الجواب: من سماحة السيّد جعفر علم الهدى
لماذا قال في القران الكريم : { الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} {الماعون/5} . ولم يقل في صلاتهم ؟
ليس المراد السهو في الصلاة بل المراد عدم الاهتمام بالصلاة بحيث يتركها رأساً في بعض الأحيان مثل من يؤخر الصلاة عن أوّل الوقت استخفافاً بها ، ثمّ ينسى الإتيان بها بالمرة أو في الوقت فيقال لهذا الشخص أنّه ساه عن الصلاة . فالمراد ترك الصلاة من باب عدم الاهتمام بها ، وقد ورد في الحديث : « شفاعتنا لا تنال من استخف بصلاته».
وفي تفسير علي بن إبراهيم القمي في قوله تعالى : { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}{الماعون/4ـ 5} . « قال عني به : تاركون ؛ لأنّ كل إنسان يسهو في الصلاة ».
قال أبو عبد الله ع : « تاخير الصلاة عن أوّل وقتها لغير عذر» .
وفي الخصال فيما علم أمير المؤمنين أصحابه من الأربعمائة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه ودنياه قال : « ليس عمل احب إلى الله من الصلاة ، فلا يشغلكم عن أوقاتها شيء من أمور الدنيا ؛ فإنّ الله عزّوجلّ ذم أقواماً فقال : { الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} . يعني انّهم غافلون ، استهانوا باوقاتها».
وفي الكافي بسنده عن محمّد بن الفضيل قال سالت عبداً صالحاً (يعني الإمام الكاظم ع ) عن قوله تعالى : { الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} . « قال هو التضييع ».
وفي تفسير العياشي عن أبي عبد الله ع قال سالته عن قوله تعالى : { الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} ، أهي وسوسة الشيطان ؟ . فقال : لا ، كل أحد يصيبه هذا ، ولكن أن يغفلها ، ويدع أن يصلي أوّل وقتها» .
وعن زيد الشحام قال سالت أبا عبد الله ع عن قوله : { الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} . قال : « هو الترك لها ، والتواني عنها»
لو أنه قال ( في صلاتهم ساهون ) لكان معناه أنهم
يؤدون الصلاة في وقتها ؛ ولكنهم ينسون بعض الأقوال
والأفعال مما تعلمه أنت جيدا ، ومما لاتصح الصلاة
إلا به .
لكنه قال { عن صلاتهم ساهون } بمعنى أنهم لايؤدونها
بالمرة .
وهذا هو الفرق بين السهو في الصلاة ، والسهو
عن الصلاة .
.