فقد روى ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله : " انا من القليل الذي استثنى الله عز وجل : كانوا سبعة " ، وقوله " انا ممن استثنى الله ، كانوا سبعة " . تفسير ابن كثير 3 : 78 .
وبامعان النظر في جملة الاية " ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم " نأخذ اشارة اخرى ونهتدي الى حكمة جديدة ، لدخول واو الثمانية عليها :
ان هذه الواو فصلت ما بين السبعة اصحاب الكهف وكلبهم . وهذا الفصل ضروري ، فهم مؤمنون صالحون ، وكلبهم حيوان نجس ، فلا يليق ان يقترن معهم بالنطق والذكر .
وعندما ننظر في القولين الاولين ، نجد انهما قرنا بين المؤمنين وبين كلبهم : ثلاثة رابعهم كلبهم ، وخمسة سادسهم كلبهم ، ولعل هذا الاقتران بينهم عامل اخر على نقض القولين وردهما . ولعل فصل القول الثالث بينهم بواو الثمانية ، عامل اخر على قبوله وعتماده والقول به .
فالقائلون به يلحظون هذا المعنى الادبي الذوقي اللطيف ، فلم يقرنوا ما بين المؤمنين البشر وما بين الكلب الحيوان ، ولم يقرنوا ما بين الرجال الاطهار والكلب النجس الذي لم تغير صحبته لهم من نجاسته شيئا ، ولهذا ابقاه القران الكريم بعيدا عنهم على عتبة الباب "في الوصيد " والله اعلم .