بسم الله الرحمن الرحيم
تعتمد دافعة أرخميدس التي تؤثر على جسم مغمور كلياً أو جزئياً في سائل ما على الحجم المغمور من الجسم وعلى كثافة السائل.
ولذلك لايصح القول إن شخصاً حياً أو ميتاً سيغرق أو يطفو بدون معرفة تفاصيل كثيرة عن طبيعة السائل هل هو ماء نهر أو بحيرة عذبة (كثافة الماء العذب 1000 كجم/المتر المكعب) أو ماء البحر أو المحيط حيث تزيد كثافة الماء عن ذلك بحسب الملوحة.
كما يجب معرفة كثافة جسم الشخص المعني، وغالباً ماتكون كثافة جسم الإنسان لاتختلف كثيراً عن كثافة الماء لأن معظم الجسم مؤلف من سوائل لكنها أكبر بقليل وتساوي حوالي 1010 كجم/المتر المكعب. ولذلك سيغرق أي شخص لو ترك نفسه بالماء بدون أي حركة.
أما الشخص الحي فإنه يتحرك ويبقى طافياً، كما أنه يتنفس فيملأ رئتيه بالهواء فيزداد حجمه بعض الشئ مما يؤدي لازدياد دافعة أرخميدس عليه، كما تقل كثافته قليلاً بنفس الوقت، لأن كثافة الهواء صغيرة جداً بالمقارنة مع الماء (1.29 كجم/المتر المكعب) فيرتفع للأعلى. ويمكن لأي شخص يسبح في مسبح التحقق من ذلك بأخذ شهيق كبير فيحس يدافعة ارخميدس ويطفو أكثر، وعندما يقوم بعملية الزفير ويخرج الهواء من رئتيه، يهبط للأسفل.
أما الميت فلا يتنفس، وتمتلئ رئتيه بماء الوسط الموجود فيه تدريجياً، ولذلك ينزل ويغرق رويداً رويداً.
(معروف في الأفلام أن بعض المجرمين يربطون ثقلاً بقدمي قتيل ويرموه في البحر لأن كثافة ماء البحر أكبر من الماء العذب، كما ذكرنا، وذلك لتسريع غرق الشخص).
والله أعلى وأعلم، وفوق كل ذي علم عليم