نعم.... للارض مجال مغناطيسي يحيط بها من جميع الاتجاهات .
وهذا المجال له دور مهم جدا في استمرار الحياه علي الارض وتعالي معي اخي القارئ نعرف القصه من بدايتها....
الارض لها مجال مغناطيسي يمتد مسافة 700 الف كيلو متر في الفضاء .اي حوالي 100 مره ضعف قدر نصف قطر الكره الارضيه .وهذا المجال يحمي الارض من مخاطرالعواصف الشمسيه التي تحتوي علي جسيمات متأينه وبروتونات وايونات تتحرك بسرعات كبيره اكبر بكثير من سرعة الصوت .ويحمي الارض من خطر الاشعه الكونيه الضاره القادمه من الفضاء الخارجي والقادره علي تدمير صور الحياه علي الارض بأكملها .ولولاه لاصبح كوكب الارض كوكب ميت لا حياة فيه مثل كوكب المريخ الذي تستطيع الرياح الشمسيه اختراقه بسهوله فترتفع درجة حرارته الي حد قاتل لا تستطيع الكائنات الحيه العيش فيه .
وعند ارتفاع درجة الحراره تتبخرمياة البحار والمحيطات وقد تتأين الي غازي الهيدروجين والاكسجين وهو مزيج خطيرجدا حيث ان الهيدروجين يشتعل بفرقعه والاكسجين يساعد علي الاشتعال .
أي انه درع واقي للارض .... حيث انه يعمل كمصيده للجسيمات المشحونه والايونات الخطيره.. ويعمل كسياج واقي من الرياح الشمسيه .
سياج من تصميم رائع يخلب الالباب وموضوع علي بعد دقيق ومحدد من الارض ...
سياج من تصميم خالق عظيم ..سبحانه.. خلق كل شئ فاحسن خلقه..قال تعالي (وجعلنا السماء سقفا محفوظا )وقال ايضا (والسماء ذات الرجع)..
الطبيعه لا يمكن ان تخلق هذا الابداع كل شئ محسوب ومدروس بدقة متناهيه لا يتخيلها عقل بشري .
الله جل وعلا قد أحاط الأرض بغلاف جوي مكون من طبقات .وكل طبقه لها وظيفة خاصه بها كما سيأتي ذكره فيما بعد ان شاء الله جل وعلا ...
والغلاف المغناطيسي للأرض هو جزء صغير من أجزاء الغلاف الجوي.
والذي يسمي بالماجنيتوسفير .
وهو يحتوي علي غازات رقيقه عباره عن جسيمات مشحونه من الالكترونات والبروتونات
وانوية بعض الذرات في الحاله الرابعه للماده والتي تسمي حالة البلازما..
والمجال المغناطيسي ينشأ من لب الارض نفسها
اي انه مصمم لانتاج هذا المجال المغناطيسي.
حيث ان مركز الارض يكون طبقه صلبه بفعل الضغط الهائل.
ويفترض العلماء انه مرتب ترتيبا هندسيا رائعا من ذرات الحديد .
وهذا القلب الصلب يحاط بطبقه اخري سائله وملتهبه من الحديد والنيكل...
وهذا الجزء هو الذي يولد المجال المغناطيسي للارض نتيجة وجود فلزات منصهره موصله جيده للتيار الكهربي .
ويوجد طاقه حراريه هائله في باطن الارض تكون محفوظه دائما .
نتيجة كبر سمك القشره الارضيه والمكونه من مواد عازله للحراره لان موادها رديئه التوصيل للحراره .
والطبقتين الصلبه والسائله قابلتان للحركه بالنسبه لبعضهما البعض
مما يؤدي الي تولد مجال مغناطيسي يحيط بالارض .
ولذلك عند وضع بوصله أو ابره مغناطيسيه في أي مكان علي الارض
فانها تنحرف نتيجة تأثرها بهذا المجال المغناطيسي .
وكلنا تعلمنا في المرحله الابتدائيه ان الابره المغناطيسيه تنحرف في اتجاه معين
سواء اكانت في الهواء او حتي تحت سطح الماء .
بحيث يشير اتجاه مؤشرها الي اتجاه القطب المغناطيسي الشمالي وليس الشمال الجغرافي .........
حيث ان هناك فرق بين الشمال المغناطيسي والشمال الجغرافي .
وانت تستطيع بسهوله عمل ابره مغناطيسيه او بوصله كالاتي :
نحضر ابره خياطه من الحديد ونمغنطها بمغناطيس
عن طريق دلكها في اتجاه واحد حتي تصبح الابره ممغنطه.
ونضعها علي قطعه صغيره من الفلين الخفيف في اناء به ماء.
مع انعدام وجود تيارات هوائيه في المكان ..
فسوف تجد ان الابره تنحرف دائما في اتجاه واحد يشير دائما الي اتجاه الشمال المغناطيسي .
وجرب بنفسك وحاول تغيير اتجاهها
فسوف تعود الي نفس اتجاهها الاول دليل علي تأثرها بالمجال المغناطيسي الارضي .
وانت حينما تجلس في أي مكان فانت دائما تكون محاط بالمجال المغناطيسي الارضي .
واذا احضرت قضيب مغناطيسي طويل وعلقته تعليقا حرا .
فان احد طرفيه يكون قطب شمالي وهو الذي ينجذب نحو القطب المغناطيسي الجنوبي للارض
وبالتالي يشير الي الشمال الجغرافي .
والطرف الاخر يسمي بالقطب الجنوبي الذي ينجذب الي القطب الشمالي للارض وبالتالي يشير الي الجنوب الجغرافي ..
ونعود الي موضوعنا الاساسي :
وهو المجال المغناطيسي للارض والذي يتولد كما ذكرت سابقا من حركة الجزيئات المشحونه في باطن الارض مولدة تيارات كهربيه اتجاهها من الشرق الي الغرب فينشأ عنها مجال مغناطيسي اتجاهه من الشمال الي الجنوب تختلف قوته وعزمه من مكان لاخر علي الارض حسب طبيعة القشره الارضيه .
وهذا المجال المغناطيسي يصد الجسيمات المشحونه القادمه من الشمس .
حيث ان الشمس ترسل سيلا مستمرا من جزيئات مشحونه تسمي الرياح الشمسيه وهذه الجسيمات تتحرك بسرعات عاليه فتصطدم بالحقل المغناطيسي للارض فيؤدي الي تباطؤها وانحراف مسارها ولا يمر سوي جزء صغير من هذه الجسيمات يتفاعل مع مكونات الغلاف الجوي للارض .
وانحراف الرياح الشمسيه عن مسارها يؤدي الي تكوين ما يسمي بالشفق القطبي أو الأضواء القطبيه التي تظهر عند القطبين الشمالي والجنوبي للأرض .
