قصيدة يا مصرُ العشقُ يفْتِنُني
يا مصرُ العشقُ يفْتِنُني
مِصرُ الَتِي فِي هَواهَا الوَصلُ يَأمُرُني =يَهفُو حَنِيني وَطَيْفُ الْقُربِ يَأسِرُنِي
أَرْنُو إِلَيهَا وَرُوحِي تَصْطَلي نَدَمًا=يَهتَاجُ وَالعِشقُ فِي قَلبِي يُهَدْهِدُنِي
آهٍ عَيَاني الرَّجَا أَحْيَا عَلَى حُلُمٍ=يَصبُو إِلَي يَومِ لُقيَانَا يُعَاتِبُنِي
أَبكَيتُ عُمْرًا ، وَ قَلبًا ذَابَ فِي أَمَلٍ=يَشتَاقُ دَوْمًا إِلي رَجْعٍ يُرَاودُنِي
أَيْقَظتُ دَمْعًا غَفَا وَانْسَابَ مِنْ أَلَمٍ=لمَّا جَرَى أَشْهدَ الأيَّامَ تَرْحَمُنِي
ثُمَّ اكتَوَتْ مُهْجَتي نجَوَى تُسَامِرُنِي=جْرِى اللَّيَالي بِأَقْدَارٍ تُنَاْوِئُنِي
إِنّ الْمُنىَ عِندَمَا هَبَّتْ عَوَاصِفُهَا =نَاحَتْ ضُلُوعِي وَأَشْجاَني تُعَاوُدُنِي
هامَ اللُّقى ثَائرًا وَالقَلبُ في كَمَدٍ =حَنَا عَلَى زَهْرِ أَيَّامي يُذكِّرُنِي
مَا زِلتُ أَرْجُو زَمَانًا عِشْتُهُ رَغَدًا=أشْتَاقُ فِيْهِ إِلىَ ليلٍ يُعَانِقُنِي
مُنْذُ الْتَقَى الْمَهْدُ فِيَنا هَاتِفًا وَطَنِي=رُوحِي عَلَى دَربِ أَجدادِي تُعَاهِدُنِي
حِينَ اسْتَقَى الْفَجرُ مِنْ ثَغرِ الْوُرُوْدِ شَذَا=أَبْكَى عُيُونيِ بِشَوْقٍ كَادَ يَقْتلُنِي
فَكمْ تَوالَى صَرِيخُ الشَّجوِ مُصطبَرًا=حينَ انتَأى الدَّربُ وَالأيَّامُ تَحْمِلُنِي
إِلى مَدَى عَانَقَ الآفَاقَ ثمَّ سَرَى=حتَّى غَشَى غُربةً وَالنَّفسُ تَزْجُرُنِي
حِينَ ابْتَكَتْ أُمسِيَاتُ الأُنسِ وَاجِدةً=ذِكرَى السِّنينِ التي بِالودِ تَسْكُنُني
عِندَ الرُّبا ، والمُنى بِالوَعدِ في لَهَفٍ=بينَ لِقَاءٍ غَدَا والشَّوقُ يغْلِبُنِي
والطَّيرُ جَارٌ دنَا تَرعَى مَواكبُهُ=صَفو اللَّيالِي وَشَدوُ الحُبِّ يُطْربُنِي
يَا نِيْلُ شَهْدًا جَرَى فِي الأَرْضِ مِنْ أزَلٍ=مْضي وَعَنْ صَرحِ أَمْجَادِي تُحَدِّثُنِي
إِنِّي أَرَاكَ كَحُلْمٍ طَافَ فِي حُلِلي= تجري جَسُورًا بِوَجهِ الْبَدرِ يَسْحِرُنِي
تَزْهو شمُوخًا ، وَشَمْسُ الْكَوْنِ في صَبَبٍ=تَبدُو عَرَوْسَا لِقُرْبٍ مِنكَ تَسْأَلُنِي
يَاْ مِصْرُ أَنْتِ الْمُنَى تَشدُو بِرَابِيَةٍ=مجدًا عَلَا ، قَد سَمَا ، بِالْعِشقِ يفَْتِنُنِي
تَجْتَاْحُ عَيْني الأَمَانِي ثُمَّ تَسْبِقُنِي=تَعدُو قِبِالِي بِطَيْفٍ لَا يُفَارِقُنِي
عِندَ اللُّقَى يَسْتَطِيرُ الْقَلْبُ منْ وَلهَ=شَوْقًا يُنَاجِي نُجُومَ الْلَّيلِ تَذْكُرُنِي
يَاْ مِصْرُ أَنْتِ الْهَوْىَ وَالشَّوقُ في كَبَدِي=يَصبُو إِلَى مُهْجَتِي بِالْوَصْلِ يأَمُرُنِي