
14-11-2010, 16:25
|
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: جدة
المشاركات: 521
|
|
رد: ْ.. نبضات تُرجمت لقصص ..ْ
.ْْ حين تقع العين عليه في الزحام لن ترى شيئاً يدعوها للتلبث و التأمل
فقد كان أشعث أغبر ليس في ملبسه أو شكله ما يميزه عن فقراء المسلمين بشيء
لكن وراء مظهره البسيط عظمة و أصالة مخبوءة كاللؤلؤ المخبوء في جوف الصدف
..ْْ

سلمه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولاية حمص و
زوده بقدر طيب من المال فخرج سعيد إلى حمص معه زوجته و كانا عروسين جديدين وكانت عروسته
منذ طفولتها فائقة الجمال و النضره
استقرا في حمص فأشارت زوجة سعيد عليه أن يشتري بالمال ما يلزمها من لباس ومتاع وأثاث ثم
يدخر الباقي لكنه أقنعها بأن يعطي المال من يتجر لهم فيه و ينميه
خرج سعيد و اشترى بعض ضرورات المعيشه ثم فرق جميع المال في الفقراء و المحتاجين
وكلما سألته زوجته عن تجارتهما أجابها أنها تجارة موفقة و إن الأرباح تنمو و تزيد
و ذات يوم سألته نفس السؤال أمام قريبه الذي كان يعرف حقيقة الأمر فضحك ضحكة أوحت إلى
الزوجة بالشك و الريب فألحت عليه أن يصارحها فقال لها : لقد تصدق بالمال جميعه من ذلك اليوم
البعيد فبكت ونظر إليها سعيد و قد زادتها دموعها الوديعة جمالاً و روعه
فقال: (لقد كان لي أصحاب سبقوني إلى الله و ما أحب أن أنحرف عن طريقهم و لو كانت لي الدنيا بما فيها )
سكنت زوجته و أدركت أنه لا شيء أفضل لها من السير في طريق سعيد
ذات يوم شكى أهل حمص لعمر بن الخطاب أنهم يتضايقون لأن سعيد كانت تأخذه غشية بي الحين و
الحين ( أي يغمى عليه )وحين سأله عمر عن السبب قال :
شَهِدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة وقد بضعت قريش لحمه و حملوه على جذعة وهم يقولون له أتحب
أن محمداً مكانك و أنت سليم معافى ؟ فيجيبهم قائلاً : والله ما أحب أني في أهلي وولدي معي عافية
الدنيا و نعيمها ويُصاب رسول الله بشوكة
فكلما ذكرت ذلك المشهد الذي رأيته و أنا يومئذٍ من المشركين ثم تذكرت تركي نُصرة خبيب يومها
أرتجف خوفاً من عذاب الله و يغشاني الذي يغشاني و انتهت كلماته التي غادرت شفتيه المبلله بالدموع
فقام أمير المؤمنين وعانقه وقبل جبهته المضيئة
في العام العشرين من الهجرة لقي سعيد ربه وليس معه و لا وراءه من أحمال الدنيا ما يثقل ظهره
ليس معه إلا ورعه وتقاه وزهده
..ْْسلامٌ على سعيد بن عامر
سلامٌ عليه في محياه و أُخراه وعلى سيرته و ذكراه
سلامٌ لنبضتنا الثالثة..ْ
أستودعكم الله لحين عودتي من حيث يسكن قلبي ( مدينة رسولي عليه الصلاة و السلام )

|