ،

اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي ،

ولكنها لم تحب أن تضايقني

وقالت : يا ولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ...

وكانت هذه كذبتها السابعة
كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة ،

وأصابها مرض السرطان اللعين ،

وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها ،

ولكن ماذا أفعل فبيني وبين

أمي الحبيبة بلاد ،

تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا ،

فوجدتها طريحة الفراش بعد إجراء العملية ،

عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي

ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة ،

ليست أمي التي أعرفها ،

انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني

فقالت : لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ...

وكانت هذه كذبتها الثامنة

و بعدما قالت لي ذلك ، أغلقت عينيها ،

فلم تفتحهما بعدها أبدا ...

إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته :

حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها ...

وإلى كل من فقد أمه الحبيبة :

تذكر دائما كم تعبت من أجلك ،

وادع الله تعالى لها بالرحمة والمغفرة .

أحبك يا أمـي :k_crying:
__________________


غزاااكـ الشيب فـ أصبحت وسيماً جداً يا أبــي ..!!
رد مع اقتباس