ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - { مُميز } شيءٌ من تأويل | ~
عرض مشاركة واحدة
  #277  
قديم 29-01-2011, 16:40
الصورة الرمزية الطموح
الطموح
غير متواجد
مسجل في الدورة الثانية لتعليم الفيزياء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: السعودية - الطائف
المشاركات: 2,179
افتراضي رد: { مُميز } شيءٌ من تأويل | ~

" والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون "

لما عظم تعالى أمر الزاني بوجوب جلده وكذا رجمه, إن كان محصنا, وأنه لا تجوز مقارنته, ولا مخالطته على وجه لا يسلم فيه العبد من الشر,
بين تعالى, تعظيم الإقدام على الأعراض بالرمي بالزنا فقال: " وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ " أي: النساء الحرائر العفائف, وكذلك الرجال, لا فرق بين الأمرين.
والمراد بالرمي الرمي بالزنا, بدليل السياق.
" ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا " على ما رموا له " بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ " أي: رجال عدول, يشهدون بذلك صريحا.
" فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً " بسوط متوسط, يؤلم فيه, ولا يبالغ بذلك, حتى يتلفه, لأن القصد, التأديب, لا الإتلاف.
وفي هذا تقرير حد القذف.
ولكن بشرط, أن يكون المقذوف كما قال تعالى محصنا مؤمنا.

وأما قذف غير المحصن, فإنه يوجب التعزير.

" وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا " أي: لهم عقوبة أخرى, وهو أن شهادة القاذف, غير مقبولة, ولو حد على القذف, حتى يتوب كما يأتي.

" وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " أي: الخارجون عن طاعة الله, الذين قد كثر شرهم.
وذلك لانتهاك ما حرم الله, وانتهاك عرض أخيه, وتسليط الناس على الكلام بما تكلم به وإزالة الأخوة التي عقدها الله بين أهل الإيمان, ومحبة أن تشيع الفاحشة, في الذين آمنوا.

وهذا دليل, على أن القذف من كبائر الذنوب.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


فــــــــــــوائد :
ومن الآداب التربوية حسن الظن بالمسلم : على المسلمين حين يسمعون القذف بحق الأطهار الشرفاء أن ينفوا القذف ، وينكروا الطعن فالأصل في المجتمع المسلم الطهارة ..


من الأساليب التربوية العقوبة وهو أن ينال الإنسان جزاء ما اقترفت يداه من قول مخلٍّ أو فعل مؤذٍ يضر الآخرين ففيه :

أولاً : العدل الذي ينصف المظلوم ويردع الظالم .
ثانياً :لأن الإنسان خلق ينازعه الخير والشر . فإن بغى الشر على الخير وجب كبحه .
ثالثاً : والعقوبة عنوان القوة ، والحق بغير قوة يضعف ويضيع .فلا بد من عقوبة ضعيف النفس حتى يرعوي هو وغيره .

فكانت عقوبة القذف ثلاثة أنواع .

أولاها جسدية : ثمانين جلدة .
وثانيها مدنية : لا يعامل كبقية الناس إذ لا تقبل شهادته فيتصاغر أمام المجتمع .
وثالثها أخروية : فهو في عداد الفسقة من أهل جهنم .

لكن إن اعترف بخطئه وتاب عنه وأصلح ما أفسده تاب الله عليه وغفر له .
" والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم "

ومن أساليب التربية التوثيق هنا ايضا :
وجود أربعة شهداء يشهدون على واقعة الزنا وإلا جلد الرامي مئة جلدة " والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة "
رد مع اقتباس