لاقيت من العتب الشديد ..إذ أني متسرعة ..وأنه من المفترض أن أبحث ..
ولكن ..شكرا لك ذاكرتي على عدم الخذلان ..^^
وهذا ماجنيت من البحث ..
جاء في القرآن الكريم أن الله سبحانه و تعالى قال : ( و لقد همت به وهم بها لولا أن رءا برهان ربه) "يوسف :24" . ولقد اختلف العلماء في تفسير هذه الآية , وللأسف فإن بعض العلماء قاموا بتفسير هذه الآية بتفسير خاطئ وقالوا أن النبي الكريم تحركت فيه مشاعر الشهوة - والعياذ بالله - . لذا أحببت أن أعرض تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي- رحمه الله - لهذه الآية التي أعتقد أنها الصواب,قال رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جناته :
الهم : هو حديث النفس بالشيء قد يفعل الإنسان أو لا يفعل , و العبارة هنا جاءت في أمر المراودة , هي راودته وهو ممتنع . إذن فهناك مفاعلة : اثنان يتصارعان على شيء , أحدهما امرأة العزيز : ( همت به ). و الطرف الآخر وهو يوسف (وهم بها). النظرة السطحية تقول بأن هناك مساواة . هو حدثته نفسه بالفعل وهي حدثتها نفسها بالفعل , ولكن النص لم يقف عند هذه العبارة , فقد قال بالنسبة لامرأة العزيز : (ولقد همت به ) . أي : حدثتها نفسها أنها تريده , و عندما تكلم الحق سبحانه عن يوسف قال : ( و هم بها لولا أن رءا برهان ربه ) . لو حللنا هذه العبارة تكون : ولقد همت به , و لولا أن رأى برهان ربه لهم بها , و لولا حرف امتناع للوجود .
تقول : لولا زيد عندك لأتيتك , فأنا لم آتك لوجود زيد عندك , بالنسبة ليوسف نقول : لولا أن رأى برهان ربه لهم بها , لولا معناها : أنه لم يهم بها , والامتناع حدث لأنه رأى برهان ربه ، فكأن العبارة : لقد همت به ، ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها ولكنه رأى برهان ربه فلم يهم بها وتنتهي المسألة .
هي همت به وهو فوجئ بأن سيدته هي التي طلبت منه ولكنه لم يهم بها ، ولو أن الله سبحانه قال : لقد همت به ولم يهم بها ، لقلنا أمر طبيعي حدث كأن انفتح الباب و دخل الناس . و لكن الله أراد أن نعرف أنه لولا برهان ربه لهم بها ، ولكن البرهان جعله لم يهم فليس هناك نقص في رجولته ، ولكن هناك إيمانا ورعاية من الله . و عدم الهم ليس راجعا إلى عدم الرجولة وإنما إلى عصمة الله . إذن فبرهان الله سبحانه و تعالى سابق على الهم ، لأنه لو هم ولم يفعل نقول : إن البرهان أتى بعد الهم ، و لكن برهان ربه كان في نفسه .
قال الله تبارك وتعالى : ( كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء) , و الفحشاء هي الزنا , فما هو السوء ؟ السوء هو المرحلة التي تسبق الفحشاء , وهي فكرة الهم وما يصاحبها . إذن فامرأة العزيز راودته عن نفسها , و بمجرد أن راودته أسرع إلى الباب فجرت خلفه لعلها تسبقه و تمنعه من فتح باب الحجرة ، وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى : ( واستبقا الباب و قدت قميصه من دبر ) إذن فالمسألة خرجت من المراودة إلى المنازعة , فهي من سعار ما هي فيه تريد أن تقتله , و هو يريد أن ينجو بنفسه . فالله سبحانه وتعالى صرف السوء عن يوسف , ولم يجعلها تقتله ولم يجعله يقتلها حتى لا يقال دفاعا عن النفس , ويقول بعض العلماء : إن قول الله تعالى: ( ولقد همت به وهم بها ) . أي همت به لتقتله وهم بها ليقتلها , لولا أن رأى برهان ربه .
وقوله تعالى : ( إنه من عبادنا المخلصين ) . تدل على أن الشيطان لم يكن يستطيع إغواء يوسف على المعصية , لأنه لا سلطان له على عبادالله المخلصين كما يقص علينا القرآن الكريم : ( إلا عبادك منهم المخلصين ) " ص:83" . انتهى .
وصلى الله على سيدنا وحبيبنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
والحمدلله رب العالمبن