يعرف علماء الفيزياء شيئاً يسمونه ( الجسم الأسود )، ويقصدون به أي جسم يقبل امتصاص كل الأشعة الكهرومغناطيسية الساقطة عليه .
علة تسمية " الجسم الأسود " ( Blackbody ) بهذا الاسم ؟؟؟
إن الضوء بألوانه السبعة هو أشعة كهرومغناطيسية ، ولأن الجسم الأسود من طبعه أن يمتص كل شعاع يسقط عليه ، فإنه قطعاً سيمتص الأشعة المرئية فيبدو لنا أسوداً لأننا لن نراه ( في ما نظن نحسب أن الدارس يعرف كيف تتم آلية الرؤية عند الناس ) .
لاحظ أن التسمية في علمهم هي كلمة واحدة ، ومؤلفة من كلمتين في لغتنا فتأمل .
قالوا إنه إذا كان لدينا جسم كيفما كان شكله ولونه أسود قاتم وذو سطح خشن ثم عملنا فيه تجويفاً ( وقبة ) ـ Cavity له فتحة تصله بالخارج ، لكانت الفتحة مع تجويفها جسماً رأوا فيه صفات الجسم الأسود التي سعوا إليها .
( يرى معد البحث في هذا المثال الذي ضربوه لنا عن الجسم الأسود شيئاً عجباً : إذ كيف نُسمي فتحة جسماً وهي تخلو من المادة ؟ لكن عجبنا يزول عندما نعلم أن هذه الفتحة ( الثقب (س)) تملك خصائص الجسم الأسود : إنها لا ترد شيئاً من الإشعاعات الساقطة عليها فتأمل ) .
فإن سأل سائل فقال : لم لا ترد الفتحة (س) الإشعاعات الداخلة عبرها ؟
جواب ذلك أنه حال دخول حزمة الإشعاعات إلى داخل الفجوة تحدث لها إنعاكسات متتالية عند السطح الداخلي يرافق كل إنعكاس امتصاص يسير للحزمة الإشعاعية ، والتي تنتهي بامتصاصها امتصاصاً كاملاً بعد الإنعكاسات المتتالية . تعمل الأشعة حال امتصاصها على رفع درجة حرارة السطح الداخلي للفجوة .
ثم ماذا بعد ؟؟
عمدوا إلى الجسم الأسود هذا فقاموا بتسخينه إلى درجات حرارة عالية ثم قاسوا الإشعاعات التي يصدرها التجويف من حيث طاقاتها وأطوال الأمواج المرافقة لها . تم لهم ذلك بعمل قياسات على الحزمة الرفيعة التي تخرج من الفتحة (س) يسمون الإشاعات التي تنشأ داخل الفجوة إشعاعات الجسم الأسود ( Blackbody Radiation ) ، أو إشعاعات الفجوة ( Cavity Radiation ).
كان أول من عمل القياسات تلك الفيزيائي جوزيف ستفان ( 1835 ـ 1893 ) Joseph Stephan سنة 1879 م ، أوصلته قياساته إلى اكتشاف أهم قوانين الإشعاع