شكاوى أمهات ممن جربن الدمج
من فلسطين شاركتنا مراسلتنا هناك ناقلة بعض شكاوي الأمهات التي اضطررن إلى تضمين أبنائهن في مراحل التعليم الدنيا في المدارس المختلطة.
قالت إحداهنَّ أن طفلها الذي لم تتجاوز سنوات عمره التاسعة لا يركز في دروسه وتدنى مستوى تحصيله العلمي مع بداية العام الدراسي وغالباً ما يكون شارد الذهن ودائم الحديث عن صديقته في الفصل حتى أن أشقاؤه باتوا يستفزونه بالتلميح أن لها مكانة خاصة في قلبه فتارةً يخجل وتارةً أخرى يستشيط غضباً، تقول الأم أن سبب تراجع ابنها دراسياً يعود إلى انتقاله إلى مدرسة خاصة يختلط الطلاب والطالبات داخل قاعات الدراسة فلا يلقي بالاً للمدرس وأحياناً لا يسمع من شرح الدرس إلا القليل ويبدأ بالتفكير بتلك الفتاة، مشيرة إلى أنها حاولت مراراً التحدث معه وتوجيهه بمزيد من الود والمعاملة الحسنة فيستجيب تارة وأخرى غير ذلك وطالبت السيدة بضرورة الفصل بين الطلبة والطالبات حتى في المراحل الدنيا من التعليم الأساسي كما رجحت أن تكون سبب الحالة التي عليها ابنها محاولة تقليد لما تبثه السينما والدراما التلفزيونية من نماذج عاطفية بين الفتيان والفتيات ممن هم دون سن العاشرة في المدارس الخاصة والحكومية داعية إلى ضرورة العمل على حماية الأطفال من تلك التأثيرات السلبية فهم عماد المستقبل والأمل في غد يشرق بنجاحاتهم وإبداعاتهم.
وترى السيدة أم صلاح – 37 عاما - أن الاختلاط للشباب والفتيات في الجامعات وأي مكان يرفضه المجتمع والشرع أيضاً إلا أنه بالنسبة للأطفال دون سن التكليف فلا يعد محرماً ولا يرفضه المجتمع إلا أنه بات خطيراً في ظل عالم التقنية والتكنولوجيا الحديثة التي أدخلت الطفل في عالم آخر لا يجنبه مخاطرها إن لم يكن الإعداد السليم والمراقبة التربوية من قبل الأسرة، وأشارت إلى ضرورة ألا يكون اختلاط في المدارس الدنيا بين الأطفال خاصة في ظل تعامل المدرسين مع مسألة الاختلاط، مشيرة إلى تجربة ابنها الأصغر أحمد الذي جاءها قبل أشهر من المدرسة باكياً وينعت المدرس والمدرسة والطلاب وبشيء من التوضيح أشارت أن ابنها في ذلك اليوم أتى بتصرف خاطئ مع صديقه فلم يستمع إلى المدرس وانشغل بالحديث مع زميله فما كان العقاب من المدرس إلا أن فرق بين الزميلين وأودع كل منهما في مقعد إلى جانب فتاة خاصة أن المدرسة مختلطة حتى الصف الرابع الابتدائي، وبعدما بادر المدرس بذلك العقاب علت الضحكات من التلاميذ في الفصل ما أثر على نفسية أحمد وجعله لا يريد أن يعود مجدداً لمدرسة مختلطة.
أما الحاج أحمد السعدني من مصر وهو "أب لثلاث فتيات وولد" فيقول لا أؤيد فكره الاختلاط فنحن مجتمع محافظ ولا يمكن أن يكون فيه الاختلاط بهذا الشكل الغير مقبول أحيانا والذي يسبب العديد من المشكلات ومن هنا يجب إعادة النظر في الاختلاط بالتعليم بدأ من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة وما بعدها لأن من تربى على شيء شاب عليه ومادام الاختلاط حرام ومرفوض ويضر بصالح المجتمع فيجب فصل الطلاب عن بعضهم منذ الصغر...ويشير إلى أن الاختلاط يفسد النفوس فإن هو تمكن من تربية أولاده وبناته جيدا بما يضمن انضباطهم وسلوكهم الملتزم فكيف يضمن سلوك وانفعالات الآخرين ونحن نسمع عن كثرة جرائم التحرش الجنسي
دراسات تحذر من نتائج الإختلاط
وعلى الرغم من أن الشرع لا يمنع الاختلاط بين الذكور والإناث في المراحل الأولى من العمر قبل سن التكليف ونضوج الأفكار إلا أن الدراسات العلمية أكدت على الأفضلية في عدم الاختلاط والفصل بين الجنسين في مختلف مناحي الحياة وذلك ليس من باب التعنت وإنما من باب المحافظة على الصحة النفسية لكل منهما خاصة في المراحل الأولى من العمر التي يعتد فيها الطفل بذاته ويرى نفسه الأفضل بين جميع أقرانه.
فمن جهتها تحذر الدكتورة أبو دقة"أستاذة التربية بالجامعة الإسلامية بغزة" من النتائج التي يثمرها الاختلاط على الطلاب في مراحل التعليم الدنيا، خاصة في ظل عصر التكنولوجيا والانفتاح على العالم الغربي بتقليد ثقافاته واعتناق مبادئه
وتلفت إلى أن كثير من الدراسات البحثية في الدول الأوروبية حذرت من النتائج المترتبة على أمر الاختلاط بين الطلاب في المدارس، قائلة أنه من الأفضل إتباع أسلوب الفصل بين الجنسين من الطلاب لتحصيل النتائج المرجوة من العملية التعليمية خاصة في ظل الميول المختلفة للطلاب والطالبات بالإضافة إلى خصائص النمو لكل من الجنسين، وبشيء من التوضيح أشارت إلى أن كثير من الأنشطة التعليمية خلال الدراسة لا تتناسب مع ميول أحد الجنسين مؤكدة على خصوصية ميول كل منهما حيث تختلف ميول الذكور والإناث في إيجاد الأمثلة كلٌ وفق طبيعته التي فطره الله عليها مما يؤثر سلباً على ميول وأفكار الطلاب من الجنسين فقد تميل الفتاة إلى تفكير الذكور وقد يحدث العكس أيضاً، كما أن عملية الفصل تهيئ المدرس بصورة أفضل للتعامل مع الطلبة وتلبية احتياجاتهم كلٌ حسب إمكانياته واستعداداته وقابليته للتعلم