قوله : ( ومنهم من يستمعون إليك ) فالمراد بـ ( من ) جميع الكفار الذين يحدث منهم هذا ، فيستمعون إلى القران الكريم ، ولا ينتفعون بسماعه ، فيكون حجة عليهم ، فكأنهم صم لا يعقلون ما يستمعون إليه ، فروعيت كثرة المقصودين ، فخوطبوا بما يدل على الجماعة .
وقوله تعالى : ( ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون )
جعل صلة ( من ) فعل الواحد ( ينظر ) مع أن الجملة معطوفة على قوله : ( ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون )
وكان السياق اللفظي يقضي بأن يقال : ( ينظرون ) ، لأنهم كثيرون كالمستمعين ، لكن يجاب عن ذلك بأن يقال : أن المستمعين لما كانوا محجوجين بما يسمعونه من كتاب الله تعالى كانوا هم الأكثرين في الحجاج ، وليس كذلك المنظور إليه ، لأن الآيات المرئية بالعين التي أيد بها رسولنا صلى الله على وسلم لم تكن بكثرة آيات القرآن الكريم التي سمعها المشركون ـ ولذا عاد الضمير مفرداً على ( من ) مع النظر ، ومجموعاً مع الاستماع .