نيازك مجموعتنا الشمسية مخطوفة من أماكن أخرى
يؤمن علماء الفلك منذ عقود بأن المذنبات والنيازك التي تجول في مجموعتنا الشمسية هي وليدة مجرتنا ، وقد تشكلت في العصور السحيقة في المناطق المظلمة المتجمدة الواقعة خلف كوكب (نبتون) ، وهي تتحرك بين الكواكب بفعل الجاذبية ، ويمر بعضها بشكل دوري قرب الأرض، مثل مذنب (هالي) ..
ولكن نظرية جديدة - ظهرت في العدد الأخير من مجلة (العلوم) - أشارت إلى أن المذنبات قد تكون عبارة عن كويكبات تشكلت في مجموعات شمسية ومجرات أخرى، ولكن قوة جاذبية الشمس جذبتها إليها من نجوم بعيدة في عملية "اختطاف" فلكية .
وتشير النظرية القديمة إلى أن هذه الأجرام تشكلت مع الشمس وسائر الكواكب ، واستقرت في الأجزاء الأكثر برودة وبعداً عن الشمس منها ، ومع الوقت جذبت معظمها الكواكب العملاقة الواقعة بأقاصي المجموعة الشمسية .. ومنها زحل والمشتري ؛ مما يفسر حزام الكويكبات والأقمار المتعددة حولهما .
وبعدها بمليارات السنوات تعرضت هذه المنطقة من المجموعة الشمسية لضربة عنيفة .. مثل انفجار سحابة من الغاز الكوني أو اصطدام نجم عابر ؛ الأمر الذي تسبب في إطلاق حركة تلك المذنبات والنيازك بالشكل الذي نراه اليوم من خلال تجوالها الدوري حول الكواكب .
وقال هال ليفيسون - أخصائي علم الفلك لدى مركز (ساوث ويست للأبحاث) في كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية - :
" للأسف .. فإن النظرية التقليدية حول مصدر النيازك لا تصمد أمام الأسئلة العلمية الواقعية " .
وأضاف ليفيسون : " إن حجم النيازك والمذنبات الموجودة في مجموعتنا الشمسية أكبر من يكون ناتج عن شمس واحدة " .
وأضاف العالم الأمريكي : " إن النجوم كانت في مرحلة تشكلها الأولى تتبادل الكويكبات والمذنبات ، وذلك بحسب قدرتها على إبعاد سحابة الغاز الكوني المحيطة بها ؛ وهو ما يفسر تنقل هذه الأجرام عبر المجموعات الشمسية " .
وذكر : أن " النجوم المختلفة كانت تتبادل قذف بعضها البعض بالمذنبات مع بدء تكونها ، وهي ظاهرة مانزال نراها اليوم من خلال النيازك التي تجول في الفضاء ".