فضل شكر الله سبحانه وتعالى أسأل الله أن يكتب لي واللي تقرا فضل شكره الأجر اآآآآمين
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً مزيداً.
أما بعد: أيها المسلمون، ربُّنا متصفٌ بالشكر، وأحبُّ خلقه إليه من اتَّصف بصفة الشكر، كما أن أبغضَ خلقه إليه من
عطّلها واتَّصف بصدّها، فهو سبحانه شكور يحبّ الشاكرين. ومِن شكر الله شكرُ من أسدى إليك
معروفاً من خلقه، يقول
عليه الصلاة والسلام: ((لا يشكر اللهَ من لا يشكر الناس)) رواه أحمد[1].
وإذا أسديتَ إلى أحدٍ معروفاً فلا تترقَّبْ منه شكرا، وابتغ الثوابَ من الله، وكن قنوعاً بما رزقك
الله تكنْ أشكرَ الناس،
وأكثرْ من حمد الله والثناء عليه، فتلك عبادةٌ من أجلِّ العبادات،
يقول عليه الصلاة والسلام: ((الطاعمُ الشاكر مثل
الصائم الصابر)) رواه البخاري[2].
ومن لم يشكرِ القليل لم يشكرِ الكثير، وكان أبو المغيرة إذا قيل له: كيف أصبحت؟ قال: "
أصبحنا مغرَقين بالنعم، عاجزين
عن الشكر"[3]،
وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا [إبراهيم:34]، وما من الناس إلا مبتلىً بعافية ليُنظر كيف شكرُه، أو
ببليةٍ ليُنظرَ كيف صبره، فعليكم ـ عباد الله ـ بالجمع بين الصبر والشكر مع التقوى تكونوا أعبدَ الناس.
ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه فقال في محكم التنزيل:[COLOR="teal" COLOR]
إن ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا محمد، وارض اللهم على خلفائه الراشدين الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون...
--------------------------------------------------------------------------------
[1] أخرجه أحمد (2/295)، والبخاري في الأدب المفرد (218)، وأبو داود في الأدب (4811)، والترمذي في البر (
1955) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان (3407)،
والألباني في صحيح الترغيب (973).
[2] علقه البخاري في كتاب الأطعمة، باب: الطاعم الشاكر مثل الصائم الصابر عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا،
ووصله أحمد (2/283)، والترمذي في الرقاق (2486)، وابن ماجه في الصيام (1764)، وأبو عوانة (8242)، وقال
الترمذي: "هذا حديث حسن غريب"، وصححه ابن خزيمة (1898)، وابن حبان (315)، والحاكم (7194)، وانظر:
فتح الباري (9/582-583)، والسلسلة الصحيحة (655).
[3] انظر: كتاب الشكر لابن أبي الدنيا (45).
