السلام عليكم
اقدم لكم مشاركة بسيطة عن انواع كسوف الشمس بعدة مراحل وحلقات وارجو ان تعجبكم :
دراسة عن كسوف الشمس وأنواعه:
الواقع أن القراءة عن الظواهر الفلكية بما فيها الكسوف مربكة بعض الشيء، بل إنها تصل لحد الإزعاج، رغم الجهد المبذول في تبسيط الأمر، وما يواكبه من إيضاح برسوم قد تزيد الأمر إرباكا أو إزعاجا في بعض الأحيان؛ لذا فإني أدعوك لمتابعة الملف المصور المصاحب لهذا الموضوع قبل الغوص في تفاصيله، كما أوصيك بالرجوع إليه كلما استشكل عليك شيء.
فعندما تكون الأرض والشمس على خط واحد مستقيم، مع القمر بينهما على نفس الخط، يحجب القمر ضوء الشمس من الوصول إلى الأرض فيحدث الكسوف، ثم مع حركة الأرض والقمر في مدارهما وانحرافهما عن الخط المستقيم، يبدأ ظهور ضوء الشمس ثم شيئا فشيئا ينتهي الكسوف.
ويستغرق الكسوف الكامل، مع ما يسبقه وما يعقبه من كسوف جزئي حوالي 4 ساعات، يزيد عليها فترة حجب قرص الشمس تماما بأربع دقائق، إلا إذا كانت المنطقة التي أصابها الكسوف واقعة فوق خط الاستواء فعندها يستمر الكسوف الكلي هناك لمدة سبع دقائق ونصف تقريبا .
وبما أن الأرض والقمر كرويان فإن أشعة الشمس الساقطة عليهما تخلف وراء كل منهما ظلا مخروطي الشكل يحتضن قاعدة الجرم، بينما يمتد رأسه بعيدا في الفضاء، ويطلق على هذا المخروط اسم مخروط الظل أو (Umbra)، كما يتشكل في نفس الوقت مخروط آخر هو مخروط الظليل أو شبه الظل أو (penumbra) وهو مقطوع ناقص يحيط بمخروط الظل ويعاكسه في الوضع، وسُمي كذلك لأنه أقل إعتاما من مخروط الظل وأكثر شفافية منه.
تنكسف الشمس مع وجه جديد من أوجه القمر أي قبل مولد شهر قمري جديد، حيث يكون وجه القمر المظلم قبالة الأرض (محاق في آخر الشهر)، وحيث إن القمر يدور حول الأرض كل 29 يوما ونصف اليوم تقريبا، فنحن نتوقع أن يحدث كسوف كل شهر قمري عند مولد كل قمر جديد، أي 12 مرة في السنة.
وهذا ما لا يحدث في دنيانا، بل عادة يحدث الكسوف من مرتين إلى أربع مرات في السنة، فلو كان القمر يتبع مدارا مطابقا تماما لمسطح مدار الأرض، فالمفترض أن تنكسف الشمس مع كل وجه جديد من أوجه القمر (12 مرة سنويا)، عندما يقع هذا الأخير بين الأرض والشمس، لكن الواقع هو أن مدار القمر حول الأرض مائل بنسبة 5 درجات عن مدار الأرض حول الشمس، وتبعا لذلك يمر القمر بمدار أعلى بقليل عن الشمس مع كل وجه جديد. ومن ثَم لا يحدث الكسوف إلا إذا وقع الثلاثة على خط مستقيم.
ويحدث هذا عندما يتقاطع المداران (مدار الأرض حول الشمس ومدار القمر حول الأرض) في نقطتين تعرفان بالعقدتين. فقط في هذه الحالة يمكن لظل القمر أن يسقط على الأرض محدثا الكسوف، وهذا الأمر يحصل حينما يكون القمر قريبا من إحدى العقدتين، وتقع العقدة الأولى عند نقطة عبور القمر من سماء نصف الكرة الجنوبي، إلى سماء نصف الكرة الشمالي، وتعرف بالعقدة الصاعدة، والثانية عند عبوره رحلة عكسية وتعرف بالعقدة الهابطة.
ويعني ذلك أن مرحلتي عبور هاتين العقدتين تشكلان موسمي كسوف، أي إن الكسوف يحصل خلالهما وبفاصل 6 أشهر، علما بأنه ليس من الضروري أن تكون الشمس عند العقدة في أثناء عبور القمر لها كي يحصل كسوف، وإنما على مسافة قريبة كافية كي يقوم القمر بحجب جزء من الشمس.
ورغم أن المعدل العام للكسوف الكلي هو حدوثه كل 18 شهرا، لكن مع ذلك لا يراه إلا عدد قليل من الناس، والسبب أن الماء يغطي 71% من سطح الأرض، والباقي تغطيه اليابسة، وليست بالطبع كل اليابسة آهلة بالسكان، ومن ثَم فسكان المناطق المأهولة من اليابسة هم فقط الذين يمكنهم مشاهدة الكسوف، أضف لذلك أنه حينما يمر القمر أمام الشمس فإن رأس ظل القمر المخروطي الشكل لا يلامس إلا مساحة ضيقة من سطح الأرض لا تتعدى 250 كم عرضا إلا بقليل، وبالتالي فأهل هذا الشريط الضيق فقط يمكنهم مشاهدة الكسوف الكلي.
زد أيضا على ما سبق أن الكسوف الكلي لا يستمر أكثر من 7 دقائق ونصف الدقيقة في أقصى الحالات، والسبب هو أن المقطع العرضي للقمر أصغر بكثير من امتداد ظل الأرض، ولا يمكن أن يكون أكبر من الحجم الظاهري للشمس إلا بقليل.
ويبدأ الكسوف على الجانب الغربي للشمس؛ لأن القمر يدور حول الأرض من الغرب إلى الشرق؛ ولذلك فإن سكان البلدان الغربية يرون أول الكسوف بينما البلدان الشرقية يرون آخره.
a_plain111: