
26-07-2006, 15:55
|
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2005
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 5,224
|
|
عاهدني على أنك لا تكذب
يروى أن غلاماً خَرَجَ من مكة المكرمة إلى بغداد طالباً للعلم وعمرهُ
لا يزيد على اثنتي عشرة سنة ، وقبل أن يُفارق مكة المكرمة
قال لأمه : يا أماه أوصني .
فقالــت له أمه : يا بني عاهدني على أنك لا تكذب .
وكان مع الغلام أربعمائة درهم ينفق منها في غربته فركب دابتهُ متوجهاً
إلى بغداد ، وفي الطريق خرج عليه لصوص فاستوقفوه ،
وقالوا له : أ معك مال يـا غلام ؟
فقال لهم : نعم معي أربعمائة درهم . فهزؤوا منه
وقالوا له : انصرف فوراً أتهزأ بنا يا غلام ؟ أمثلك يكون معه
أربعمائة درهم ؟ فا نصرف وبينما هو في الطريق إذ خرج عليه
رئيس عصابة اللصوص نفسهُ و استوقفهُ
وقال له : أ معك مال يا غلام ؟
فقال له الغلام : نعم ، فقال له : وكم معك ، فقال له : أربعمائة درهم .
فأخذها قاطع الطريق و بعد ذلك سأل الغلام لماذا صدقتني عندما سألتك
ولم تكذب علي و أنت تعلم أن المال إلى ضياع ؟
فقال لهُ الغلام : صدقتك لأنني عاهدت أمي على ألا أكذب على أحد .
و إذا بقاطع الطريق يخشع قلبه لله رب العالمين ،
وقال للغلام : عجبت لك يا غلام تخاف أن تخون عهد أمك و أنا لا أخاف
أن أخون عهد الله عز وجل ، يا غلام خذ مالك وانصرف آمناً
و أنا أعاهد الله أنني قد تبت إليه على يديك توبة لا أعصيه بعدها أبداً .
و في المساء جاء التابعون له من السارقين ، وكل منهم يحمل ما سرقة
ليسلموه إياها ، فوجدوه يبكي بكاء الندم
فقال لهم : إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها .
فقالوا له : يا سيدنا إذا كنت قد تبت وأنت زعيمنا فنحن أولى بالتوبة منك
إلى الله وتابوا جميعاً .
~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~---~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~

|