بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رائعة كعادتك ربانة
يثيرني الغموض الذي يرافق معانيك دوماً
وزاد جمال الموضوع تلك المناقشة التي أضفت عليه زيادة في الغموض
وفتحت علي الكثير من المواجع التي أحاول إخفاءها والتأقلم مع كل أنواع الغربة التي يمكن أن تسيطر علي وتملأني ألماً يعيق مسيرتي .
اسمحوا لي مشاركتكم موضوعكم
أستاذ الكنج :
هل للغربة معنى فوق أرض يرفع فيها الآذان عاليا بحلول وقت الصلاة؟
وهل للغربة معنى في مكان يمكنك التكلم فيه باللغة العربية كل يوم؟
|
ما تحكيه هو أشد أنواع الغربة .
مهما زادت غربتنا عن أوطاننا او عن أهلنا ومهما سيطر علينا الألم لهذا البعد ولكن يخففه عنا الأذان نسمعه في كل وقت ولساناً كلساننا نسمعه أينما توجهنا .
غربة قاسية ولكن زيادة ارتباط الإنسا ن بربه ودينه ينسيه كل غربة ممكن أن تسيطر على روحه .
أثارت تفكيري هذه الكلمات
حتى ومن هو في غربة له أحاسيس الأخت الكريمة، لكن كلمة الأحاسيس هذه وفي هذا المضمار، ستؤدي إلى تناقص في دالة الطموح وسنجد أنفسنا من مكان كنا نريده هادفا إلى مكان تُؤول قيمته الصفر، فأصبح الهادف يضرب على كف عفريت على ما أصابه بين أحساس نابعة عن "الإلفة" كما سميتِها وما بين غربته ان كانت حقا هي الغربة عينها. أما التجرد منها أو على الأقل محاولة تناسيها عندما نحتاج لذلك مؤقتا، ستكون نتائجه باهرة...أعتذر لكن كلمة أحاسيس و مزجها بالحياة العملية، وغطس الأهداف في نهر من الأحاسيس، هو شيء هدام لا بناء. فلكل مكانه في الحياة، ومحاولة خلط الأمرين لن يكون سوى خليطا غير متجانس كخلط للماء والزيت...وبينهما فشل ذريع في الأمرين أحلاهما مرُ مرَ الحنظلة لا طعم لها ولا ريحََ، فلن يكون بذلك للحياة لا طعم ولا ريح...نسأل الله سبحانه وتعالى العافية وحسن الخاتمة.
|
لا بد أن تسيطر الفيزياء على تعابيرك أستاذ الكنج
تلك التعابير أنستني التفكير بالغربة التي تتناقشون بها ونقلتني إلى عالمنا الذي غطته الفيزياء بتعابيرها
وأرجو لكم أياما بناءة شديدة الاستضاءة تنقلكم للقمم في كل وجهة تتجهون إليها .
عالم الغربة عالم سلبي والحديث فيه حديث يضفي على النفس الكثير من الأسى .
وليست الغربة التي تتحدثين عنها ربانة غربة بالمعنى الحقيقي للغربة والذي قصده الأستاذ الكنج
إنما تتكلمين عنه بغموض هو غربة بالمعنى المجازي للكلمة غربة بداخل الروح تسيطر عليها وتسيرها إلى الحزن والأسى وتمنعها من التطوير والإيجابية
أبكي يا الله ,أبكي روحي المحبوسة . الحبس هـــــــــــــــــاهنا, تماما هنا , نعم نعم هذه الأقفاص لصدورنا , فقد ضاقتْ بي ..حتى غلتْ روحي إلى العنق .
كلنا رهائن , حتما سيكون التحرر وسيلة خروج,و بحثٌ عن الأصل.
|
حتى البرد , نعم حتى البرد أستطال عليّ غربةً فوق غربةً
|
الألم يرتكب به الــــــــــ (تعثر/ إلتهاءٌ /انكفاءٌ / نكوصٌ) والتخثرٌ لدفقِ الحياةِ في جسده ,
الألم ماءٌ أزرقٌ , يسقي زنابقا سودا, تنبتُ في عينيه
|
تلك الغربة بالمعنى المجازي والتي تنبع من الداخل لا علاقة للواقع بها
إنها غربة الروح كما قلت
وتلك لا يمكن تغييرها إلأ بإرادة قوية تنبع من الأعماق وتوجها للخالق وتشبثاً به ذكراً وصلة في كل وقت وإلا ستبقى الروح حبيسة تلك الغربة .
أسأله تعالى أن يثبت قلوبنا على طاعته
وأرجوك ربانة رجاءاً حاراً
غيري نظرتك السوداوية وأسلوبك المأساوي الغامض ومرآتك السوداء وانظري من زاويتك الأدبية للعالم بمرآة وردية عامرة بالمحبة والأخوة والصداقة والقناعة وكل المشاعر الإيجابية التي إن انعدمت وجدت غربة الروح
مع أنني واثقة أنك لن تغيري مجهرك وستبقين تضخمي الحزن وتحكيه من خلال ذاك التضخيم
لك مني كل المحبة والتقدير
ولك أستاذي الكنج خالص التقدير
سعدت جداً بصحبة سطوركم