أشكرك أخي الكريم زولديك على ما بذلت من جهد أرجو أن ينفع لك المسلمين
ذكرتي هنا بمشاركات سابقة أوردها هنا للفائدة
"
ربما من المعروف لأي مشتغل بالفيزياء، أو مطلع علي شيء منها مدى قوة العلاقة التي تربطها بالرياضيات، فغالبًا أينما توجهنا في عالم الفيزياء وجدنا أمامنا معادلات و صيغ رياضية تعبر عن قوانينها.
و أعتقد أنه ليس لمادة أخرى هذا التأثر غير التناهي بالرياضيات على الرغم من أن الرياضيات تؤثر في جميع فروع المعرفة تقريبا،
و في المقابل نجد أن العلاقة بين مجالي المعرفة هذين هي ليست علاقة تأثر فقط بل و تأثير أيضاً.
يكفي أن نعلم أن تقريباً نصف مجالات الرياضيات تتعامل مع التفاضل و التكامل إما كأساس لها أو تحاول أن تضع له أساس منطقي قوي. و نعلم أن مؤسس التفاضل و التكامل هو نيوتن، و ذلك بأن وضع قواعد لعملية التكامل. المهم أن نيوتن إنما فعل ذلك فقط ليحل مشكلة فيزيائية واجهته!!!!!
و هذه النقطة أود أن أقف عندها قليلاً
* أليس مثيراً للدهشة أن يبدأ هذا العلم من التكامل و ليس التفاضل و أنه بدأ من الجانب التطبيقي و ليس النظري !!
و رغم ذلك يدرس هذا العلم ابتداءً من التفاضل و انتهاءً بالتكامل
و يُبدأ بعرض التعريف المعقد و ينتهي بالتطبيقات البسيطة!!!!!!!!!!!
اعتقد أن هذا له دلالات كبيرة يجب أن نستوحيها و نراعيها عندما نريد أن نعلِم بطريقة صحيحة.
** استغل هذه الفرصة لأؤكد على أهمية ربط العلوم ببعضها، لأن الأفكار المبدعة الخلاقة غالباً ما تبدأ من المسائل أو المشاكل العملية الطارئة عند التفاعل مع البيئة، أو كما يقال "الحاجة أم الاختراع" و اعتقد أنه منذ تم فصل العلوم عن بعضها
- و الذي لم يتم إلا لتراكم المعرفة الإنسانية-
عدمنا الأفكار الخلاقة المبدعة. لذا أنا اعتبر بأن نيوتن من أكبر عبقريات العصر الحديث العلمية و التي ربما لن يجود الزمان بمثلها.
و اعتقد أن الغرب الآن تنبه لأهمية ذلك فأخذ يربط التخصصات ببعضها.
و اعتقد أيضاً أنه لو كان أينشتين غير ملماً بعلوم الرياضيات لما أمكنه الوصول لما وصل إليه، هذه المعرفة التي تبعث على الدهشة، و أنا قضيت جزء كبير من عمري أحاول أن ألم ببعض تلك المعارف فما وجدتني قادرة على تحصيل عشرها!!!!!
أعتقد أن وجه الخلاف بيننا نحن الآن و بين ذلك الركب الذي سطر التاريخ و العلم أسماءهم هو أننا نبحث عن المعارف الرياضية التي نظن أنها تلزمنا لفهم الفيزياء لعلمنا أنها تطبق فيها، في حين أن أولئك العلماء كانت معارفهم الرياضية مستقلة و ملمة بكل شيء بل و كانوا يصنعونها و يضعون أساساتها، فاستطاعوا تطويع الرياضيات لتحل المشاكل التي تعترضهم بطريقة مبدعة خلاقة. "
.
"
عندما كنت في مرحلة البكالوريوس كنت أنبهر من تلك العقلية التي وضعت تعريف النهاية و الاشتقاق مثلا و قد كان يدفعني ذلك للخلف،
و كني دهشت عندما فهمت فيما بعد أن هذه التعريفات لم توضع بأن قرر أحدهم وضع أساس لبناء مادة،
و لكن تم التفكير فيه بعد أن وجدت المادة و طبقت و تم الإحساس بأهميتها ثم بعد ذلك كان نتيجة تفاعلات و محاولة و خطأ و نجاح و فشل إلى أن تم الوصول لهذه الصورة النهائية
ليس كذلك فقط بل أن جميع الأطر النظرية التي ندرسها بمجرد تناولنا لأحد مواد الرياضيات وضعت في وقت متأخر جداً و بعدما قطع العلم أشواطا كبيرة في التطبيق لهذه المادة ................
و تعليقا على ما قالته الأخت فاطمة
أنا لا أريد أن يدرس العلم بالطريقة التي نشأ فيها لشيء بسيط أنه غالبا ما يكون هناك قصور ما في جانب ما يتم تجنبه مع محاولة العلماء تطوير النظرية و معالجة نقاط ضعفها و اختبارها . هذا إلى جانب أن هناك نظريات و براهين و ....... يتم وضعها ثم يكتشف نظريات أعم و براهين أسهل يجعل من العبث العودة إلى دراستها . طبعا هناك مشاكل أخرى غائبة عن ذهني الآن .
و لكن كل ما أريده أنه يفترض أن يعلم الدارس كيف تطورت العلوم و المفاهيم لتصل إلى شكلها النهائي هذا.
كما أن ما أنادي به دائماً، أنه عندما نعلم الرياضيات نعطي على الأقل و لو فكرة بسيطة عن التطبيق فهو ييسر الفهم و يعطي أبعاداً جديدة و أفق كبير للدارس قد يستوحي منه كيفية التعامل مع المشكلات التي قد تعرض له فيما بعد،
كما أن هذا على الأقل يقلل من جفاف الرياضيات،
أعتقد أننا هكذا نحترم عقل المتعلم و نهيئه لأن يكون فاعلا،
و لكني حتى في مجال عملى محبطة فالطالب في الغالب لا يريد سوى أن يُعطى فقط المادة التي سيمتحن بها و أن يحصل فقط العلامات و عن تحاولين اختبار انتقال أثر التعلم عند الطالب يتم اتهامك بالصعوبة و القسوة..........
للأسف هذا ما يحدث ، أصلح الله حالنا و حال المسلمين
أشكرك كثيرا لأنك طرحت قضية أعتقد أنها مهمة جداً، بارك الله فيك"