بارك الله فيك وجزيت خيرا
واسمح لي بهذه الإضافة ... المنقولة عن أهل العلم ....
إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله الدالة على كمال قدرته وكمال حكمته ،
فإذا نظرت إلى عظمتها وانتظام سيرهما عرفت بذلك كمال قدرته ،
وإذا نظرت في اختلاف سيرهما عرفت بذلك كمال حكمته ورحمته ،
وإن سببه يتخلص في أمرين :
الأول : سبب حسي ، وهو ما يقوله علماء الفلك .
الثاني : سبب شرعي لا يعلم إلا عن طريق الوحي
ويجهله جميع الفلكيين .
وهو تخويف الله لعباده ، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عنه وسلم :
( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ،
وإنما يخّوف الله بهما عباده ) أخرجه البخاري .
فإذا أراد سبحانه تخويف عباده كسفهما بأمره,
فانطمس نورهما كله (بحدوث الكسوف أو الخسوف الكلي)،
أو بعضه (كما في الكسوف أو الخسوف الجزئي),
وكله يحدث بما قدره الله من أسباب تقتضي ذلك,
فيقدر الله ذلك تخويفا للعباد ليتوبوا إليه
ويستغفروه ويعبدوه ويعظموه ويرجعوا إليه.
.
.
قال الشيخ القرضاوي ردا على المشككين
بقولهم أن الخسوف والكسوف معروف عند علماء الفلك
قبل أن يحدث، متى يحدث ؟ وأين يحدث ؟ وكم يمكث ؟ ..
فكيف " يخوف الله بهما عباده " وهما أمران طبيعي؟.
أجاب ..
نعم هو أمر طبيعي لا يتقدم ولا يتأخر عن موعده ومكانه وزمانه،
وفقًا لسنة الله تعالى ولكن الأمور الطبيعية ليست خارجة عن دائرة الإرادة الإلهية .
والقدرة الإلهية، فكل ما في الكون يحدث، بمشيئته تعالى وقدرته،
ومثل هذا الذي يحدث لهذه الأجرام العظيمة جدير أن ينبه القلوب
على عظمة سلطان الله تعالى وشمول إرادته ونفوذ قدرته،
وبالغ حكمته، وجميل تدبيره، فتتجه إليه القلوب بالتعظيم، والألسنة بالدعاء،
والأكف بالضراعة، والجباه بالسجود.