وسائل الإعلام أثرت سلباً
ومما لا شك فيه فقد أثرت وسائل الإعلام والفضائيات والسينما بشكل سلبي على مفهوم الأطفال والمجتمع أيضاً للاختلاط في المدارس الدنيا فلا تخلو الدراما العربية من التطرق لفتاة أو فتى دون سن العاشرة في مدرسة يكون له فيها أصدقاء من ضمنها فتاة يعجب بها ويلازمها ولا يسمح لأحد بالاقتراب منها تحت مسمى "الحبيبة"، وأشارت د. أبو دقة إلى أن قصص الإعجاب والميول العاطفية لدى الأطفال في هذه المرحلة واردة إلا أن خطورتها تكون أشد وأقوى في مراحل التعليم الأساسية العليا " فترة المراهقة" مشيرة إلى أن تلك الميول تؤثر فيها أيضاً العلاقات الأسرية وأساليب التربية فيها ومدى محافظتها على قيم وتقاليد المجتمع الذي يمنع الاختلاط وفقاً للنظرة الشرعية التي حدث بها الله عز وجل في كتابه العظيم بالإضافة إلى الأمراض الاجتماعية التي باتت تغزو المجتمعات المنفتحة والتي تبيح الاختلاط في أي مكان، وبينت أبو دقة أن المجتمع الفلسطيني لا يخلو أبداً من الاختلاط وإنما هناك نسبة اختلاط لكن تحكمها قيم وعادات المجتمع المحافظ وأسلوب التربية الإسلامية، وترى د. أبو دقة أن البيئة التربوية للطفل في المدرسة من الأفضل والأكثر مناسبة له أن يكونوا في صفوف منفصلة ليستطيع التركيز في الدروس وتعلم المهارات والقيم التي تساعده أكثر على الاستفادة من العملية التعليمية، مشيرة إلى أن التعليم المختلط في الأراضي الفلسطينية موجود لفترة الصف الرابع الابتدائي وفي المدارس الخاصة ومدارس الأونروا والأسباب لا تعدو عدم وجود مدارس كافية لاستيعاب أعداد التلاميذ مؤكدة أنه من الأفضل أن يكون التعليم غير مختلط.
الاعتداد بالذات
وذات الرأي يتبناه رئيس مركز التدريب المجتمعي وأستاذ علم النفسد. فضل أبو هين الذي أكد على أن الاختلاط بين الذكور والإناث في المراحل الدنيا دون سن التكليف لا يمنعه الشرع خاصة وأنه ما زال في سن الطفولة الدنيا ولم تنضج لديه الغرائز وتفكيره في الجنس الآخر ولا يهاجمه المجتمع حيث يسير باتجاه محافظ وفقاً لثقافة المجتمع وتقاليده، لافتاً إلى أن تلك المرحلة يحاول فيها الطفل أن يعتد بذاته، فيتمحور الطفل حول جنسه ونجد الطفل الذكر يعتز بأنه ذكر وكذلك الأنثى تعتز بأنها أنثى وتصبح علاقتهما في الفصل أو أي مكان مختلط كعلاقة القط والفأر مما يؤثر سلباً على عملية السلوك وتنشأ بينهما علاقة كراهية غير طبيعية، وأضاف أنه حتى نجعل الطفل ينمو نمو سليم بإحساسه بالصداقة مع الجنس الآخر وعدم حمل أفكار ومواقف سلبية من علاقته بالأنثى فالأفضل أن يكون هناك فصل بأن ترزح البنت في فصل والولد في فصل.
ومما زاد التأثير السلبي للاختلاط على نفوس الأطفال في مرحلة التعليم الدنيا أن المعلم إذا ما أراد أ يعاقب التلميذ الذكر على سلوك خاطئ أتى به فإنه يجبره على الخروج من مكانه والجلوس إلى جانب فتاة مما يثير الغضب في نفس الطفل ويحمل أفكار سلبية تجاه تلك الفتاة، وأضاف أن التأثير السلبي لا يقف عند هذا الحد بل ساهمت في زيادته وسائل الإعلام التي ربطت التعليم المختلط في المراحل الدنيا بقصص الإعجاب والميول العاطفية التي تبرزها عبر الدراما التلفزيونية بل حتى برامج الأطفال مشيراً إلى أن السينما رسخت مسألة أن يكون للفتاة صديق في سن مبكرة ويوضح أبو هين أن السينما بتناولها السلبي لمسألة الاختلاط بين الأطفال في المدارس الدنيا فتحت أذهان الأطفال على بعض الصور والممارسات التي لم يكن الطفل على استعداد لها ومن هنا الأفضل أن يكون الفصل بين الطلاب حتى في المدارس الدنيا حفاظاً على الصحة النفسية للطفل ونموه السليم واعتزازه بشخصيته وبذاته ونشأته أن يكون في بيئة محافظة.
ماذا تقول الفتيات الصغيرات عن الاختلاط
تقول شمس علي من مصر"10سنوات بالمرحلة الابتدائية" أنها تحب مدرسة الفتيات فقط، فقد كانت تشعر بالخوف عندما كانت في مدرسة مشتركة مع البنين قبل أن يتم نقلها للمدرسة الحالية وهي مدرسة للبنات فقط وتشير إلى أن الأولاد كانوا في المدرسة المشتركة يأخذون أقلامها وأدواتها المدرسية رغماً عنها، وكانت تذهب للمدير كثيراً بسبب معاملتهم السيئة لها أما الآن فتقول أنه لا توجد مشاكل ولا مشاجرات فكلهن فتيات يتعاملن مع بعضهن بطيبة ولطف .
أما يارا أحمد"16 سنة بالمرحلة الإعدادية" فتقول أنا دائما من الأوائل في دراستي وأهم عوامل تفوقي العلمي التدين وعدم انشغالي بأي أمور أخرى غير مذاكرتي بعكس الوضع في المدارس المختلطة كما أنني حريصة دائماً على أن أقوم الليل وأتهجد مع أمي وأحب قراءه الكتب الدينية ولا أقلد بعض زميلاتي من ذوات الملابس الغير محتشمة ويتعاملن مع الصبيان الموجودون معهم بالفصل أو المدرسة.
وتقول هدي فتحي"طالبة بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر" أحمد الله أنني تعلمت في الأزهر وهو المؤسسة التعليمية الوحيدة في مصر التي تدعم الفصل بين البنين والبنات .. فحياتنا في الجامعة لا تختلف كثيرا عن حياتنا في بيوتنا لا مجال فيها للحرج أو الضيق أو التكلف أو حتى المعاكسات فجميع الطالبات من الفتيات لذا تجد أن همنا الأول هو تحصيل العلم ما دمنا داخل كلياتنا لذا فإن الأزهر هو احرص المؤسسات على التعليم وأبعدها عن إفساد الشباب لأنه يتجنب ذرائعها .
وتشير مها عادل"الخبيرة التربوية" إلى أن الاختلاط بين الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات على عكس ما يظنه البعض تماما فهو غالباً ما يعوق التفوق الدراسي لذلك فصلنا البنين عن البنات في عدد من المدارس كتجربة فكانت النتيجة أن زادت قدراتهم على التحصيل والتركيز وحقق كل منهما معدلات تفوق أكثر مما كانوا عليه عند اختلاطهم مما يعني أن توحد نوع الجنس في المدارس البنين وفى مدارس البنات يؤدى إلى استعلاء روح المنافسة بين التلاميذ أما الاختلاط فيلغى هذه الدوافع وقد كانت البنات أكثر انتباها فالاختلاط يشغل الفتيات عن الجد والنشاط العلمي ويشغلهم بالملابس والزينة