ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - فراشة في طوكيو تحدث اعصارا في نيويورك
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 10-10-2005, 11:04
الصورة الرمزية غازي
غازي
غير متواجد
فيزيائي قدير
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 1,272
افتراضي مشاركة: فراشة في طوكيو تحدث اعصارا في نيويورك

ومنذ أن اكتشفت الظواهر الفوضوية توالت الأبحاث التي تؤكد وجودها في الكثير من المجالات سواء الطبيعية منها مثل حركة الرياح ونزول الأمطار والنظام الشمسي, أو الإنسانية منها مثل أسعار العملات في الأسواق المالية, ويقف الإنسان عاجزًا أمام هذه الظواهر والتي هي في ظاهرها حتمية المسار ولكنها تشترط للتنبؤ بها المعرفة الشاملة والمحيطة والبالغة الدقة لكل مؤثر قريب أو بعيد حاضر أو غائب. وحيث إن الإنسان يعجز عن الإحاطة بهذه المعرفة فإن هذه النظم لا تسمح بالتنبؤ بمستقبلها إلا إذا كان هذا المستقبل قريبا جدا, أما التنبؤ بالمستقبل البعيد فهو بالنسبة لقدرات الإنسان ضرب من العبث ومضيعة للوقت. ولذلك تجد أن نشرات الأحوال الجوية تقتصر دائما على التنبؤ بحالة الجو في الغد أو بعد غد وربما تجاوزت قليلا إلى نهاية الأسبوع وهي في ذلك تخطئ وتصيب, ولكنك لا تجد عالم أرصاد محترما يقول لك: إن السماء سوف تمطر بعد ستة أسابيع في هذه المنطقة أو تلك, أو أن الجو سيكون صحوا هنا أو هناك, ثم يزعم بعد ذلك أن تنبؤه بهذا الأمر مبني على أسس علمية وحسابات رياضية. ولعل في نعي الله سبحانه وتعالى على الكفار رجمهم بالغيب عن بُعد إشارة إلى هذا المعنى وذلك في قوله تعالى: {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد,( سورة سبأ, آية 53) فالذي يقذف بالغيب يعلم أنه ربما أصاب وربما أخطأ, فإذا أضاف إلى ذلك بُعدًا في الزمان أو المكان فإن قذفه بالغيب يصبح أكثر شططا وأبعد عن الحق. أما بالنسبة لله سبحانه وتعالى فإن الأمر يختلف؛ إذ هو محيط بكل الغيوب عالم بها, فالغيب عنده ليس غيبا وإنما شهادة, لذلك وصف نفسه بأنه يقذف بالحق لا بالغيب” قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب) (سورة سبأ, آية 48).

وعَوْدًا على بدء, فبإضافة ما تقتضيه «نظرية الفوضى» مع ما يقتضيه «مبدأ عدم التحديد», ينقطع أمل العلم في التنبؤ الدقيق والحتمي للكثير من الظواهر الطبيعية وخصوصا تلك التي تزعم الإحاطة الشاملة بمستقبل الكون, حيث تتطلب نظرية الفوضى المعرفة الدقيقة جدًّا للحالة الأولية للنظام المراد التنبؤ بمستقبله, بينما يضع مبدأ عدم التحديد سقفًا أعلى للدقة في معرفة تلك الحالة الأولية. ونستحضر هنا الكثير من الآيات في كتاب الله والتي تشير إلى علمه الشامل المحيط ومنها قوله تعالى: وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين (سورة يونس, آية 61)وقوله تعالى: وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا ) (سورة الجن, آية 28)-وقوله تعالى - في آية كريمة تشير إلى أهمية العلم الشامل والمحيط بكل التفاصيل والدقائق للكون المنظور في عالم الشهادة, وذلك بعد ذكره للغيب وأنه هو وحده الذي يملك مفاتحه
رد مع اقتباس