ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - صريعة التسمم الراديومي ....ماري كوري .!
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-08-2006, 20:13
الصورة الرمزية دلوعة البصريات
دلوعة البصريات
غير متواجد
فيزيائي متمكن
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 184
Smile صريعة التسمم الراديومي ....ماري كوري .!

ها أنا أعود اليكم بقصة واحدة من أععظم نساء التاريخ "مدام كوري" التي شرفت النسائية بكل طبقاتها وكانت مثالا للمرأة والزوجة والعالمة والعاملة والمواطنة الصالحة لن أطيل عليكم واليكم نبذة هي اختصار لمختصر حياتها الحافلة .....

فقد أم .........
انحدرت ( ماري سكلو دوفسكا )التي نعرفها اليوم باسم ( مدام كوري )من أرومة شريفة من الفلاحين .وكان والدها قد ارتفعا فوق مستوى الفلاحين ووصلا الى ذلك المستوى الذي يضم الصفوة وهم المتعلمين تعليما عاليا وكان والدها استاذا لعلم الفيزيقا في المدرسة العالية ب(وارسو ) وكانت والدتها عازفة بيانو ماهرة .وكانت ( مانيا) وذلك اسم التدليل بدلا من ماري , وقد ورثت عقل والدها ويدي أمها . واظهرت كفاءة مبكرة وحبا عظيما للعلوم التجريبية , ولكن والديها لم يسمحا لابن من ابنائهما الخمسة بارهاق نفسه في المذاكرة .فقد كانت هناك شائبة لمرض السل تسري في الأسرة . وكان الأطفال ابناء (سكلودو فسكا) يضيفون الى صلاتهم اليومية كل مساء (....ونرجوك يارب أن تعيد لوالدتنا صحنها .)لقد كانت الأم مريضة بالسل , وقد أراد الله – ولا راد لقضاءه – أن يأخذ مدام (سكلودو فسكا)من بين ابناءها .وكانوا الآن أربعة فقط لأن أحدهم كان قد مات مريضا بالتيفوس وكان عمر (مانيا ) 10 سنوات فقط عندما فقدت أمها .وكانت الأسرة التي تجتمع حول المائدة بعد رحيل الأم أسرة حزينة فقيرة . ذلك أن الأب فقد منصبه في المدرسة العالية بسبب تطلعه الى تحرير بولندا من طغيان القيصر الروسي . وافتتح الأب مدرسة داخلية , بيد أنها لم تحقق نجاحا يذكر . يا له من موقف صعب ..ماذا يفعل الأب ولديه أربعة أفواه نشيطة بحاجة للطعام , وأربعة أجسام نامية بحاجة للملابس , وأربعة عقول متفتحة بحاجة للتعليم ؟!!
البصق على الطريقة البولندية !...
كانت تجري في دماء ابناء (سكلودو فسكا)الأربعة قوة التربية البولندية.كما كان لديهم طموح القلب البولندي أيضا . وطموح الروح الحرة في الجسم المكبل بالأغلال . وكان أبناء (سكلودو فسكا)يحاربون , مثل أبيهم , ضد الشدائد كما يحاربون ضد الطغيان . وعندما كانت مانيا تذهب الى مدرستها كل صباح كانت تمر في طريقها بتمثال أقيم من أجل ( البولنديين المخلصين لملكهم ) . وذلك يعني – بصريح العبارة – من أجل البولنديين الخائنين لوطنهم . لأن من يخلص للملك الغاصب فانه يكون بذلك خائنا لبلده . وكانت مانيا تهتم دائما بأن تبصق على ذلك التمثال , واذا حدث انها لم تقم سهوا بأداء (الواجب)لذلك التمثال فانها كانت تعود ادراجها لتصلح خطأها حتى ولو جازفت بالتأخير عن ميعاد المدرسة !
الشعر المتمرد ...!
كانت الثائرة الصغيرة مانيا لا تعبر عن احتقارها للظلم في غياب ظالميها فحسب , بل في حضورهم أيضا . وكانت هناك مدرسة في مدرستها تدعى ( مدموازيل ماير ) وهي المشرفة الالمانية على المدرسة وأحدى من يمثلن السلطة الأجنبية الحاكمة في بولندا , وكانت هذه الجاسوسة التي تنزلق على الأرض لابسة خفا مكتوم الصوت امرأة ذات جسم ضئيل ومقدرة هائلة على الحقد . وقد جعلت حياة تلميذاتها البولنديات شيئا لا يطاق , وعلى الأخص تلك الفتاة (سكلودو فسكا)التي كانت تتجرأ على مقابلة كلامها العنيف السليط بابتسامة ازدراء .ولكن مانيا لم تكن تكتفي دائما بمجرد هذا التعبير الصامت . فقد حدث ذات مرة أن حاولت الجاسوسة في شيئ من الخشونة أن تسوي الخصل المتمردة بالطريقة البولندية في شعر مانيا وأن تجعلها على شكل الضفيرة التقليدية للفتاة الألمانية , غير أن مجهوداتها ضاعت سدى , ذلك أن شعر مانيا مثل روحها , رفض أن يستسلم للمسات الطاغية واغتاظت ( ماير ) من ذلك ( الشعر العنيد ) وكذلك من نظرة الازدراء التي تطل من عيني تلميذتها البولندية , فصاحت بها في آخر الأمر ( لا تحملقي في بهذه الطريقة ).اني أمنعك من أن تزدريني وأن تنظري الى العلياء هكذا . ولكن مانيا قابلت تلك الخشونة والفضاضة برقة ومنطقية انني لا أستطيع أن أفعل غير ذلك يا آنسة ), ذلك أن قامتها كانت أطول كثيرا من قامة (مدموازيل ماير ) !
رد مع اقتباس