بكيت قهرا وسالت دموعي .. وعصفت في ذهني رياح الغيرة .. وعتت أمواج الغضب .. وفارت براكين الثأر ..
وانطلق لساني بلا استئذان مني ليشكو للباري .. ليشكو للعزيز العالي ..
ويردد حسبنا الله ونعم الوكيل .. والله لو رأيته لأقتلنّه ..
والله الذي رفع السماء بلا عمد لو رأيته لأغرس خنجر العز في صدره القذر ..
كيف يجرؤ على سب أمي كيف أطاعه لسانه .. هل خلت جمجمته عليها من الله ما تستحق من العقل ؟؟ ..
هل جن ؟؟.. والله إن المجانين أشرف وأعقل من هذا الزنديق الفاسق ..
أيحسب أن ما تفوه به هين ..!!
{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ } [النور : 15]
أمااااه أبشري .. أبناءك البررة لن يسكتوا .. ولن تهدأ ثائرتهم حتى يظفروا بقطف عنق ذلك الزنديق..
أمسكت قلمي لأعبر عن حبي لها فأبى القلم أن يخط .. وشحت العبارات ..
فأطرق القلم رأسه تواضعا وحبا لمن يكتب عنها .. واعتذرت الكلمات بحياء خشية ألا تفي بالغرض ..
عندها طرأ على الفكر قوله تعالى الذي ما بعده قول ..
إذا قال في كاتبه الكريم .. آيات تتلى إلى يوم الدين ..
وتبرئ أم المؤمنين .. وزوجة سيد المرسلين..
قال جل في علاه : { إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [النور : 11]
آمنت بالله وأيقنت أن النصر قادم والثأر قادم لا محالة وإن طال ليل الزنادقة الفاسقين ولكن من باب :
{ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } [الأعراف : 164]
ومانحن إلا ناقلون .. ومن معين شهدهم ذائقون ..
و ليعلم هذا الزنديق .. أننا لن نسكت على فعله المشين ..
ولن نرضى حتى نراه مهان ذليل ..
ولن تهدأ ثائرتنا حتى تقطع عنقه على مرأى ومسمع من العالمين ..
وسيأتي عليه يوم وما الله مخلف وعده..
{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [23] يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }[النور : 24]
والله لو أن أحدنا مس عرضه بسوء لم ينم الليل من الغيظ والقهر ولقطع أغلظ الأيمان ليثأر لعرضه ولو بعد حين ..
ما بالنا عندما تسب أمنا أم المؤمنين نكتفي بالكلمات والحملات وإن كانت تبرد شيئا من الغليل .. ولكنها لا تشفي العليل ..
,, نريـــد فــــعلا لا قــــولا ،،
وأنتم أيها الحكام أيها السادة أيها الرؤساء لما أطبق عليكم الصمت وأخفيتم رؤوسكم كالنعام ..!
لو أن أحدكم سب وشتم بأقبح العبارات وأشنع التهم الباطلات ..
ولو كان في مجلس عادي لأقمتم الدنيا وما أقعدتموها ..!
كيف بكم لو تسبون على الملأ وفي القنوات وبكل وقاحة واستخفاف ..!
كأني بكم تزأرون ولعرضكم تثأرون ولا تلامون ..
و لكن أعندما تسب أمكم أم المؤمنين زوجة سيد المرسلين تختفون ولا تتحركون ..!!
لا نجـــد لكم عذرا إن لم تهبوا لنصرة عرض رسول رب العالمين ..
هل صعب عليكم الإتيان برأس ذلك الزنديق ومن والاه ومن أيده ورعاه ..؟؟
هل شق عليكم ذلك يا ولاة أمور المسلمين ؟؟
إن كان كذلك فعلى قادات المسلمين السلام ..
أذكركم في هذا المقام بسبب طرد يهود بني قينقاع من المدينة
ذات يوم ذهبت امرأة مسلمة إلى سوق بني قينقاع لبيع ذهب معها , فاحتال عليها اليهود لتكشف وجهها فأبت , فأخذا الصائغ طرف ثوبها , وربطه إلى ظهرها - وهي لا تعلم - فلما قامت انكشفت عورتها , فأخذوا يضحكون منها , فصاحت المرأه تستغيث بعد أن طعنت في كرامتها , فوثب رجل مسلم على اليهودي الذي أهان المرأة فقتله، فقام اليهود بقتل ذلك المسلم، فكان شهيدًا في سبيل الله، فقامت الحرب بين المسلمين واليهود بسبب غدرهم ووقاحتهم وسوء أدبهم .
أنظروا كيف كانت عزة المسلمين وكرامتهم قامت حرب بسبب وقاحتهم وسوء أدبهم مع امرأة مسلمة ولم يرضوا أن يهان عرضهم وقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله وفي سبيل الثأر لكرامتهم وعرضهم ..
كيف بنا نسكت ونكتفي فقط بالكلمات التي لا تروى العطشى بعد أن تسب امرأة ولكن ليست كأي امرأة إنها أمنا
.. أمنا يا مؤمنون ..
فعنها رضيَ اللهُ عنها، أنَّها ذُكِرَتْ عند رجلٍ، فسبَّها! فقيل له: أليست أُمَّك؟! قال: ما هي بأمّ! فبَلَغَها ذلك، فقالت: "صَدَق، إنَّما أنا أمُّ المؤمنين، وأمَّا الكافرين فلستُ لهم بأمّ". رواه الإمامُ قِوَامُ السُّنَّةِ الأصبهانيُّ التَّيْمِيُّ في «الحُجَّة في بيانِ المَحَجَّة» (377) مِن طريقِ عُروة.
,,
والله إن النساء قبل الرجال يفدين أم المؤمنين بأرواحهن
هيا فلنهب ونتحرك لنصرة أمناااا
{ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً } [النساء : 84]
ليعلم ذلك الخبيث أنه سيصبح يوما ما عبرة للمعتبرين بإذن رب العالمين
فالأيام بيننا يا زنديق
..
بقلم "العابره"