
21-09-2006, 16:56
|
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2005
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 5,224
|
|
مشاركة: في كل يوم نحن نحبه ....
كما يروي الرواة أن النبي لما بلغ "الجحفة" في طريقه إلى المدينة اشتد شوقه إلى مكة،
فأنزل الله عليه قوله تعالى: "إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد"
أي لرادك إلى مكة التي أخرجوك منها. يقول سيد قطب في تفسير الآية
ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مُعلم البشرية يُحب وطنه
لما قال هذا القول الذي لو أدرك كلُ إنسانٍ مسلمٍ معناه لرأينا حب الوطن يتجلى
في أجمل صوره وأصدق معانيه ، ولأصبح الوطن لفظاً تحبه القلوب ، وتهواه الأفئدة ،
وتتحرك لذكره المشاعر .
وإذا كان الإنسان يتأثر بالبيئة التي ولد فيها ، ونشأ على ترابها ، وعاش من خيراتها
؛ فإن لهذه البيئة عليه ( بمن فيها من الكائنات ، وما فيها من المكونات ) حقوقاً وواجباتٍ كثيرةً
تتمثل في حقوق الأُخوة ، وحقوق الجوار ، وحقوق القرابة ، وغيرها من الحقوق الأُخرى
التي على الإنسان في أي زمانٍ ومكان أن يُراعيها وأن يؤديها على الوجه المطلوب
وفاءً وحباً منه لوطنه .
وإذا كانت حكمة الله تعالى قد قضت أن يُستخلف الإنسان في هذه الأرض ليعمرها على هدى وبصيرة
، وأن يستمتع بما فيها من الطيبات والزينة ، لاسيما أنها مُسخرةٌ له بكل ما فيها
من خيراتٍ ومعطيات ؛ فإن حُب الإنسان لوطنه ، وحرصه على المحافظة عليه واغتنام خيراته
؛ إنما هو تحقيقٌ لمعنى الاستخلاف الذي
قال فيه سبحانه وتعالى : { هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } ( سورة هود : الآية 61 ) .
أن الوطنية الصادقة المنضبطة لا تتعارض وتعاليمَ الدين الإسلامي الحنيف وتوجيهاته الكريمة
التي تحث في مجموعها على محبة الوطن وصدق الانتماء إليه ،
وقد أشارت بعض آيات القرآن الكريم في معرض حديثه عن فضائل الصحابة الكرام الذين
هاجروا من ديارهم وضحوا بأوطانهم في سبيل الله تعالى إلى شيءٍ من ذلك ،
قال تعالى :
{ للفقراء المُهاجرين الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون
فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون } ( سورة الحشر : الآية رقم 8 ) .
يتبع....
|