ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - { مُميز } شيءٌ من تأويل | ~
عرض مشاركة واحدة
  #85  
قديم 29-12-2010, 19:50
الصورة الرمزية الأسطووورة
الأسطووورة
غير متواجد
محاضرة في الدورة الثانية لتعليم الفيزياء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: السعودية
المشاركات: 1,478
افتراضي رد: شيء من تأويل ..

مثال من التناسب القرآني
قال الله سبحانه و تعالى{إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} (سورة طه : 118 ، 119 )
هذا ما خاطب به الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام حين أسكنه الجنة فقد تكفل الله لآدم بهذه الخصال الأربع فهو في الجنة آمن من الجوع والعري والظمأ والضحى ( ومعنى قوله تضحى أي تصيبك شمس الضحى فتحس بالحرارة ) وعند النظر في هذه الخصال فإن المدقق في النظر قد يتساءل:ما هو السر في الاقتران بين الجوع والعري وبين الظمأ والضحى؟ مع أن المتبادر هو اقتران الجوع بالظمأ والعري بالضحى ، وإنما كان المتبادر اقتران الجوع بالظمأ لأنهما أمران باطنان ، بينما العري والضحى أمران ظاهران .
ويجاب على هذا التساؤل بأن في اقتران الجوع بالعري والظمأ بالضحى معنى أدق وأنسب يقول ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد 1/240 : من له غوص في دقائق المعاني يتجاوز نظره قالب اللفظ إلى لب المعنى ، والواقف مع الألفاظ مقصور على الزينة اللفظية فتأمل قوله تعالى : {إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى } كيف قابل الجوع بالعري والظمأ بالضحى ، والواقف مع القالب ربما يخيل إليه أن الجوع يقابل بالظمأ والعري بالضحى والداخل إلى بلد المعنى يرى هذا الكلام في أعلى الفصاحة والجلالة لأن الجوع ألم الباطن والعرى ألم الظاهر فهما متناسبان في المعنى وكذلك الظمأ مع الضحى لأن الظمأ موجب لحرارة الباطن والضحى موجب لحرارة الظاهر ا. هــ
فابن القيم رحمه الله يوضح أن الجوع اقترن بالعري لأن الجوع ألم الباطن والعري ألم الظاهر فكلاهما تجرد ولذلك ناسب الاقتران بينهما ...
وأما الظمأ والضحى فإن الظمأ موجب لحرارة الباطن ، والضحى موجب لحرارة الظاهر ، فكلاهما موجبان للحرارة ولذلك ناسب الاقتران بينهما.


اللهم ارزقنا الفردوس الأعلى من الجنة ..
رد مع اقتباس