ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - يمضي ‏الحب ‏الأعمى ‏يقوده ‏الجنون!
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-09-2010, 05:43
الصورة الرمزية البالود
البالود
غير متواجد
المراقب العام
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 8,801
Exclamation يمضي ‏الحب ‏الأعمى ‏يقوده ‏الجنون!




.

فى قديم الزمان .. ‏حيث لم يكن على الأرض بشر بعد ..
كانت ‏الفضائل والرذائل , تطوف العالم معاً .. ‏وتشعر بالملل الشديد ..

‏ذات يوم وكحل لمشكلة الملل المستعصية, إقترح الإبداع لعبة وأسماها الأستغماية أو الغميمة
‏أحب الجميع ‏الفكرة .. والكل بدأ يصرخ :

‏أريد أنا ان أبدأ .. أريد انا ‏أن أبدأ


الجنون قال :- أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العد .. ‏وأنتم ‏عليكم مباشرة الأختفاء

‏ثم أنه اتكأ بمرفقيه على شجرة …

وبدأ .. ‏واحد , اثنين , ثلاثة



‏وبدأت الفضائل والرذائل ‏بالأختباء

‏وجدت ‏الرقه ‏مكاناً لنفسها فوق ‏القمر

‏وأخفت ‏الخيانة ‏نفسها في كومة زبالة

‏وذهب ‏الولع ‏بين الغيوم

‏ومضى ‏الشوق ‏الى باطن الأرض

الكذب ‏قال بصوت عالٍ :- سأخفي نفسي تحت الحجارة
ثم ‏توجه لقعر البحيرة




‏واستمر ‏الجنون :- ‏تسعة وسبعون , ‏ثمانون , واحد ‏وثمانون

‏خلال ذلك
‏أتمت كل الفضائل والرذائل ‏تخفيها

‏ماعدا‏ الحب

كعادته لم يكن ‏صاحب قرار وبالتالي لم يقرر ‏أين يختفي

‏وهذا غير مفاجيء ‏لأحد , فنحن نعلم كم هو صعب ‏اخفاء الحب




‏تابع ‏الجنون :- ‏خمسة وتسعون , ستة وتسعون , سبعة وتسعون

‏وعندما ‏وصل ‏الجنون ‏في تعداده الى :- المائة

‏قفز ‏الحب ‏وسط أجمة من الورد واختفى بداخلها





‏فتح ‏الجنون ‏عينيه ‏وبدأ البحث صائحاً :- أنا آتٍ ‏إليكم , ‏أنا آتٍ إليكم

‏كان ‏الكسل ‏أول من ‏أنكشف لأنه لم يبذل أي جهد في ‏إخفاء نفسه

‏ثم ظهرت ‏الرقّه المختفية في القمر

‏وبعدها خرج ‏الكذب ‏من قاع البحيرة مقطوع النفس

‏واشار الجنون على‏الشوق أن يرجع من باطن الأرض

الجنون ‏وجدهم ‏جميعاً واحداً بعد الآخر


ماعدا









‏الحب




‏كاد يصاب بالأحباط واليأس في بحثه عن ‏الحب

واقترب الحسد من الجنون , ‏حين اقترب منه ‏الحسد همس في أذن الجنون
قال :- ‏الحب ‏مختفياً بين شجيرة الورد



إلتقط ‏الجنون ‏شوكة خشبية أشبه بالرمح وبدأ في ‏طعن شجيرة ‏الورد بشكل طائش

‏ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب

‏ظهر ‏الحب من تحت شجيرة الورد ‏وهو يحجب عينيه بيديه والدم يقطر من ‏بين أصابعه




‏صاح ‏الجنون ‏نادماً :- يا إلهي ماذا فعلت بيك ؟

لقد افقدتك بصرك

‏ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك ‏البصر ؟

‏أجابه ‏الحب :-
‏لن تستطيع إعادة ‏النظر لي , لكن ‏لازال هناك ما تستطيع ‏فعله لأجلي

( كن دليلي )


‏وهذا ماحصل من يومها
يمضي ‏الحب ‏الأعمى ‏يقوده ‏الجنون!



=-=-=-=-=-=-

القصة للشاعر سلطان الرواد .. كتبها عام 2001
وحازت على جائزة أفضل قصه قصيرة على مستوى جامعات الخليج العربي


اتمنى تعجبكم

لكم مني خالص الود والتقدير
__________________
نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا
اتسعت لنا السماء

فكيف نيأس ؟!!
رد مع اقتباس