,
(16)
يا "جدة" يا ملح المدائن ..
بعدكِ أنفتُ مضغ الكلام,لم يعد سيغٌ في فمي , فكل الطعم أنتِ .
يسألون عن فكري الشارد ..أين وصلتْ مرافئه , وأنتِ تدرين أني طيرا أحوم في سماءك, وإن قيدتني كل السجون.
أصابني الجنون , جنون الفقد , فقد الأهل, فقد شوارعك , زحامك , عتبات بحرك الأزرق , ضجيج باب مكة وشريف , شارع قابل , جنوني هذا تدرين؟ ,فقدت بعدك كثير , فقدتُ المناداة للأسماء التي اعتدت نطقها كل يوم , أما قلت لكِ صرتُ أكره الكلام ؟أنا صرتُ بكماء إلا من احاديثٍ شجية ٍ عنك ,أخبرهم أنك كنتِ وكنتِ , لم أتركُ حديثا لا في صِغري ولا كِبري إلا وحدثتهم .. هؤلاء الجديدون في حياتي .
تدرين؟
قد أرضعتني حبك بلا فطامٍ ,وهذه جريمة ارتكبتها ,
أجرمتِ, أجرمتِ فينا كثيرا .
.
.